اعلان

أسباب التقزم.. أطباء جراحة عظام: نضع روشتات علاجية لمنع انتشار الخطر في مصر

يعتبر التفزم مشكلة تعاني منها فئة غير قليلة في المجتمع يؤثر على مشاركتهم في مختلف مجالات الحياة ولكنه أصبح خطر يهدد الأطفال في مصر فضلًا عن إمكانية تأثيره على شكل وتكوين المجتمع المصري في السنوات القادمة إذا لم يتم تداركه بأسرع وقت وبالتالي لابد من كشف الستار عن المشكلة وأسبابها مع وضع روشتات علاجية للتخلص منها في أقرب وقت لإنتاج جيل جديد قادر على دفع عجلة التنمية للأمام.

ومن جانبه أوضح الدكتور هشام عزام، أخصائي جراحة العظام بمعهد ناصر ومستشفى الجلاء العسكري، أن في البداية يجب التفرقة بين التقزم وقصر القامة ووجود طرف من أطراف الجسم مختلف في طوله عن الطرف الآخر، موضحًا أن قصر القامة لا يعتبر حالة مرضية، ولكن التقزم بصفة عامة هو اضطراب في النمو، أما بالنسبة إلى اختلاف طول طرف عن شبيهه فهو حالة مرضية ليست عامة في الجسم ولكنها ترجع لسبب مرضي خاص بهذا الطرف.

حيث أشار أخصائي جراحة العظام، إلى أن القزامة تُعرف بأنها قصر القامة الناتج عن اختلال جيني أو عن حالة طبية وبلغة الأرقام يمكن القول بأن الشخص البالغ الذي يقل طوله عن 147 سم يمكن أن يطلق عليه قزمًا، حيث يبلغ متوسط طول الشخص المصاب بالقزامة 122 سم تقريبًا، كما يعتقد البعض أن هناك تدخلات جراحية تعالج القزامة ولكن هذا غير صحيح، فالتقزم ليس له أية عمليات جراحية لعمل تطويل أو ما شابه، كما أنه يُفضل متابعة طبيب غدد وأمراض وراثية لمعرفة سبب التقزم هل ناتج عن جينات أم بسبب وجود اضطرابات في هرمون النمو، أما في حالة الاختلاف النسبي بين طرف عن طرف وخصوصًا الطرف السفلي فهناك عمليات جراحية للتطويل حسب السبب المؤدي لذلك.

كما أرجع الدكتور طارق رضا، أخصائي التغذية، أسباب التقزم إلى وجود نقص في عناصر الحديد والزنك والبروتينات الموجودة في الجسم، فالبروتين الحيواني ليس ضروري بالقدر الكافي ولكن البروتين النباتي نقصه يؤثر سلبًا على الجسم، فهذه العناصر الثلاث هي الأسباب الرئيسية المؤدية للتقزم، مشيرًا إلى أنه هناك ارتباط كبير بين الأنيميا والتقزم، لأنه في الغالب من يعاني من فقر الدم يعاني أيضًا من وجود نقص في الزنك فهي تعتبر أملاح رقيقة وبالتالي النقص لا يكون في عنصر واحد فقط.

وأضاف أخصائي التغذية، أنه من المفترض أن الطفل يتم قياس طوله كل عام لمتابعة زيادة طوله بالشكل المناسب وفقًا للفئة العمرية سواء في الحضانة أو المدرسة، فهناك ما يُعرف بجداول الطول والوزن وعند وجود أي انحراف عن الطول والوزن الطبيعي يمكن على الفور معرفة السبب المؤدي لذلك ويتم العلاج بشكل مباشر لتعويض النقص من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، موضحًا أن العلاج متوفر وسهل لدى الأطفال وهو تعويض المعادن الناقصة للطفل لأنه ينتج عن عدم دراية الأمهات بكيفية التغذية الصحية السلمية لأبنائها.

في حين ذكر الدكتور أحمد محمد قاسم، استشاري الصحة العامة، أن قرابة 40% من أطفال مصر مصابون بالتقزم والذي ينتج عن عدة أسباب يأتي في المقام الأول العامل الوراثي بوجود المشكلة لدى الأهل، وثانيًا بسبب سوء تغذية للأم في فترة الحمل ووجود نقص لديها في فيتامين "D" فضلًا عن وجود عوامل أخرى فرعية ناتجة عن سوء تغذية الأطفال أنفسهم ونقص العناصر الغذائية لديهم، فكل الأمهات حاليًا من الشباب صغار السن خاصة مواليد التسعينيات الذين يعانون من سوء تغذية وأغلبهم مصاب بنقص في الفيتامينات والحديد ولديهم مشكلات في القولون والأنيميا وغيره وهو ما يؤثر بالسلب على أطفالهم لأن الأمهات غير مؤهلة للحمل والولادة والتي ينتج عنها إصابة الطفل الأول "البكر" بالتقزم والأنيميا بسبب سوء تغذية الأم.

وأشار استشاري الصحة العامة، إلى أن الحل في حالة الوراثة يكون بتجنب الحدوث حوالي 50% من حالات الإصابة بالتقزم مع توفير العلاج ومحاولة تخريج انسان خالي من التقزم، ولكن مشكلة سوء التغذية تتضمن عدة حلول قائمة على عمل تحاليل عديدة تخص الهيموجلوبين وفيتامين "D" وغيرها من تحاليل نقص الفيتامينات، ويبدأ العلاج في فترة الحمل لمعالجة المشكلة من جذورها لمنع تأثيرها على الجنين، ووضع أسس للتغذية الصحية للأم وأطفالها.

كما أوضح أن40% تقريبًا من الأمهات في مصر يعانوا من سوء تغذية، منهم المتعلمين وغير المتعلمين، ففي القرى والمناطق الريفية لا يوجد بها مشكلات سوء التغذية لأنهم ليسوا على دراية كافية بالأسس السليمة والصحية ولا بكيفية الاعتناء بأطفالهم في حثهم على تناول كل أصناف الطعام، ولكن المشكلة الحقيقية تظهر لدى القاهريين "المتدلعين" فليس لديهم تثقيف غذائي صحي والذي لا يرتبط بثمن الغذاء أو ضرورة أن يكون غلاء الطعام سببًا في احتواءه على عناصر غذائية، ولكن المشكلة في نوعية الطعام الذي يدخل الجسم، فمنتجات الألبان على سبيل المثال لا يفضلها الشباب حاليًا، مشيرًا إلى إمكانية تأثير التقزم على شكل وتكوين المجتمع المصري في السنوات القادمة، إذا لم يتم تدارك الأمر سريعًا وهناك مبادرة في المدارس للقضاء على الأنيميا والسمنة والتقزم بين الأطفال، مؤكدًا على أهمية نشر الوعي الصحي في المجتمع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً