اعلان

من العنتيل لشقيق الوزيرة.. غضب بين العاملين بجامعة بنها بسبب مرشحي رئيسها القادم

أصيب العاملون بجامعة بنها بصدمة كبيرة، عقب تسريب اختيارات اللجنة السباعية المنوط بها اختيار ٣ مرشحين لرئاسة جامعة بنها، لرفع الترشيحات إلى وزير التعليم العالي، الذي سيعرض بدوره على الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليختار أحدهم رئيسا للجامعة.

وانتهت اللجنة المشكلة لاختيار رؤساء الجامعات، بالمجلس الأعلى للجامعات، برئاسة الدكتور ماجد القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، الخميس الماضي، من مقابلة المرشحين العشرين على منصب رئيس جامعة بنها.

وأكدت مصادر مطلعة، رفضت ذكر اسمها، أن اللجنة اختارت أستاذ بالجامعة وأحد المرشحين وهو شقيق إحدى الوزيرات يدعى "ج.ح.ا"، في الترتيب رقم واحد ضمن ثلاثة مرشحين ترفع أسمائهم لوزير التعليم العالي، الذي سيعرض بدوره على الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإختيار أحد المرشحين الثلاث رئيسا للجامعة لمدة ٣ سنوات، أو لحين بلوغ المرشح سن التقاعد، بحسب سن من سيقع عليه الاختيار.

وبعد تسريب ترشيح اللجنة، أصيب الوسط الجامعي ببنها، بحالة من التذمر والسخط والاحتقان، بعد تأكد اختيار شقيق الوزيرة رئيسًا للجامعة الفترة المقبلة بنسبة كبيرة، خاصة وأن الرئيس السيسي يختار في الأغلب المرشح رقم واحد في قائمة المرشحين الثلاثة، كما حدث في حالات مشابهة في أوقات سابقة، متسائلين: كيف تقوم اللجنة بهذا الإجراء وتضع المرشح الأول عضو تدريس كل مؤهلاته الإدارية أنه شقيق الوزيرة.

وأكدت مصادر داخل الجامعة، من مختلف المستويات الوظيفية، رفضوا ذكر أسمائهم، أن وضع اللجنة شقيق الوزيرة على رأس ثلاثة مرشحين وضعتهم لاختيار رئيس جامعة بنها من بينهم، اختيار غير موفق بالمرة لأكثر من سبب، من بينها أنه لم يشغل من قبل أي منصب اداري داخل احدي الكليات ، سواء كان وكيل أو رئيس قسم، أو وكيل أو عميد كلية، او أي منصب قيادي آخر، طوال فترة عمله عضو هيئة تدريس، سواء بالكلية أو بالجامعة.

واعتبرت المصادر أن إصرار اللجنة على اختيار شقيق الوزيرة يعد انتكاسة جديدة للجامعة، ليس تقليلا من شخصه وعلمه، وانما لاحتياج الجامعة لشخصية ادارية ملمة بالمشكلات التي تعاني منها، خاصة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت خلالها تراجعا في مستويات كثيرة بعد فضيحة "عنتيل الجامعة"، وسقوط اسانسير المستشفى الجامعي الذي راح ضحيته وأصيب نحو ٧ مواطنين، بخلاف عدد من قضايا الفساد المالي والاداري، مؤكدة أنه قلما يذهب الى الكلية للتدريس فكيف سيتصدى لكل هذه الأزمات التي تعاني منها الجامعة، ولا تزال عالقة في المحاكم ولجان التأديب بالجامعة.

وأوضحت المصادر، أن المرشح الأول لرئاسة الجامعة، بعيد كل البعد عن هذه المشكلات والأزمات التي تعاني منها أغلب الكليات الـ١٤ التابعة للجامعة، بخلاف الإدارة، إضافة الى أرض العبور الواعدة التي ينتظر أن تكون منطلقًا حيويًا، ومستقبلًا واعدًا لعدد من الكليات التي لا يوجد مثلها بالجامعة حتى الآن، مثل الصيدلة والكليات النوعية التي يتطلبها سوق العمل، وإنشاء جامعة دولية كما وافق مجلس الجامعة مؤخرًا، وذلك لاحداث نقلة نوعية بها تتماشى مع توجهات رئيس الجمهورية، والنهضة التنموية المنتظرة في الجامعات المختلفة، خاصة بعد إعلان الرئيس عام ٢٠١٩ عامًا للتعليم.

وتابعت المصادر: هل من العدل والانصاف الذي أن يرأس مجلس الجامعة شخصية لا تعلم شيئا عن العمل الاداري، ولم يسبق له حتى عضوية مجلس قسم او كلية، متسائلين: كيف سيتم تسيير العمل بالمجلس والجامعة، وكيف سينتشل الجامعة من الوضع الحرج الذي تعيشه، خاصة وأنها لا يوجد بها سوى نائب واحد وهو القائم بعمل رئيس الجامعة حاليا، مؤكدين أن هذا الاختيار يتعارض مع ما ينادي به الرئيس من اختيار الكفاءات وضرب المحسوبية والفساد عرض الحائط.

وكتب الدكتور محمد غنيم الأستاذ بكلية التربية ببنها على صفحته الشخصية بـ"الفيس بوك"، ما اعتبره البعض اسقاطًا على الواقعة قائلا: "قُبرت الموضوعية في اختيار القيادات لكل المؤسسات، ورُكلت المعايير بالأقدام، واستوفوا الشكل بكل اقتدار، وهـُدر الوقت دون إعتبار، فالكل يعمل من وراء ستار، المصالح تتصالح، والصالح ليس له مكان إلا قوائم الإنتظار، يُثلج أصحاب الكفاءات، والمتميزين والملتزمين هيهات، الاختيار معروف قبل الاختيار، والكرسي محجوز بعد استيفاء الإجراءات، فلا تتعجبوا فهذا نهجنا في مصر بلد الأخيار، أصحاب الحظوة والنفوذ لا يجوز منافستهم فهم الصفوة الأخيار، هم ولدوا ليتقلدوا المناصب خلفا لبعضهم مستلمين الرايات، لذلك يزداد الفساد وينتشر، ويتستر عليه أهل الإختيار".

وتابع: لكن الوضع ليس بهذه البشاعة، يوجد في مصر من المخلصين الأخيار، فهناك بعض حالات حسن الاختيار، نتمني أن تسود وتتعاظم في ضوء معايير الاختيار، وموضوعية في تطبيقها دون تحيز و استهتار".

ووجه شخص يدعى ماهر صبره، لم يتسنى تحديد صفته، استغاثة باسم أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والاداريين والطلاب، على الصفحة الرسمية للجامعة على الفيس بوك قائلا: "جامعة بنها تستغيث بالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية العادل، في الوقت الذي تدعو سيادتكم باستماتة من أجل النزاهة والشفافية في اختيار القيادات للصالح العام لمصرنا، الحبيبة يتم اختيار المرشح الأول لرئاسة جامعة بنها من أحد أعضاء هيئة التدريس، الذي لم يشغل أي منصب إداري بالكلية التي يعمل بها وأصبحت كل مقومات اختياره أنه أخ لمعالي الوزيرة، وتم ضرب عرض الحائط بكافة المعايير المهنية و الإدارية لاختيار رئيس جامعة بنها القادم".

وتابع: "نحن جميعاً كأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب والعاملين، نستغيث بك يا سيادة الرئيس، فهل بعد إرساء القيم والمبادئ بعهدكم الجديد نعود للوراء، لاختيار قيادات الحزب الوطني من جديد؟ ندعوك جميعاً باسم الانسانية التي تنادي بها دائما لانصاف الجامعة من هذه المهزلة الفجة، وكلنا أمل في الله ثم بكم لانصاف العدل".

وأعلن المجلس الأعلى للجامعات، مؤخرا، القائمة النهائية للمتقدمين على منصب رئيس جامعة بنها، وذلك بعد إجتماع لجنة البت في الطعون، وتضمنت القائمة 20 مرشحًا من بينهم 4 من أساتذة هندسة شبرا، وأستاذان من كلية الحقوق، و4 أساتذة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بلينكن: تخفيف الوضع الإنساني في غزة رهين وقف إطلاق النار