اعلان

خالد محي الدين يكشف القصة الكاملة لتأسيس تنظيم الضباط الأحرار

في مذكراته التي حملت اسم «والآن أتكلم» يكشف خالد محي الدين قصة تأسيس تنظيم الضباط الأحرار بداية من عام 1949 وحتى ليلة 23 يوليو.

ويقول في كتابه «والآن أتكلم»: "وفي الجلسة الأولى ومنذ أن احتوتنا غرفة الصالون في بيت عبدالناصر بكوبري القبة تولى جمال القيادة دن عناء ودون قرار منه أو منا والحقيقة أنه الأعلي رتبة وصحيح أن عبدالمنعم عبدالرؤوف كان أقدم من ناصر لكن جمال صاحب الفكرة وكان دومًا معنا وهو الرافض لفكرة احتوائنا داخل الإخوان والمُدرك لأهمية وجود تنظيم مستقل"

ويضيف: "لم نكن نحتاج إلى إقناع أو إلى أي طقوس مثل التي تعرضنا لها داخل الجماعة، لقد وجدنا أنفسنا نعرف بعض وكنا خمسة موزعين على أسلحة مختلفة هم «جمال عبدالناصر مشاة – عبدالمنعم عبدالرؤوف مشاة – كمال الدين حسين مدفعية – حسن إبراهيم طيران – خالد محي الدين فرسان» وأكد عبدالناصر أن عبدالحكيم عامر معنا وإن لم يحضر وقال لا يخفي عنه شيئًا، وتحدثنا عن ضرورة الحيطة واتخذنا احتياطات بسيطة تتلائم مع أجهزة أمن الجيش البسيطة في هذا الوقت»

وتابع: "بعد ذلك تم ضم ثروت عكاشة رفيقي في سلاح الفرسان ثم جمال منصور وآمال المرصفي وسامي ترك وأصبحنا قوة لا يستهان بها داخل سلاح الفرسان وإن كانت السهولة تشير إلى أن الكثيرون من الضباط كانوا يريدون فعل أي شيء للوطن"

وعن طريقة التجنيد يقول خالد محي الدين "كنا نتحدث مع الضباط ونجمع عنهم معلومات ونجمع أفضلهم ثم نبدأ في تجميع إجابات حول بعض الاسئلة أولها المسلك الشخصي للضابط ، هل يقرأ أم لا، هل يهتم بقضايا الوطن، وكيف يقضي وقت فراغه"

ويكمل "كانت اجتماعتنا في الخلية الأولى التي أصبحت تسمى لجنة القيادة تتم أسبوعيًا أو كل أسبوعين وكل منا يتحدث عن الاتصالات التي قام بها ومن تم تجنيده دون ذكر أسماء، وأحيانًا كنت أحكي لجمال بشكل منفرد عن الضباط الذين تم تجنيدهم وأصبح لدينا تنظيم في الفرسان والمدفعية بقيادة كمال الدين حسين والطيران بقيادة حسن إبراهيم، الوحيد الذي لم يجند أحد عبدالمنعم عبدالرؤوف فقد كان معنا لكنه كان مع الإخوان المسلمين بصورة أكبر، وربما كان مجهوده مكرسًا لإعادتنا إلى حظيرة الإخوان"

واستطرد "تحت الإلحاح قررنا إصدار أول منشور لنا واستطاع جمال منصور أن يدبر لنا علاقة مع موظف بالسكة الحديد اسمه شوقي عزيز ابدى استعداده لكتابة المنشورات على «الاستنسل» وقررنا شراء آلة رونيو وكان ثمنها 80 جنيهًا جمعناها من بعضنا البعض فدفع ضباط الفرسان 35 جنيها ودفعت أنا 5 جنيها وتبرع جمال وآخرون وتمكنا من الشراء باسم شوقي عزيز»

ويضيف «كنا في خريف 1950 عندما قررنا أن نصدر منشورنا الأول، وتحملت أنا مسئولية إصداره وكتب جمال منصور المسودة الأولى وكان عنوانه «نداء وتحذير» وكانت قضية الأسلحة الفاسدة تشغل كل الأذهان بعد أن تفجرت أخبارها على صفحات الصحف وكان المنشور يحذر ضباط الجيش من أن يُساقوا إلى حرب دون استعداد للسلاح، واخذت المسودة إلى جمال عبدالناصر ووافق عليها بتوقيعات بسيطة واقترج جمال منصور أن نوقع المنشور باسم الضباط الأحرار ووافق جمال عبدالناصر ليكون منصور أول من سمانا»

ويوضح عضو مجلس قيادة الثورة «كانت الماكينة تعمل بكفاءة ، كفافي وجمال منصور اشتريا طوابع البريد والأظرف، ثروت عكاشة أحضر عناوين منازل رئاسات الجيش ونحن أحضرنا عناوين ضباط الفرسان، والآخرون أحضروا عناوين ضباط أسلحتهم وكتبنا العناوين على الآلة الكاتبة وأضفنا عناوين بعض السياسيين وبعض الصحفيين ثم قصصنا شرائط الورق الصغير التي تحمل العناوين ، كل عنوان على حدة وألصقناه على ظرف وقمت أنا وجمال منصور بوضع المنشور في الأظرف ثم بتوزيعها على العديد من صناديق البريد في القاهرة »

ويكمل «كل ما طبعناه كان خمسمائة ورقة لكنها سطرت بداية جديدة فقد كان عددنا قبل المنشور حوالي 40 أو 50 منهم حوالي 13 أو 14 في سلاح الفرسان لكن المنشور دفع بنا خطوات كبيرة للأمام وحققنا نفوذًا واسعًا، ومع هذا النجاح قررنا إصدار المنشور الثاني وكانت التعليمات صدرت باحتجاز أي رسائل تحمل عناوين مكتوبة لضباط الجيش»

ويقول «في تلك الفترة توثقت علاقة عبدالناصر بأحمد فؤاد زعيم «حدتو» وتوثقت العلاقة بين «حدتو» التي تكفلت بكافة الاحتياجات الفنية لمنشورات الضباط الأحرار، وبعد مصادرة أكثر من منشور أصبح الأمر خطير واقترح أحمد فؤاد زعيم حدتو أن يتولى الضباط الشيوعيين كتابة العناوين نظرًا لما يمثله هذا من خطورة، وبعد حريق القاهرة انتقل الرونيو إلى حدتو وهكذا اكتملت الدائرة وحدتو تسهم معنا في صياغة المنشور عن طريق أحمد فؤاد ثم يكتب عندها على الآلة الكاتبة وتقوم بطباعته ونتولى نحن توزيعه باليد على عدد من الضباط الذين نثق فيهم وطوال هذه الفترة كان التعاون والانسجام واضحًا بين عبدالناصر وأحمد فؤاد».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً