اعلان

"الجوامع ليها حرمة".. الخصومات الثأرية تنتقل داخل المساجد وقت الصلاة.. و"الأوقاف" تطلق قوافل دعوية لمواجهة الظاهرة.. شوقي عبد اللطيف: جريمة شنعاء يحاسب عليها الدين والقانون

في مركز القوصية بمحافظة أسيوط، وداخل أحد بيوت الله بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، أمس، وتحديدا داخل مسجد أبي بكر الصديق، لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثالث في إطلاق أعيرة على خلفية تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي "بلحة" و"حفيظ"، وهذه الخصومة الثأرية بين عائلتي "حفيظ" و"بلحة"، ترجع إلى نحو 4 سنوات، بسبب الخلاف على قطعة أرض، وقتل حينها شخص من عائلة "حفيظ"، كما ذكر الأهالي بالمنطقة.

الواقعة لم تكن الأولى، وهي حدوث مشاجرات داخل المساجد، أو قتل لخصومات ثأرية خاصة في صعيد مصر، الذي يمتلأ بخلافات عائلية وثأرية كثيرة، وخصوصا أن هذه المساجد تابعة إداريا لوزارة الأوقاف، مما حدا بها إطلاق قوافل دعوية إلى محافظات الصعيد في الفترة الأخيرة لقضاء على فتنة الثأر، وتهدئة الأجواء بين العائلات التي بينها خلافات متجددة.

وقال الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف السابق، إن ماحدث بالأمس بأسيوط من مقتل 3 أشخاص داخل أحد المساجد ما هو إلا جريمة شنعاء يحاسب عليها الدين والقانون، كما أن الثأر هو موروث جاهلي أخذ من العصر الجاهلي ومازال قائما حتى الآن .

وأضاف عبد اللطيف، في تصريح لـأهل مصر، أنه لا يحق للإنسان أن يقتل إنسانا، وإنما يترك الأمر لقضاء الدولة، وهو الأمر الصحيح الذي علينا أن نتبعه تنفيذا لأمر الله.

وأكد عبد اللطيف، أن ماحدث هو انتهاك لحرمة المساجد، والمسجد هو بيت الله وعلي الجميع شاء أو آبى أن يحترمه رغما عنه، ولهذا على وزارة الأوقاف أن تضرب بأيد من حديد، وتتخذ القرارات الصارمة في حالة تكرار مثل هذه الواقعة، وإراقة الدماء في بيت الله ليس بهين.

وذكر عبداللطيف، أن مشكلة الثأر بمجتمعنا سلسلة لن ننتهي وجزاء جميع من يرتكب هذة الجريمة هو جهنم وبأس المصير، لأنه قتل مؤمنا متعمدا في النار وبئس المصير.

وأشار الشيخ عاصم محمود قبيصى، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة أسيوط، إلى أنه تم التنسيق لبدء فعاليات القوافل الدعوية ضمن مبادرة "أسيوط بلا ثأر" بقرى ومراكز المحافظة بمشاركة أساتذة جامعة الأزهر ورجال المصالحات العرفية ورجال الدين المسيحى والقيادات الطبيعية والشخصيات العامة بالمحافظة تحت رعاية الوزير المحافظ وبالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية والأمنية لإنهاء الخصومات الثأرية بالتصالح وحقن الدماء والتوعية بحرمة قتل النفس وخطورة الثأر والخصومات والتشاحن على الفرد والمجتمع والآثار السلبية المترتبة على الخصومات، فضلا عن حث الشباب على البناء والمشاركة فى عمليات التنمية وتوظيف طاقات الشباب فى إقامة مشروعات تنموية.

وكان اللواء جمال شكر مساعد وزير الداخلية، لأمن أسيوط، تلقى إخطارا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بإطلاق أعيرة نارية داخل مسجد العميد وائل حجاج بمنطقة غيط الشعير، غرب القوصية، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 2 من المصلين، وإصابة ثالث.

انتقلت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف، وتبين صحة البلاغ، الذي أسفر عن مصرع شخصين، هما "محمد. م. ب"، 19 سنة، من عائلة "بلحة" طرف الخصومة الثأرية، و"عاطف. م. ج"، والذي قتل عن طريق الخطأ، لوجوده بجوار المجني عليه الأول، وإصابة "نور. م"، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا بمحيط الحادث.

وتم نقل الجثتين والتحفظ عليها في مشرحة المستشفى المركزى، والمصابين لمستشفى أسيوط الجامعي، وتحرر محضر بالواقعة وجار البحث لضبط الجناة، وقالت مصادر أمنية، إن الجاني راقب المجني عليه الأول طرف الخصومة لقتله قبل دخوله المسجد، ولكن لم يتمكن منه، فداهم المسجد، وقتله من بين المصلين وقتل آخر بالخطأ وإصابة آخر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً