اعلان

القمص صليب متى ساويرس: التفجيرات الأخيرة لعبة مكشوفة.. الحب يقضي على الإرهاب والرئيس لم ينسانا في افتتاح المشروعات القومية (حوار)

«الله محبة».. حوار «أهل مصر» مع القمص صليب متى ينتهي بمصحف هدية وآية قرآن:

راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي: التفجيرات مكشوفة.. و«للكنيسة رب يحميها»

يجب القضاء على الإرهاب بتعليم الناس الحب

العمليات الإرهابية هدفها أن نعيش في غابة.. ومسيحيتنا تعلمنا أن نحب أعدائنا

أعظم سلاح لحل مشكلاتنا المحبة.. والرئيس لم ينسانا في افتتاح المشروعات القومية

البابا تواضروس يعمل على تهدئة المسيحيين في أصعب المواقف بعباراته الطيبة

مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، وبداية السنة الجديدة، حاورت «أهل مصر» القمص صليب متى ساويرس، راعي كنيسة مارجرجس الجيوشى، ورئيس جمعية السلام للخدمات الاجتماعية ليوضح للجميع مظاهر احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بالعيد، الاستعدادات الأمنية، ويكشف عن الفرق بينها وبين الطوائف القبطية الأخرى في طقوس العبادة، كما يتحدث عن صمود الكنيسة في مواجهة الإرهاب والظروف العصيبة، ويبعث رسالة محبة للمصريين بقدوم عام 2019، داعيًا الله أن يعم الخير على بلادنا.

وإلى نص الحوار..

- ماذا عن مظاهر احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بأعياد الميلاد؟

مظاهر الاحتفال بالكنيسة تبدأ بعمل مغارة الميلاد في عيد الميلاد المجيد كنموذج للمكان الذى ولد فيه السيد المسيح من خلال مزود للحيوان فهي أشبه بحالة تمثيلية لميلاد السيد المسيح حتى يشاهدها الكبار والصغار، بجانب شجرة «الكريسماس» التى تشع بهجة وفرح في نفوس الحاضرين لأنها تتزين بالكرات الملونة والأنوار تتعلق عليها مما يضيف لها جمالاً، بالإضافة إلى الصلوات التى تسبق عيد الميلاد بالتسابيح الدينية فهى أمر أساسي وضروري.

- رسالة محبة توجهها قوات الأمن؟

نشكر رجال الأمن على دعمهم المستمر وجهود الشرطة المبذول بالتنسيق مع القوات المسلحة، من أجل تأمين الكنائس لكى تتم مراسم واحتفالات الأعياد على أكمل وجه، والاحتفال فى كنيسة مارجرجس الجيوشى يكون في آمان والمواطنين متعاونين فى شبرا على الود والمحبة فشعب شبرا بين مسلمين ومسيحيين يحتفلون مع بعضهم البعض، كما جعلت الدولة عيد الميلاد عيد قومي يحتفل فيه كل المصريين.

- ما الفرق بين احتفالات الطوائف القبطية الثلاثة أرثوذكس وكاثوليك وإنجيلية؟

الاختلاف يكون في المواعيد والطقوس بين الكنائس الثلاثة من خلال أساليب العبادة، والموعد نشأ نتيجة تطبيق جغرافي قديم ومستمر حتى الآن، فالأرثوذكس يتفق مع الكاثوليك في طقوس القداس الآلهى وهو مستمر طوال العام سواء في يومي الجمعة والأحد أو أي يوم عادي فضلاً عن بعض تشابه العبارات طبقًا للعقيدة، بينما الطائفة الإنجيلية لم يكن لديهم قداس وأنما مظاهر احتفالاتهم بالعظة والترانيم.

بينما اختلاف الأيام فالاحتفال يكون عند الإنجيلين في الأحد الأول من السنة، الكاثوليك كانوا يعيدون معنا كأرثوذكس في كنيسة واحدة منذ زمن قبل أن تنقسم الكنيسة إلى كنيستين وظل النظام قائم حتى عام 1500 فى القرن السادس عشر إلى أن جاء أحد الباباوات وهو البابا أوروغواي وقال إن هناك فرق بين السنة الميلادية والشمسية من خلال حسابات فلكية، فإذا بالناس يتفاجئون في عام 1549 بأن يوم 5 أكتوبر هو 15 أكتوبر بمعنى أنه تم مد في السنة.

ومن المفترض أن حسب تعليم الرسل يحتفل المسيحيين يكون عيد الميلاد يوم 29 من الشهر الرابع من السنة الشمسية وهو شهر كيهك وهي السنة المصرية القديمة وهى أضبط سنة موجودة في التقويم العالمي بالكامل، وأضبط من السنة الميلادية وكان يقع 29 كيهك أمام 25 ديسمبر وعندما حدث امتداد السنة فلم يبقى هذا الحساب كما سبق وبات 29 كيك يقع أمام 4 يناير، وكل 100 عام تزيد يوم إلى أن استقرت عند 7 يناير.

- كيف تواجهون محاولات تعكير الصوف بين أطياف المجتمع المصري؟

التفجيرات الإرهابية التي تحاول تعكير الصفو بين أطياف المجتمع، أصبحت مكشوفة ومعلوم الهدف الذى ورائها ومدفوعة الأجر وتخطط لها مع الأسف دول مخابراتية لإثارة القلق لكنها لا تستطيع أن تزعزع علاقتنا بوطننا مصر، والأمر ليس في مصر فقط فما حدث في فرنسا الأيام الماضية لم تكن مظاهرات نابعة من الشعب بينما الدول جميعها تتأمر على بعضها والأوضاع صعبة وأصبحنا نعيش فى غابة الكبير يأكل الصغير، والأمور لم تهدأ ألا من خلال تعليم الناس الحب والتسامح والمحبة، والتعايش مع الناس بمختلف عقائدهم وذلك يكون له التأثير الكبير، لابد من غرس القيم والفضائل في نفوس أولادنا التى أوصى بها الدين، مسيحيتنا بتعلمنا نحب أعدائنا وليس أصدقائنا فقط.

وكما قال القديس أغسطينوس «أحب وافعل ما تشاء» فعندما يحب البشر بعضهم البعض تختفى جرائم القتل والسرقة والإعتداء، فأهم شئ المحبة، وأقصر آية في الكتاب المقدس «الله محبة»، فالحب أساس الاستقرار فإذا اختفى زادت المشكلات من كل حدب وصوب، فأعظم سلاح لحل مشاكلنا المحبة فالمال لم يحلها بل يساعد على انفجارها، وفي كتابنا المقدس يقال «محبة المال أصل كل الشرور»، لذلك أن يكون المال فى حياتنا هدف وليس وسيلة وتبقى المحبة شعارنا للانتصار على الفقر والجهل والمرض.

- ماذا عن تأمين كنيسة مارجرجس الجيوشى واستعداداتها لعيد الميلاد المجيد؟التأمين طول السنة.. «إحنا مش محتاجين تأمين اللى بيأمن الكنيسة ربنا»، ولكن الاستعدادات الأمنية أمر لابد منه وخاصة أن في العيد يدخل الكنيسة أغراب لم نعرفهم فيكون نوع من أنواع الحرص ليس أكثر، من خلال الأبواب الإلكترونية والأسوار في محيط الكنيسة وتم تزيينها بأعلام مصر المبهجة، والأمور تسير مثل كل عام.

- ماذا عن مساعدة الكنيسة للأسر الفقيرة وخدمات جمعية السلام؟

جمعية السلام أنشئت سنة 1928 بقدوم العام الجديد تكمل تسعون عام، هدفها خدمة الإنسان المصري من المهد إلى اللحد، فمنذ ولادة الطفل نبدأ تعليمه في الحضانة ثم المدارس وإذا كان متعثرًا في الدراسة نعلمه حرفة في ورشة النجارة للولد والبنت نعلمها الخياطة، لدينا مستشفي مشاركة حاليًا فى حملة 100 مليون صحة للكشف المواطنين، والجمعية هى التى أنشئت كنيسة مارجرجس الجيوشى عام 1938 ، بجانب وجود مركز صرف معاشات بالإتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي تساهم في توفير معاش إلى 3000 مواطن شهريًا، بالإضافة إلى مشروع دفن الموتى، وسكن للمغتربين والمغتربات، وإنشاء جمعية الإسراء التعاونية لبناء المساكن.

وتمويل جمعية السلام ذاتي من التبرعات والأموال الرمزية التى تدرها الخدمات مثل الحضانة وسكن المغتربين، ويشرف علينا الجهاز المركزى للمحاسبات ووزارة التضامن الاجتماعى، والتربية والتعليم في المدارس، والصحة للمستشفى.

- لماذا يتم الاحتفال بعيد الميلاد والرسالة المرغوبة منه؟

عيد الميلاد هو عيد التجسد باعتبار أن السيد المسيح تسجد في شكل إنسان وولد فى مزود الحيوان وليس في قصر أو منزل للأغنياء وكان لذلك حكمة وهو تعليمنا التواضع، وهى من أهم الصفات التى يجب التحلى بها في تصرفاتنا والبعد عن الكبرياء لأنه سبب للسقوط، وقد اتضح ذلك مع زعماء العالم من يتكبر على شعبه يسقط.

وقال المسيح «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض» والمقصود بها أن البسطاء يكتسبون حب الناس ومتسامح ومتعاون مع غيره.

- كيف تحمي الكنيسة الشباب من مخاطر التكنولوجيا على فقد عقائدهم والبعد عن دينهم؟

التكنولوجيا ليس لها علاقة بالدين وعلاقتنا بربنا، والكنيسة تستخدمها في غرس القيم والتواصل الاجتماعى نستخدمه لتعميق العلاقات ونشر المعرفة بين شبابنا حتى يستفيد منها الجميع للتعمير وليس التدمير، وهناك دولاً استخدمته لتدمير لنفسها مثل تونس وسوريا وغيرهم.

والكنيسة هدفها إعطاء المسار الصحيح للإنسان لكى يسير عليه، وذلك يتم من خلال دورس أسبوعية للمشورة ولتوعية المقبلين على الزواج وننشر ذلك على الإنترنت فالكنيسة دائما تتفاعل مع المجتمع.

- ما رسالتك للمصريين في عيد الميلاد المجيد؟

نحن نصلى من أجل بلدنا مصر والكنيسة بتعلمنا الصلاة لكى نحافظ على بلادنا وقياداتها، فهناك أوشية الرئيس ومن خلالها نصلى وندعو الله أن يحفظه وينصره، ونشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي ونقدر دوره الكبير في وحدة المصريين، ونبعث له تهنئة خاصة بمناسبة العام الجديد، فهو أول رئيس يحافظ على تهئنة الأقباط في عيد الميلاد وقد انشأ كنيسة الكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة لتصبح أكبر كنيسة في الشرق الأوسط ويحرص دائما عند افتتاح المدن الجديدة بسؤاله «هل الكنيسة موجودة وألا لا»، لذلك نحييه على محبته وسماحته فهو يقدم المعنى الحقيقي للإنسانية بالسماحة الطيبة وترسيخ المواطنة في نفوس كافة المواطنين، مما يؤكد أن مصر تسير في الطريق الصحيح، كما نرسل تهنئة للبابا تواضروس فهو يعمل على تهدئة الأمور بأعظم العبارات فيقول «كل بلاد الدنيا في أيد ربنا لكن مصر في قلب الله» ولم ننسى موقفه الوطنى عندما جاء الهجوم البربرى على الكنائس وقف صامدًا وقال «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».

وفى نهاية لقاء القمص صليب متى ساويرس، قدم هدية لـ«أهل مصر» ليوضح بها اسمى معانى الإنسانية والمحبة، وهي مصحف القرآن الكريم، ونتيجة للعام الميلاد الجديد كتب عليها «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» مزخرفة بصور للحرم المكي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً