اعلان

الشيطان يعترف: أمي علمتني القتل

غالبا ماتكون الأم هي الأصل وراء بناء كل طفل، لكن ماذا لو كانت الأم شيطانة، وتحرض ابنها على القتل، كينيث كيمز الابن، يقضي حاليا عقوبة بالسجن مدى الحياة، دون إمكانية الإفراج المشروط، ويروي معاناته مع والدته، كيف أنها حطمت كل شئ جميل، فلم تكن الثروة والحياة المرفهة حارسًا للطفل من تحول مسار حياته إلي الجريمة.

"افعلها، كيني، أقتلها، افعل ذلك، كيني" قالتها والدة كيني، لتدفع بابنها إلي هواية الإجرام والقتل أنا مرعوب، لكن يداي تلتف حول رقبتها، لا أريد القيام بذلك، لكن العائلة هي كل شيء، اخبرتني أمي أن أضع جسد إيريني في حوض الاستحمام، وفعلت كما قيل لي، نحن في سباق يائس مع الوقت، فلدينا خطة، ويجب تنفيذها، وضعنا القفازات وحضرنا الحقائب، تملك أيرين سيلفرمان -القتيلة- القصر الذي نقف فيه، وبعد وفاة زوجها، حولتها إلى شقق، ثم ارتكبت خطأ فادح في تأجير لي إحداها. 

بحثت والدتي في أغراض إيرين، حتى وجدت أوراق هويتها وبطاقة الضمان الاجتماعي وجواز السفر الخاص بها: كل الأشياء التي تحتاجها أمي لتصبح المالك الفعلي للمبنى، في البداية أخذنا حياتها والآن ستأخذ أمي هويتها وتمتلك قصر مانهاتن البالغ كلفته ملايين الدولارات.

بعدما نجحنا في إخراج الجثة من القصر وضعناها في الصندوق الخلفي لسيارة كنا سرقناها مسبقاً، وعندها تنفست الصعداء، ثم بدأت بعدها والدتي بتنظيف مسرح الجريمة بالكحول، وبعدما أطمأنت إلي نظافته، رحلنا في الهواء الطلق، وتوجهنا إلى برج ترامب في ميدتاون وجلسنا على طاولة لشرب القهوة وأكل المعجنات، وقالت أمي إنها فخورة بقتلي للسيدة سيلفرمان فعلت خيرًا يا كيني.

اسمي كينيث كيمز الابن، وأنا معروف بعدد من الأسماء، فوصفتني الصحافة بقاتل الأغنياء ريتش، والشيطان ذو العين، وغيرها، ولكن قبل أن أكون تلك الأشياء، عشت حياة مرفهة ولدى اسرتي ثروة كبيرة، لكن الأمور ليست دائمًا كما تبدو للعالم الخارجي، على الرغم من أنني أحب كل من والديّ بشدة، كما يفعل جميع ، فهمت أن والدتي قد تكون مخيفة، وأن هناك حزن عميق يخيم على منزلنا، كنت أصغر من أن أفهم ما يحدث حولي خاصة عندما تعلق الأمر بالخادمات لدينا، وتسألت ما الذي يجبر هؤلاء الشابات علي العناية بنا ضد إرادتهن.

أحضرت أمي النساء من المكسيك بوعود بحياة أفضل، أخبرت عائلاتهن بأنهن سيعاملن كبناتها، بمجرد وصولهن احتجزتهن أمي بدون أجر، وأصبحن غير قادرات على الاتصال بأسرهن، ومعزولات في بلد أجنبي دون مخرج، وسمعتهن يصرخن خلف أبواب مغلقة، وفي أواخر عام 1985، شاعت أسرار عائلتي عندما اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي أمي وأبي بتهمة العبودية.

كنت أبلغ 10 سنوات عند اعتقال والديّ بتهمة العبودية، ولكن تغيرت حياتنا إلى الأبد، حيث شهد عدد قليل من الخادمات، أدى ذلك إلى حكم على أمي بالسجن لمدة خمس سنوات، بينما حُكم على أبي بتهمة أقل، فهو اعترف بأنه كان على علم بما يجري ولم يفعل شيئا لوقفه. 

وعندما الـ 13 من عمري أدركت أن الجميع يعرف أسرارنا، ولقد تعرضت للإذلال، وعندما أرسلوا أمي إلى السجن الفيدرالي، وشعرت أنا وأبي بالارتياح، وذهبت لأول مرة إلى المدرسة وكونت صدقات وتلمست الحياة الطبيعية، وأصبح والدي عالمي كله وكنا سعداء.

وعدني والدي بأنه سيتركها، ولكن عندما حان موعد إطلاق سراحها المبكر، رحب بها واستمر الجنون، السجن أّصل في أمي هدفين: علمها أن تكون مجرمة أفضل وأنها ستفعل أي شيء لكي لا تعود له أبدًا، ثم توفي والدي خلال مرحلة الجامعة بوفاته انتهى كل شئ جيد، وبدأت بشكل أعمي في اتباع أمي في الخداع والقتل .

أجريت في عام 2014، مكالمة هاتفية مع امرأة تدعى"تريسي فوست" باستخدام هاتف محمول مهرب، كانت تريسي كاتبة وكنت أراسلها عبر الرسائل، حول رواية قصتي، وكانت والدتي ماتت، وانتهت معاها الفوضى، ووعدي لها بالتزام الصمت. 

قضيت أنا وتريسي العامين التاليين، نتحدث من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية والزيارات، خلال عملنا على قصتي، سرعان ما بدأت أبتسم وأضحك معاها على الرغم من أنني كنت في السجن، إلا أنني لم أشعر مطلقًا بذلك، كنت أقع في الحب، وأحببتني هذه المرأة الرائعة، وأخيراً حصلت على السلام الذي كنت أتوق إليه منذ أن كنت صبيا، لكن لم يدوم ففي 13 يناير2018، توفيت تريسي من مضاعفات الانفلونزا والالتهاب الرئوي، السجن لم يصلحني ولم يساعدني النظام في البحث عن الحل، لكن الحب فعل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً