اعلان

أم يمنية تفوز بمعركة استمرت عام مع الإدارة الأمريكية لتجتمع مع ابنها المحتضر

كل ما تريده اليمنية شيماء صويلح أن تعطي ابنها أخر قبلة قبل أن يموت، فبعد حرب طويلة خاضتها الأم اليمنية على مدار عام للفوز بالحصول على إعفاء من حظر السفر إلي الولايات المتحدة لكي يجتمع شملها مع ابنها ذو العامان الذي ينازع الموت بسبب إصابه بمرض الدماغ، يستحيل الشفاء منه والذي يعيش على أجهزة التنفس الصناعي، أخيرًا منحتها وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء تنازلاً بالسفر وذلك بعد أن أثارت قضيتها وقصتها الرأى العام العالمي.

ظفرت الأم اليمنية بالحصول علي تنازل بالسفر إلي الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، لتسافر اليوم الأربعاء لتودع صغيرها المريض "عبدالله" القابع في بينيوف للأطفال في أوكلاند وهي تابعة لمستشفى جامعة كاليفورنيا، بعد معركة قضائية خاضها محامون مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" هذا الأسبوع، منهياً بذلك صراع استمرعاماً كاملاً على الأسرة.

ووفقاً لما قاله الأب علي حسن في بيان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "هذا سيسمح لنا بالحزن بكرامة"، وكان أحضر حسن، وهو مواطن أمريكي ويعيش في ستوكتون، أبنه عبد الله إلى كاليفورنيا في الخريف للحصول على علاج لاضطراب دماغي وراثي.

وكان سافر الزوجان إلى مصر بعد الزواج في اليمن الذي مزقته الحرب في عام 2016 وكان يحاول الحصول على تأشيرة لزوجته منذ عام 2017 حتى يتمكنوا من السفر إلى كاليفورنيا. ويمنع المواطنون من اليمن وبالاضافة لأربعة بلدان أخرى غالبيتها من المسلمين، إلى جانب كوريا الشمالية وفنزويلا، من السفر إلى الولايات المتحدة بموجب حظر السفر الذي أقرته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وحسب قول باسم القرة من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في سكرامنتو أن حسن بدأ يفقد الأمل وفكر في سحب ابنه من دعم الحياة لإنهاء معاناته، إلا أن قام أحد العاملين في المجال الاجتماعي في المستشفى بالاتصال بالمجلس، الذي رفع الدعوى القضائية الاثنين الماضي.

وقال القرة إن شيماء خسرت شهورا تقضيها مع طفلها بسبب تأخيرات غير ضرورية والإدارة الصارمة.

ووصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالاديانو بأنها "حالة محزنة للغاية، ونرسل تعازينا للأسرة خلال هذا الوقت العصيب"، وأضاف أنه لا يستطيع التعليق على وضع الأسرة، لكن الحالات العامة يتم التعامل معها بشكل فردي، حيث يحاول المسئولون الأمريكيون تسهيل السفر المشروع إلى الولايات المتحدة بالإضافة حماية الأمن القومي، وتابع:"لدينا الكثير من ضباط الخدمة الخارجية المنتشرين في جميع أنحاء العالم الذين يتخذون هذه القرارات على أساس يومي، وهم يحاولون جاهدين فعل الشيء الصحيح في جميع الأوقات".

وأشار القرة: "نأمل أن تجعل هذه الحالة الإدارة تدرك أن عملية التنازل لا تعمل، كما أنه تم تقسيم الآلاف من العائلات، بما في ذلك العائلات التي لديها أحباء مرضى وغير قادرين على رؤيتهم في لحظاتهم الأخيرة، وأنا متأكد من وجود المزيد من الحالات مثل هذه"، بالإضافة إلى التنازل، أعطت الحكومة للأم تأشيرة تسمح لها بالبقاء في الولايات المتحدة مع زوجها وتبدأ في طريقها نحو المواطنة الأمريكية، حسب قول القرة.

والجدير بالذكر أن محامو الهجرة قدروا أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد تأثروا بما يسمونه إنكاراً شاملاً لطلبات التأشيرة وذلك بموجب حظر سفر ترامب، حيث سعت جمعيات حقوق الإنسان إلى إلغاء الحظر في المحكمة العليا الأمريكية، بدعوى أنها كانت متحيزة ضد المسلمين لكن المحكمة العليا رفضت الالتماس في حكم 5-4 في يونيو.

ويسمح بند التنازل بإستثناء لكل حالة على حدة للأشخاص الذين يثبت أن دخولهم إلى الولايات المتحدة من أجل المصلحة الوطنية، وهو ضروري لمنع المصاعب غير الضرورية ولن يشكل خطرًا على الأمن، لكن تؤكد دعوى قضائية رفعت في سان فرانسيسكو أن الإدارة لا تفي بشرط التنازل، حيث يوجد حوالي 36 شخصاً ممن رفضت أو توقفت طلباتهم للحصول علي التنازل من التأشيرة على الرغم من الظروف الطبية المزمنة أو حالات انفصال الأسرة لفترات طويلة أو المصالح التجارية الهامة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً