اعلان

المنسيون في الأرض.. قصة مصورة

المنسيون في الأرض

شكرًا يا ولدي، لقد جعلتني أبكي، أربط على رأسي «منديلًا» يتهكمون علي به، ولا يعرفون أني أحاول من خلاله أن أكسر حرارة الشمس التي لا تقووا عليه أنتم الشباب، عموما لنا رب اسمه «الكريم».

تصور مبتسمًا لا تخفي ابتسامتك ولا تخجل من وظيفتك، فأنت أشرف من آلاف جالسين على المقاهي دون عمل، «المكنسة» التي تمسك بها هي التي «تكنس» بها عارنا وخجلنا عندما نراك.

يا ترى ماذا يقولون، أيتهكمون علي؟.. أم يريدون أن يشفقوا علي، أضع الـ«الهاند فري» في أذني فهو بالنسبة لي أقصر طريق للهروب من الواقع.. أريد أن أنسى جزءًا من مشقتي طوال اليوم، لا أريد شفقة من أحد ولا أريد أن يسخر مني أحد.. أريد أن أعيش وحدي،، وحدي فقط.

«يا ربي» لقد أنهكت، كل يوم في هذا العناء، لقد انحنى ظهري وما عدت أقوى على رفعه بشكل مستقيم، أريد أن أذهب لطبيب، ولكن من ماذا بعد الطبيب، سيأمرني بأن أستريح في بيتي، وإذا استرحت كيف أعيش؟.. فليس سوى هذا العمل يساعدني على الحياة.

يظن البعض أن هذا الشارع الذي أسير فيه كان هكذا بروعته وجماله، لا يعرفون أني من قمت بتنظيفه عندما سلمه لي مسئول «الوردية» عندما بدأت عملي في الصباح الباكر، الجميع ينظر إلى الشارع بعد نظافته ولا يسألون كيف تم فعل ذلك، هكذا نحن نعمل دون أن يشعر بنا أحد ولايقدرنا أحد «منسيون».

في أيدى اليمنى «مكنسة»، والأخرى أستخدمها لكي «ألملم» الفضلات التي يتركها الآخرون، الشمس تكاد تحرق وجهي ولا ينفع معها «الكاب» الذي أرتديه، أتمشى في الطرقات لا أحد يشعر بما أنا فيه، أنتظر غروب الشمس لكي أنام «ممدًا» ظهري على سريري، ولكن فجأة أتذكر أن الأمر سيتكرر في الصباح الباكر فازداد ألمًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً