اعلان

الصورة الكاملة لأحداث السودان.. وقوف الجيش مع الاحتجاجات مؤشر على "ساعة الصفر" للإطاحة بالـ"بشير"

المظاهرات في السودان
كتب : سها صلاح

بدأت المظاهرات في السودان كبؤر تجمعات صغيرة في بعض أطراف العاصمة السودانية في منطقة البراري ومنطقة الشجرة وبعض شوارع أم درمان عقب صلاة الجمعة 14 ديسمبر، و لكنها لم تحظ بتغطية كبيرة بسبب الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوداني إلى دمشق، والتي شغلت وسائل الإعلام طوال الإسبوع الماضي.

لم يتم الانتباه لهذه التظاهرات إلا عندما وصلت مدينة عطبرة وبورتسودان، وعندما صاحب التظاهر أعمال تخريب رمزية كإحراق مقرات الحزب الحاكم. كان يوم الخميس 20 ديسمبر هو اليوم الأكثر دموية والذي سقط فيه عدد من القتلى عندما وصلت المظاهرات إلى مدينة القضارف المجاورة لإثيوبيا، وعندما تحمس عدد من طلاب الجامعات لعمل أول تجمع رمزي في مدينة الخرطوم في ميدان جاكسون أحد أشهر ميادين العاصمة والقريب من جامعتي النيلين والسودان للعلوم والتكنولوجيا.

حسب الصحافي السوداني المقيم في أميركا والذي يعمل لصحيفة نيويورك تايمز إسماعيل كشكش، فإن عدد القتلى في مدينة القضارف بلغ 6 قتلى، وقتيلين في مدينة كريمة في الولاية الشمالية وقتيل في مدينة العبيدية وقتيل في مدينة بربر.

1- الجدول الزمني للأحداث التي أدت إلى مظاهرات السودان:

1 نوفمبر سعر صرف الدولار الأمريكي هو 50 جنيه سوداني

5 نوفمبر نقص حاد في النقد والوقود والخبز

15 نوفمبر يعقد مؤتمر الحركة الإسلامية بكلفة مليار جنيه سوداني ، وتوافق الحركة الإسلامية بأغلبية مطلقة على إعادة انتخاب البشير

29 نوفمبر عودة أزمة الوقود بعد فترة قصيرة من الإغاثة ، طوابير الخبز طويلة مرة أخرى في الخرطوم والمدن الكبرى الأخرى

30 نوفمبر حريق ضخم غامض يحرق واحدة من أكبر الأسواق في مدينة أم درمان ، يقول محافظ أم درمان على قناة محلية S24 أنه تم تحذير أصحاب الأعمال من عواقب عدم إيداع النقود في البنوك

4 ديسمبر يدعم البرلمان السوداني تعديل دستوري يسمح بإعادة انتخاب البشير لفترة أخرى

5 ديسمبر مظاهرات واسعة النطاق في مدينة مايرنو في ولاية سنار احتجاجاً على الجوع ، وزيادة تكاليف المعيشة ، وأُغلق عدد من المخابز بسبب عدم توافر الدقيق.

8 ديسمبر محطة التلفزيون المحلية السودانية تعلن عن بناء قصر الرئاسة الجديد

10 ديسمبر ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 62 جنيهاً للمبادلات النقدية و 70 جنيهاً سودانياً للتبادل الشيك

12 ديسمبر المعلمين في ولاية النيل الأبيض يعلنون إضرابا لعدم تلقي الرواتب

12 ديسمبر حريق غامض آخر يدمر سوقاً كبيرة في مدينة نيالا في جنوب غرب السودان

13 ديسمبر احتجاجات واسعة النطاق في ولاية الدمازين جنوب السودان احتجاجا على زيادة تكاليف المعيشة

14 ديسمبر الاحتجاجات عدة في أحياء الخرطوم من بوري وناصر وسوبا ووسط المدينة

14 ديسمبر الاحتجاجات ليلة في مدينة دنقلا شمال السودان

16 ديسمبر انتشرت الاحتجاجات إلى مدينة الفاشر في غرب السودان

16 ديسمبر مظاهرات طلابية جامعية من جامعة نيلن ، وجامعة الخرطوم

16 ديسمبر البشير يزور سوريا الرئيس بشار في محاولة لكسر الحصار الدبلوماسي على النظام السوري.

17 ديسمبر الطالبات يحتجنان على ندرة الخبز في إحدى قاعات الجامعة بالخرطوم وقوات الشرطة مسكن للغاز المسيل للدموع والعديد من حالات الاختناق الشديد بين الطلاب

17 ديسمبر البشير ليس من المنطقي دعم الوقود

18 ديسمبر طلاب جامعة الخرطوم في مخيم شمبات يظهِرون احتجاجهم على زيادة تكاليف المعيشة

18 ديسمبر الاحتجاجات ليلة في فاداسي بلدة في وسط السودان

19 ديسمبر احتجاجات واسعة النطاق في عدة مدن في السودان: نوحود - غرب السودان ، بورتسودان - شمال شرق السودان ، عطبرة ، دامر ، الحسايسا في وسط السودان ، في مدينة عطبرة ودمار - تم إحراق مقر الحزب الحاكم ومجلس المدينة من قبل المتظاهرين

19 ديسمبر تتراجع حكومة ولاية البحر الأحمر عن قرارها برفع الدعم عن أسعار الخبز وسعر رغيف الخبز من 3 جنيهات إلى 1 جنيه

20 ديسمبر استمرت الاحتجاجات في مدن عطبرة ودامار وبورتسودان وانتشرت إلى دنقلا وكريما وبيبر وماتاما في شمال السودان وجاداريف في شرق السودان وسينار في جنوب السودان وميداني وسط السودان وفي باوغا في عبيد في غرب السودان، في مدينة دنقلا ، يتم إحراق مقر الحزب الحاكم من قبل المتظاهرين

20 ديسمبر زيادة أسعار صرف الدولار إلى 63 جنيهاً مقابل الصرف النقدي و 72 مقابل صرف الشيكات.

2-دور الأحزاب السياسية في السودان

لم تتبن الأحزاب السياسية مظاهرات الخبز في البداية، ربما لاعتبارات قانونية ونأياً بالنفس عما صاحب هذه التظاهرات من أعمال تخريب قام بها البعض. ورغم أن السيد الصادق المهدي إمام طائفة الأنصار جاء إلى البلاد والمظاهرات في أوجهاـ فإنه لم يعلن بوضوح تبنيه لشعارات إسقاط النظام الذي ترفعه المظاهرات، بل دعا لتكوين حكومة قومية انتقالية وهي دعوة متكررة تصدر عن الإمام باستمرار. لكن تطورات الوضع على الأرض مؤخراً، وخروج مدن بأكملها عن سيطرة الحزب الحاكم، وفرض حظر التجول في القضارف وعطبرة ربما يشجع حزب الأمة التابع للسيد الصادق المهدي على تغيير موقفه، وهو ما ظهر من دعوة رسمية أطلقها لأعضائه للانخراط في المظاهرات، وتوعده للنظام باللحاق بما وصفه بأسلافه من النظم الديكتاتورية. القوى السياسة بدأت تتحرك، كما أن عامة الناس يوجد لديهم تعاطف كبير مع هذا الحراك، لأن المعاناة كبيرة جداً.

3-المظاهرات تطيح بالحزب الحاكم

كثر ما فاجأ الحزب الحاكم هو عفوية المظاهرات من خلال التنظيم والشعارات، وأنها خرجت من مناطق تعتبر من معاقل الحزب الحاكم،والتي تعتبر مدينة عطبرة من أبرز مدنها في الولاية التي ينحدر منها الرئيس السوداني،كذلك خرجت معها الولاية الشمالية التي ينحدر كثير من أبنائها في صفوف المؤسسات الأمنية والعسكرية، وهو ما خلط كثيراً أوراق الحزب الحاكم الذي يتهمه معارضون باستغلال أبناء هاتين الولايتين، وهو ما كانت تنفيه الحكومة باستمرار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة: بيع أراض بالدولار لـ 34 شركة أجنبية في عدة مدن