اعلان
اعلان

هذا ما وجدنا عليه آباءنا.. "أكل الأفراح" سباق التفاخر والتباهي فى بني سويف (صور)

على الرغم من الظروف الاقتصادية التى تمر بها الأسر المصرية، إلا أن عائلات قرى محافظة بني سويف ما زالت تتمسك بالعادات والتقاليد فى حفلات الزفاف، التى تكبد العائلات آلاف الجنيهات. يأتى فى مقدمة تلك التكاليف مصروفات "أكل الفرح" الذى تقدمه أسرتا العروسين للمدعوين، خلال يومي "الحنة والفرح"، والذى تحول إلى سباق للتباهي والتفاخر بين العائلات فى الأصناف المقدمة للمعازيم، الأمر الذى يزيد من صعوبة إتمام الزيجات لزيادة تكاليفها فى ظل ارتفاع الأسعار الذى تعانى منه الأسر حاليًا.

يقول محمود جاد الله، شيخ قرية، إن الأكل ضمن طقوس الأفراح بقرى المحافظة وعادات زواج يتمسك بها أهالى هذه القرى، وقد يظن الكثيرون أنها لم تعد موجودة، لكنها لم ولن تندثر، فهى لا تقل أهمية عن شبكة العروسة والمسكن والجهاز، وأكل الفرح تقيمه أسرتا العروسين، والد العريس يجهز الوليمة للمدعوين ويستقبلهم فى منزله أو سرادق أمام المنزل، ورواد هذه الولائم هم الأهل والأصدقاء بل وكل أهل القرية، خاصة الفقراء منهم، ونحن نعتبره بركة الفرح التى بفضلها تتم الزيجة على خير، ولم نفكر نهائيا فى إلغائه مهما زادت علينا التكاليف، فهذه عادات تربينا عليها، وكما تقولون فى الأفلام "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".

وقال سمير ذكي، مدرس ثانوي، إن أكل الأفراح يمثل لنا فرصة لتجميع أهالى القرية على مأدبة واحدة، وتختلف الأصناف على هذه المائدة حسب مقدرة كل أسرة، فما تقدمه الأسرة للمعازيم يعبر عن مدى كرمها وسخائها على أهل القرية، والأمر تحول حاليًا إلى سباق بين العائلات للتباهي والتفاخر رغبة في إثارة إعجاب الآخرين.

وأضاف أنه يتم التحضير لأكل الفرح قبل الزفاف بيومين، بعد الاتفاق مع الطباخ على احتياجاته من مستلزمات ولوازم الطبخ وكميات الخضراوات واللحوم والمخبوزات والحلويات، وفى جميع الأحوال لا تقل كمية اللحوم فى الوليمة عن 100 كيلو، وهذا للأسر البسيطة، أما بالنسبة للأسرة المقتدرة ماديًا فإن اللحوم تبدأ من ذبيحة كاملة، وأحيانًا تصل لـ5 ذبائح في ليلتي "الحنة والفرح".

ويقول سيد جابر، طباخ يبلغ من العمر 31 عامًا، إنه تعلم فنون الصنعة من خاله، الذى كان طباخاً مشهوراً مضيفا: "لفيت معاه الريف كعب داير، من وأنا عندى 13 سنة، ودلوقتى بقيت أتطلب بالاسم فى قرى ومحافظات مجاورة لبلدى فى بني سويف، وجميع عائلات القرى يتعاملون معي لحسن السيرة والسمعة".

وعن استعداداته لأى فرح، قال "الاستعدادات تبدأ قبل الفرح بليلة كاملة، أذهب إلى منزل أهل العريس ومعي كل معداتي وأوانى طهى كبيرة وصاجات لإعداد اللحوم والحلويات فى الفرن لى جانب مناضد كبيرة أحضّرها بمساعدة ابني الأصغر، الذى لا يفارقني، وأترك لأهل المنزل كشفاً باحتياجاتي اللازمة لموائد الطعام فى الحفل من خضراوات ولحوم ومستلزمات الحلويات"، لافتًا إلى أنه لا يتقاضى أجراً ثابتًا، لكنه لا يقل عادة عن 1200 جنيه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
استشهاد «رائد البنا» مسئول تأمين شاحنات المساعدات لغزة مع زوجته وأولاده