اعلان
اعلان

"أرحموني لا أستطيع التنفس".. شبكة أمريكية تكشف اللحظات الأخيرة في حياة جمال خاشقجي.. ومصدر مطلع يسرب نص التحقيقات كامل

جمال خاشقجي
كتب : سها صلاح

"لا أستطيع التنفس".. "أرحموني لا أستطيع التنفس" كانت هذه هي الكلمات الأخيرة التي نطق بها جمال خاشقجي بعد أن تم تقيده داخل غرفة في القنصلية السعودية، وبدأ خنقه بوضع "كيس بلاستيكي" على وجهه، وفقاً لمصدر أطلع على التحقيقات.

وقال المصدر، الذي قرأ نسخة مترجمة من تسجيل صوتي للحظات جمال خاشقجي الأخيرة، إنه من الواضح أن عملية القتل في 2 أكتوبر لم تكن محاولة فاشلة لإجراءات التسليم، وإنما تنفيذ خطة متعمدة لقتل جمال خاشقجي.

وقالت شبكة الـ"سي إن إن" التي نقلت التحقيقات المترجمة أنه خلال مسار "العملية البشعة"، يصف المصدر "كفاح" خاشقجي ضد مجموعة من الأشخاص العازمين على قتله، مضيفا أن خاشقجي قال "لا أستطيع التنفس" 3 مرات.

وتشير النسخة إلى أصوات جثة خاشقجي التي تم تشويهها بواسطة المنشار، حيث يُنصح الجناة المزعومين بالاستماع إلى الموسيقى لحجب الصوت،ووفقًا للمصدر، يقترح النص أن يتم إجراء سلسلة من المكالمات الهاتفية، وإطلاعهم على التقدم،ويعتقد المسؤولون الأتراك أن المكالمات تمت إلى كبار الشخصيات في الرياض،ظهرت بعض التفاصيل في النسخة المكتوبة من قبل سي إن إن في التقارير السابقة لمحتوى التسجيل، لكن هذا هو أكمل سرد للنسخة التي تم نشرها حتى الآن.

ومن المرجح أن يزيد الضغط على إدارة ترامب، التي عقدت العزم على فصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن جريمة القتل، وسعى إلى تأطير القضية كخيار ثنائي بين دعم أو قطع شريك رئيسي في الشرق الأوسط، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلاف مع وكالة المخابرات المركزية.

وأضاف المسؤول السعودي: "إذا كان هناك أي معلومات إضافية لدى السلطات التركية لسنا مطلعين عليها، فنحن نرحب بتسليمها لنا لمراجعتها، وهو ما طالبنا به عدة مرات وما زلنا نطالب به، وحتى الآن لم يصلنا أي شيء"، ولم يعلق المصدر السعودي على ما قاله المصدر لـCNN عما حدث داخل القنصلية وكلمات خاشقجي الأخيرة.

وقال مكتب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ، الذي تلقى إحاطة بشأن التحقيق الذي أجرته مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل ، لشبكة CNN أن ذكريات المصدر من النسخة المكتوبة "متسقة" مع تلك الإحاطة الإعلامية.

وطلبت شبكة سي إن إن من المسؤولين السعوديين التعليق على محتويات النسخة المكتوبة كما وصفها المصدر ، وتقديم تعليقات من أولئك الذين تم تسميتهم فيها،وقال مسؤول سعودي: "لقد قام المسؤولون الأمنيون السعوديون بمراجعة النصوص ومواد الشريط عبر القنوات الأمنية التركية ، ولا يوجد أي مكان فيها أي إشارة أو إشارة إلى إجراء مكالمة".

وأكدت الشبكة إذا كانت هناك معلومات إضافية لدى السلطات التركية غير مدركين لها، فنحن نرحب بكونها سلمت إلينا رسميًا للمراجعة، والتي طلبناها عدة مرات وما زلنا نطلبها، وحتى الآن، لم نتلق أي شيء، لم يتناول المسؤول توصيف النص في المشهد داخل القنصلية السعودية ولا كلمات خاشقجي الأخيرة.

"أنت عائد"

يبدأ النص في اللحظة التي يدخل فيها جمال خاشقجي القنصلية السعودية في منطقة سكنية هادئة في اسطنبول في وقت الغداء في 2 أكتوبر، واعتقد جمال خاشقجي أنه كان قد حدد موعدًا روتينيًا لالتقاط أوراق تسمح له بالزواج من خطيبته التركية، خديجة جانكيز.

وقال المصدر إن الصوت الذي جرى التعرف عليه في التسجيلات هو ماهر عبدالعزيز المطرب، دبلوماسي سعودي سابق وضابط بالاستخبارات يعمل لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال الرجل الذي ظهر صوته في التسجيلات لخاشقجي: "سوف تعود"

ورد عليه خاشقجي: "لا يمكنك فعل ذلك... هناك أشخاص ينتظروني بالخارج"

(كانت خطيبة خاشقجي تنتظر خارج القنصلية ومعها توجيهات من خاشقجي للاتصال بأشخاص آخرين إذا لم يخرج)

ودون أي مناقشات أخرى بين خاشقجي والرجل الذي تحدث معه، بحسب المصدر، تشير التسجيلات إلى أن عدة أشخاص هاجموا خاشقجي وتبع ذلك ضوضاء وسرعان ما كان خاشقجي يكافح من أجل الحصول على هواء.

وقال المصدر إن صوت خاشقجي كان مسموعا وسط الضوضاء وهو يكرر أنه غير قادر على التنفس. ورغم مناشدته اليائسة، كانت آخر كلمات مسموعة له في التسجيلات هي: "لا أستطيع التنفس".

ويشير نص التسجيلات الصوتية إلى صوت ضوضاء وأصوات عدة أشخاص آخرين. وقال المصدر إن السلطات التركية حددت صوت أحد هؤلاء الأشخاص بأنه صلاح محمد الطبيقي، الطبيب الشرعي السعودي، وكانت الأسماء المحددة في نص التسجيلات بالإضافة إلى خاشقجي هما الطبيقي والمطرب فقط.

ويحاول نص التسجيلات الصوتية شرح الضوضاء المسموعة بطريقة تشبه النص الذي يظهر على فيلم عندما توجد أصوات بلا حوار.

"صراخ"

"صراخ"

"لهاث"

بعدها يشير النص إلى أصوات أخرى

"منشار"

"تقطيع"

ويظهر صوت الطبيقي "ينصح الأشخاص الآخرين في الغرفة لمساعدتهم على التعامل مع المهمة المروعة"، بحسب المصدر، ويقول: "ضعوا سماعاتكم، أو استمعوا إلى الموسيقى مثلي".

وخلال العملية، يفيد نص التسجيلات بإجراء المطرب 3 مكالمات هاتفية على الأقل. ولم يحدد نص التسجيلات لحظة مقتل خاشقجي.

وقال المصدر إن المطرب كان يبلغ شخصا ما، تعتقد السلطات التركية أنه في الرياض، بتفاصيل ما يحدث خطوة بخطوة.

وأضاف المصدر أن نص التسجيلات تم توزيعه على حلفاء رئيسيين لتركيا والسعودية، منهم دول أوروبية، ولكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي حصلت على نسخة من التسجيلات الصوتية وليس نص ما فيها فقط.

وقال مصدر مقرب من التحقيقات السعودية في مقتل خاشقجي، لـCNN، إن الطبيقي والمطرب نفيا إجراء أي اتصالات هاتفية.

بينما قال المصدر الذي اطلع على نص التسجيلات إنها "تظهر أن الاتصالات لا تصف موقف مرعب لانحراف مسار الأحداث أو وقوع أحداث غير متوقعة"،وأضاف المصدر أن "المتصل يبدو أنه يبلغ شخصا ما ببساطة ماذا حدث".

وأوضح المصدر أن نص التسجيلات قصير إلى حد ما، ولا يوجد به الكثير من الحوار ولا إشارة على محادثة حول سبب ضرورة إعادة خاشقجي ولا يوجد إشارة أيضا على أن خاشقجي جرى تخديره، مثلما أعلن مسؤولون سعوديون.

وقال المصدر إن الخلاصة التي توصل إليها من الاطلاع على نص التسجيلات هي أن قتل خاشقجي كان عملية اغتيال خططها فريق منظم ونفذها بقسوة، مع إبلاغ شخص ما في الرياض بكل خطوة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً