اعلان

فيروس الأدوات الطبية المستعملة يضرب المستشفيات.. أطباء: المعامل مصدر كبير لنقل العدوي.. و"فيروس سي" نتيجة الإهمال

تعد مشكلة استخدام أجهزة التحاليل والأدوات الطبية، أكثر من خطرًا، ليس على الشخص الذي تُقدم له الخدمة الصحية فقط، ولكن إمكانية اصابته بعدوى خطيرة تنتقل عن طريقه إلى الأشخاص المحيطين به، وهي مشكلة تهدد الكثير من المرضى والعاملين بالقطاع الطبي أثناء التعامل مع الأدوات الطبية كالسرنجات وأجهزة التحاليل وغيرها.

وفي هذا الإطار يقول الدكتور علي سليمان، طبيب باطنة وقلب، إن هناك مشكلة خطيرة تكمن في وجود غير المتخصصين الذين يحملون لقب "أخصائي تحاليل" وهم ليسوا أخصائيين بالمعنى المُتعارف عليه، وهو دراسة مهنة الطب لمدة تتخطى الـ15 عامًا حتى يمكنه الحصول على لقب "أخصائي"، ولكنهم خريجون كليات العلوم الطبية أو الصحية ويطلقون هذا المسمى على أنفسهم، وهم غير دارسين لجسم الإنسان أو الأضرار المحتمل الإصابة بها، ومن هنا لا يعرفون كيفية التعامل السليم والمباشر مع المرضى فعملهم يقتصر على الأجهزة وينبغي على المواطنين عدم إجراء أية تحاليل سوى في مكان موثوق فيه.

وأضاف "سليمان" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن معامل الأشعة والتحاليل والمختبرات أصبحت بعدد كبير منها وهمي ويجذب الناس بعمل عروض وخصومات على التحاليل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى كوارث محتملة بالإصابة بفيروسات وأمراض خطيرة عن طريق نقل العدوى باستخدام أجهزة وأدوات ملوثة وغير معقمة، ولا أحد يعرف عن جودة التجهيزات ودرجات الأمان والسلامة للعاملين.

وأشار طبيب الباطنة والقلب، إلى أن هناك تقرير رسمي صادر عن إدارة مكافحة العدوى بالإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة والسكان، ينص على أن المعامل الطبية مصدر كبير لنقل العدوي بمختلف أنواع الميكروبات الممرضة، والتي قد تصيب العاملين بالمعمل أو المحيطين بهم، كما أن كل المواد المستخدمة للتشخيص أو للعناية بالمرضى داخل المرفق الصحي أو خارجه، وفي حالة تلوثها بدم وسوائل جسم المريض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي حالة كان المريض مصابًا بمرض معدٍ أو غير مصاب يجب التخلص منها بالطرق السليمة، لأنها ضمن المخلفات الطبية الخطرة، كما أن الإبر المستخدمة لأخذ عينات الدم أو للاستعمال ضمن المخلفات الطبية الخطرة الواجب التخلص منها وضرورة استعمال سلة من البلاستيك لجمع بقايا الإبر والحقن بعد استخدامها مباشرة، وعدم رميها نهائيًا بأكياس القمامة ويتم التخلص منها بعد تعقيمها بواسطة المحارق.

وأكد "سليمان" على ضرورة التخلص من جميع المواد التي تم استخدامها مع المرضى سواء في المستشفيات أو في العيادات والمراكز الطبية الخاصة، كالإبر والحقن والمشارط وتعقيم الأدوات المستخدمة والأجهزة، لإبعاد الخطر عن جميع الأفراد سواء كانوا من الأطباء أو التمريض، فضلًا عن المرضى أنفسهم، حتى لا يُصاب شخص أخر بالعدوى جراء استخدام أدوات ملوثة.

وأوضح الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي والكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن هناك مشكلات كثيرة يمكن أن تنتج أثناء تقديم الخدمة الطبية للمريض عن طريق الأدوات الطبية المستخدمة وحدوث كوارث نحن في غنى عنها خاصة فيما يتعلق فيروس سي، مؤكدًا أننا نعاني من مشكلة تتعلق بمستوى الخدمة المُقدمة للمواطنين وبرامج مكافحة العدوى، فالأهم من تقديم الخدمة أن تكون بجودة عالية، فنحن نعتبر رقم واحد فيما تم علاجه من "فيروس سي"، وعلاج حوالي 2 مليون مواطن، وبالتالي يجب قطع حلقة الاصابة لمنع تكرارها، لأن الشق الوقائي هو المراد وذلك عن طريق توفير كل الأساسيات اللازمة للجانب الوقائي لعلاج النقص الحادث في المستلزمات الطبية، والوصول إلى الجودة المطلوبة لمنع العدوى، لأن 70% من أسباب الإصابة بـ "فيروس سي" هي سوء تقديم الخدمة الطبية حيث يمكن حدوث إهمال أثناء تقديم الخدمة الصحية كدخول شخص غرفة العمليات يخرج منها وهو يحمل فيروس "سي" أو أثناء التعامل معه باستخدام أدوات وأجهزة طبية، فمكافحة العدوي ليس رفاهية ولكنها أساس، ومن هنا طالب بزيادة الانفاق على الصحة في مصر بما يتوافق مع الدستور وإمكانيات الدولة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً