اعلان

كرة القدم ليست كل شئ..عداوة تاريخية بين مانشستر يونايتد وليفربول..ما أسبابها وكيف تطورت؟ (تقرير)

عداوة تاريخية بين مانشستر يونايتد وليفربول

مانشستر يونايتد وليفربول، مباراة ليست كأي مباراة، فهي مباراة بين فريقين وجمهورين ومدينتين نشأوا على عداوة وكره بعضهم البعض، صراع أزلي منذ القدم ليس على مستوى كرة القدم فقط، بل على مستويات أخرى أيضا اجتماعية واقتصادية وصناعية، تعتبر مباراة مانشستر يونايتد وليفربول هي كلاسيكو انجلترا، وأكثر اللقاءات إثارة على مدار الموسم سواء على المستوى الفني أو البدني، أو على مستوى التنافس بين اللاعبين في ميدان الملعب.

- يستعرض لكم " أهل مصر " في هذا التقرير سر العداوة التاريخية بين كبيري انجلترا وأسبابها وكيف تطورت على مر العصور، لكن قبل الخوض في أي تفاصيل سنرصد في البداية عدد بطولات كلا منهما في مختلف المسابقات:

يتفوق مانشستر يونايتد في عدد البطولات على ليفربول، حيث يملك الشياطين الحمر 66 بطولة مقسمة كالتالي: 20 بطولة دوري، ‏12 FA Cup، ‏5 League Cup، ‏21 بطولة درع خيرية، 3 بطولات دوري أبطال أوروبا، بطولة واحدة دوري أوروبي، بطولة كأس أوروبا للأبطال، بطولة سوبر أوروبي، بطولة كأس عالم للأندية، بطولة كأس انتركونتينينتال.

على الجانب الآخر يملك ليفربول 60 بطولة مقسمة كالتالي: 18 بطولة دوري بنسختها القديمة، ‏7 FA Cup، ‏8 League Cup، ‏15 بطولة درع خيرية، بطولة واحدة سوبر الدوري والتي أُقيمت مرة واحدة فقط، 5 بطولات دوري أبطال أوروبا، 3 دوري أوروبي، 3 سوبر أوروبي.

- ومن الواضح من عدد البطولات أن مستوى التنافس بين الفريقين قريب جدا، وهو ما يجعل المنافسة مشتعلة بينهما دائما حتى وإن غاب أحدهما عن تحقيق الألقاب لفترة من الزمن، لكن عدد البطولات ليس هو السبب الوحيد لكل هذه الضغينةفهناك عدة أسباب نذكرها لكم تِباعا في ما يلي:

‏أولا: قرب المسافة:

المسافة بين مدينتي مانشستر وليفربول قصيرة جدا، حيث تبلغ 56 كيلو متر فقط، وعلى الرغم من أن كل مدينة بها ناديين منافسين، ففي مانشستر هناك اليونايتد والسيتي، وفي ليفربول هناك ليفربول وإيفرتون، إلا أن ديربي الشمال الغربي بين مانشستر يونايتد وليفربول هو الأشرس على الإطلاق كما ذكرنا سابقا، فقرب المسافة بين الفريقين هو ما أشعل تلك العداوة التاريخية في بادئ الأمر.

‏ثانيا: العلاقة الاقتصادية والصناعية:

مع بداية الثورة الصناعية في انجلترا في القرن الثامن عشر وبالتحديد بين عامي 1760 و1840، كانت كلا من المدينتين أصحاب الريادة في هذه التنمية وبدأ التنافس فيما بينهما يكبر مع مرور السنوات على المصالح الاقتصادية والصناعية.

‏مدينة ليفربول في القرن الثامن عشر تفوقت على مدينة مانشستر بسبب تطوير ميناء بحري رئيسي فى المدينة، وفى القرن العشرين أنشأت مانشستر قناة بحرية و تفوقت تماما على نظيرتها ليفربول في تلك الحقبة من الزمن.

ثالثا: تقارب المستوي: 

‏ليفربول حقق أول بطولة دوري إنجليزي عام 1901، قبل أن يحرز البطولة الثانية في عام 1906، أي قبل فوز مانشستر يونايتد بأول بطولة دوري له عام 1908، كان في حوزة الريدز بطولتين.

‏وفي الخمسينيات تفوق مانشستر يونايتد و حقق ثلاث بطولات دوري مقابل ولا بطولة لصالح ليفربول.

وفي عام 1967 أظهر مانشستر يونايتد تفوقا كبيرا على غريمه الأزلي، وحقق اللقب السابع له في بطولة الدوري وعادل عدد ألقاب ليفربول، بالإضافة لفوزه بدوري أبطال أوروبا عام 1968، لينهي فترة الستينيات متفوقا على ليفربول على المستويين المحلي والأوروبي.

‏رابعا: الجيل الذهبي لليفربول: 

بعد تفوق مانشستر يونايتد الواضح لأي متابع فى فترة الخمسينيات و الستينيات و تحقيقه أول لقب أوروبي متمثلا في دوري أبطال أوروبا، ظهر في السبعينيات الجيل الذهبي لليفربول الذي جاء لينهي سيطرة مانشستر يونايتد ويكتب تاريخا جديدا للريدز على كل المستويات، ليسطر اسم النادي بأحرف من ذهب بين كبار أندية أوروبا والعالم، ففي فترة السبعينيات والثمانينيات حقق ليفربول 11 بطولة دوري و19 بطولة كأس و7 كؤوس أوروبية، ليعلن هذا الجيل احتلاله ليس لانجلترا فقط بل لأوروبا بكاملها.

‏خامسا: ظهور السير أليكس فيرجسون:

تولى السير أليكس فيرجسون القيادة الفنية لنادي مانشستر يونايتد عام 1986، في ظل تفوق ليفربول الكاسح محليا وأوروبيا، فحتى تحقيقه للقب الدوري عام 1990 كان في حوزة ليفربول 18 بطولة دوري مقابل 7 فقط لصالح مانشستر يونايتد، لكن قدوم السير كان بمثابة لعنة حلت على مدينة ليفربول الذي لم يحقق لقب الدوري منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.

ففي الفترة بين 1990 و2001 حقق مانشستر يونايتد 7 بطولات دوري إنجليزي، وبطولة دوري أبطال أوروبا عام 1998، طوال هذه الفترة الكبيرة اختفى ليفربول تماما، لا ينافس محليا أو قاريا، لم يعطي السير أليكس فيرجسون الفرصة لتواجد أي منافس لمانشستر يونايتد مهما كان اسمه ومهما كان حجمه قبل قدومه، فمع قدوم السير أصبح الكل صغيرا أمام العملاق مانشستر يونايتد.

فى سبتمبر 2002 وبعد تراجع السير أليكس عن قرار اعتزاله للتدريب بدأ الدوري بشكل سئ وغير معتاد وأصبح البعض يقول أن هذه هي بداية النهاية للسير وسيطرته المطلقة ستنتهي أخيرا، وبعد إحدى المباريات السيئة لمانشستر يونايتد في هذا الموسم تم توجيه سؤال للسير كان "هل هذا الموسم سيكون أكبر تحدي في مسيرتك؟" رد السير أليكس قائلا: " التحدي الأكبر لي هو ركل ليفربول من سيطرتهم .. اطبعوها"، فحتى هذه اللحظة كان ليفربول مازال متفوقا على اليونايتد في عدد ألقاب الدوري ببطولة واحدة، وفوز اليونايتد في موسم 2002-2003 كان يعني أن يعادل رقم غريمه الصامد منذ عام 1990، ورغم قوة الرسالة التي وجهها السير أليكس فيرجسون في قمة سوء مستوى فريقه، إلا أنه كان على مستوى التحدي الذي أقحم نفسه به، وحقق لقب الدوري الإنجليزي في نهاية الموسم بالفعل.

‏سادسا: سيطرة مطلقة:

‏سيطر مانشستر يونايتد من عام 1992 وحتى عام 2013 على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز سيطرة مطلقة، وحقق 13 بطولة دوري، وتفوق على ليفربول بفارق بطولتين، بعدما كان الأخير وحتى عام 1990 يتفوق بفارق 11 لقب دوري، كما فاز اليونايتد في هذه الفترة ببطولة الكأس 5 مرات مقابل 3 لليفربول، وبطولتين في دوري أبطال أوروبا مقابل واحدة لليفربول.

وتحولت الضفة في نهاية الأمر بعد ما كان ليفربول 18دوري ومانشستر 7 دوري، لتكون ليفربول 18 دوري ومانشستر يونايتد 20 دوري.

سابعا: عداوة وصراع شرس بين اللاعبين:

‏من الطبيعي أن تؤثر علاقة عدائية بين المدينتين وجمهوريهما، على لاعبي الفريقين داخل الملعب، فعلى مر تاريخ مواجهات الفريقين، حدثت الكثير من الأحداث المثيرة للجدل نرصدها في ثلاث مشاهد:

1- عنصرية سواريز وإيفرا:

اشتهر الصراع بين المهاجم الأوروجوياني السابق لليفربول لويس سواريز، ونظيره الفرنسي باتريس إيفرا، حيث أوقف سواريز 10 مباريات على إثره بسبب توجيهه إهانات عنصرية للفرنسي باتريس إيفرا لاعب مانشستر يونايتد ورفض مصافحته في إحدى مباريات ليفربول ضد اليونايتد في حدث شهير جدا.

2- طرد جيرارد بعد 45 ثانية:

سجل قائد ليفربول السابق نفسه في سجل سلبي في مباريات الفريقين، إذ شهد عام 2014 حادثة غريبة وشهيرة، حينما استعان المدرب رودجرز بنجم وسط فريقه ستيفن جيرارد فدخل بديلا لآدم لالانا، إلا أن المفاجأة كانت تعرضه للطرد بعد 45 ثانية فقط من نزوله أرض الملعب بعد تدخل عنيف على لاعب اليونايتد هيريرا.

3- احتفال روني بأول هدف في ليفربول:

احتفل النجم واين روني بتسجيله أول أهدافه في شباك ليفربول في ملعب الأنفيلد بطريقة جنونية، بعدما سجل الهدف وتوجه للجماهير واضعا يديه على أذنه وسط فرحة زملائه الغامرة.

‏وفي إطار كره اللاعبين لبعضهم البعض قال جاري نيفيل ذات مرة: "لا أطيق ليفربول، لا أطيق شعب ليفربول"، وعلى الجهة الأخرى ستيفن جيرارد لم يتبادل القمصان بينه و بين اي لاعب من مانشستر يونايتد طوال تاريخه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً