اعلان

الثورة الإيرانية القادمة شرخ في نظام ولاية الفقيه.. الأحواز يستعدون لقلب الموازين في طهران

بات من الواضح ملاحظة ذلك الصدع الداخلي الذي شق جدار النظام الشيعي الإيراني وبرهن على وجود إختلافات عميقة بين مرشد الثورة الإسلامية أية الله علي الخامنئي ومن وصفهم بالأعداء من خلال رسالة تحذير وجهها لهم قائلا "قم هي منبع الثورة في إيران وحوزتها العلمية، وهي الداعم الروحي والمعنوي للثورة، وهناك من يتحرك لتغيير هويتها الثورية ويجب أن لا نغفل عن كيد الأعداء"،جاء ذلك في خطاب ألقاه بتاريخ 9 يناير 2019 من مدينة قم ذات الطبيعة المذهبية كأحد مراكز التشيع في العالم وعن حوزتها العلمية.

ويمكننا أن نتنبأ وبسهولة بأن هذا الكلام تحديدا يطول العلماء الذين يهتمون بفصل الدور الديني عن المنصب السياسي في منظومة الثورة الإيرانية،حيث تعتبر مدينة قم مركزا للعلوم الدينية وأغلب منظري الثورة كانوا من علماء المدينة،ولا نستبعد كون هذا السؤال يستهدف مؤسسة الحوزة العلمية، وهذا ما يدعونا لربط الأحداث ضمن التتابع الزمني الصحيح لها، فقد سبق وصرح الخامنئي في عام 2012 من محافظة خرسان، أن رجال الدين هم جنود النظام ولا يمكن ان يتصوروا أنفسهم مفصولين عنه،بل ان نظام الولي الفقيه رسم خطوطا لعلاقة رجال الدين بالنظام ،حيث اكد ان اي فكر يفصل رجل الدين عن النظام هو فكر علماني تخريبي ولابد من التصدي له .

وهذا يضعنا أمام تعريف جديد للعلمانية في إيران وهو أن أي فكر يخالف فكر النظام الحاكم فهو "علماني" وبنهاية المطاف لايمكن للحوزة ان تكون علمانية، ما يؤكد لنا جميعا أن نظام الولي الفقيه يستغل مفهوم الولاية الدينية في تحقيق اطماعه السياسية وفرض السيطرة على البلاد والعباد وتشريع مقاتلة أي صاحب فكر يخالف ما سطره الخامنئي ونظامه في إيران،بل أنه يركز على خلق علاقة جديدة لا يكون فيها خلاف في طبيعة التفكير ونوعيته داخل المؤسسة الدينية والنظام، وأن يكونا داخل إطار النظام الإسلامي في إيران ودائرته السياسية وهي ولاية الفقيه،ويجعلنا نتنبأ أيضا بالطريقة التي سيتخلص بها مرشد الثورة الإيرانية ممن يخالفه الرأي او يعترض على حكمه المطلق للبلاد والذي يحصنه بسور من الشرعية الدينية التي يزعمها ،كونه يحل محل الإمام الثاني عشر،و له حق اتخاذ القرار منفردا دون الرجوع إلى باقي الأئمة وكذلك إلغاء نظام الشورى في الحكم.

جاءت كل هذه التوترات والتهديدات المبطنة لخطابات زعيم النظام الشيعي الإيراني أية الله علي الخامنئي بعد كلمة ألقاها عضو مجلس الثورة الثقافية "رحيم بورازغدي" في مدينة قم تطرق فيها إلى الحوزة ودورها، وأعاد المضمون ذاته في كلمة على منبر صلاة الجمعة بعد أسابيع من كلمة مدينة قم ،وهذا جدل يشير إلى أن فئة جديدة من قلب النظام السياسي في إيران بدأت تعيد النظر في وظيفة الحوزة بشكلها الحالي،وإلى أي حد تقوم بدور يتناسب مع ما تتطلبه مرحلة النظام في إيران.

مواقف "بورازغدي" لم تمر بسلام فقد لاقت انتقادات من إحدى الفئات ،وهم مراجع دينية من داخل الحوزة العلمية مواليين لنظام الولي الفقيه ويتبعون الأسلوب القديم في التأييد الأعمى لمنصب الولي الفقيه، كونه أحد الأئمة الإثنى عشر وولي الأمر،و على إستعداد لمحاربة اي فكر تنويري يفصل مابين المنصب السياسي والديني للحاكم.وهناك فئة ثانية في إيران وهم أئمة لا يهتمون بالجانب السياسي ويولون كل إهتمامهم للجانب الديني والعلوم الدينية المختلفه،ويتبعون ولي الأمر في كافة قراراته السياسية دون مناقشتة ظنا منهم انه أعلم بإستراتيجيات إدارة الدولة وتنظيم السياسات الداخلية والخارجية وما إلى ذلك من شؤون الحكم.

أما الفئة الثالثة وكما ذكرت سابقا هم شرارة الثورة القادمة في إيران ضد نظام الولي الفقيه وهم أهم أئمة الحوزة وأهم رجال النظام الإيراني الذين أعتمد عليهم اية الله على الخامنئي في نجاح ثورته عام 1979 وقد كانوا أهل الثقة ورجال النظام المؤتمنين لزمن طويل ،وهم شريحة عريضه من كبار الشخصيات في الحوزة، والذين أعلنوا رفضهم لنظام الولي الفقيه و الدمج بين السلطة السياسية والمكانه الدينية ليصبح حكما مطلقا.داعين إلى حرية الفكر واتخاذ القرار وتطبيق مبدأ الشورى في الحكم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً