اعلان

السوريون بالمنوفية.. حياة فى انتظار الفرج: نحتاج إلى الكارت الأصفر لإثبات الإقامة.. محمد: "نفسي أكمل تعليمي.. وهاجرت بعد وفاة والدتى فى الحرب" .. رضوان: أبيع مناديل من أجل لقمة العيش الحلال

على الرغم من أن مصر تحاول قدر الإمكان مساعدة اللاجئين السوريين، بل ومحاولة تحسين أوضاعهم خاصة من جانب التعليم نظرا لقدومهم بهجرات غير شرعية، إلا بعض السوريين بمحافظة المنوفية فشلوا فى أن يعطوا أبناءهم حق التعليم فى مصر، ومما زاد الأمر سوءا لديهم أن المنوفية ليس بها مدارس خاصة سورية والتى تتيح لهم التعليم داخل المنوفية، أما عن الانتقال إلى محافظة أخرى فهم ليس لديهم المال الكافى للنتقال، هذا فضلا عن الكارت الأصفر والكارت الأحمر وعدم تملكهم .

فى البداية يقول المؤمن محمد، 35 سنة، إننى أواجه مشكلة استخراج تصريح الإقامة من إدارة الهجرة والجوازات، حيث إننى أسعى منذ عامين لأخذ تصريح إقامة لتعليم أبنائى فلدى 4 أبناء منهم اثنان لا أستطيع إدخالهما المرحلة الأساسية «الإبتدائية» والآخرين مرحلة الجامعة.

فى ذات السياق، يضيف الرحيم حسام 51 سنة، أن مأزقنا يكمن فى أوراق إثبات دخولنا لمصر، بل وحاجتنا إلى أوراق إثبات تعليم أبنائنا والتى تؤكد اجتيازهم مرحلة التعليم، فكامل مأزقنا فى عدم دخول أبنائنا التعليم، لعدم توافر أوراق إثبات إقامة، فلا مأزق لدينا فى الأموال وذلك لأن مصر قد قامت بالتضامن معنا وبإعفائنا من المصروفات.

ويوضح رضوان عمار، 55 سنة، أنا والد لفتاة مات زوجها فى الحرب ولديها 3 أبناء، وأسعى للحصول على الجنسية المصرية التى ستجعل حياتى وحياتهم أكثر أمانا، حيث إننى حاليا لا أجد أى عمل سوى بيع المناديل فى الشارع محاولة منى لإطعام ابنتى وأحفادى، ولكن الحصول على جواز السفر لإثبات الإقامة فى مصر أمرا صعبا للغاية، حيث يتعدى الواحد أكثر من 5 آلاف جنيه وأكثر، ومدة الجواز السفر سنتين فقط .

ويضيف محمود، أنا كشخصٍ سورى أعانى يوميا من ضرورة دفع المصاريف الإلزامية لى وخاصة أننا كنا فى سوريا من الطبقة المتوسطة والتى تعادل الطبقة الشعبية فى مصر، فليس لدينا المال الكافى لتحمل مصاريف الإقامة وتجديد جواز السفر كل عامين، وذلك لأنه لن يقبل أبناؤنا السوريون بالمدارس والجامعات المصرية الحكومية، إلا إذا كانت الإقامة سارية على جواز السفر أو بطاقة اللجوء الصفراء التى نستلمها للدلالة على أننا نقيم بمصر.

ويقول شريف سليمان، 43 سنة، لقد بدأ البعض منا العودة إلى سوريا بعد تحسن بعض أوضاعها، ولكن ليس جميعنا قررنا العودة إلى سوريا، فلقد اختلطنا بالمصريين ومنا من قام بالزواج منهم لأخذ الجنسية والعثور على حياة لنا.

ويتابع محمد شدقي، «أنا لاجىء سورى منذ 4 أعوام ودخلت إلى مصر بطريقة غير شرعية هربا من الحرب خاصة بعد أن توفت والدتى فى الحرب ووالدى متوفى منذ الصغر، فلم أستطع البقاء فى سوريا فهاجرت مع بعض الأفراد إلى مصر ولكننى لم أستطع البقاء معهم لأننى من الطبقة الشعبية فى سوريا ولا أمتلك المال الكافى للإقامة فى أماكن محددة، وحاولت الدخول إلى الجامعة منذ دخولى إلى مصر ولكننى لم أستطع وذلك بسبب أننى قد فقدت أوراقى أثناء دخولى لمصر، فبعد فقدى الأمل عملت بصعوبة بالغة بأحد المطاعم فى شبين الكوم، ثم بعد ذلك قام صاحب المحل بإفتتاح «كُشك صغير» وإيقافى به رأفة بحالى، وأنا حاليا لا أملك أى شىء يثبت هوية تواجدى بشبين الكوم وأطالب بتكملة تعليمى. 

أبو بكر سُليمان، يقول: «كانت أول وأكبر مشكلة لنا هى عدم قابليتنا للإيجار منزل وذلك لأننا لسنا نمتلك إثبات شخصية، فاضررتُ فى بادىء الأمر إلى العيش مع أسرتين سوريتين فى منزل واحد بلا غرف».

وتقول «بتول»، والتى رفضت ذكر باقى اسمها لأنها لا تريد أن يعلم زوجها فى سوريا مكانها لتعرضه لها كثيرا، قمت بالمجىء إلى مصر بطفل واحد فقط، وأحمل الآخر داخلى وبعد 4 أشهر بالضبط تمت ولادتيى، لم أكن أعلم بوجود مفوضة سورية فى مصر ولكن عندما علمت قدمت إليهم لأخذ معاش الـ 400 جنيه، ولكننى لم أحصل عليهم، مؤكدين لى فى المفوضية السورية أنه مازال يتم دراسة الملف الخاص بى.

وتضيف، حصلت على الكارت الأصفر والذى يؤكد أننى أعيش فى مصر ويجعلى لى أحقية بتأجير منزل والعيش به، وذلك لأننى لا أستطيع التواصل مع أى فرد من أفراد عائلتى نهائيا، فأنا هنا فى شبين الكوم محبوسة بين أربعة جدران.

وتتابع «بتول»، يجب أن يتوفر لدينا الكارت الأحمر والكارت الأصفر فالكارت الأحمر نوفر به السلع الغذائية، والكارت الأصفر يثبت تواجدنا داخل مصر، وأنا حاليا لا أمتلك سوى الكارت الأصفر فقط وبحاجة شديدة للكارت الأحمر لعدم توافر الأطعمة لدينا، ولدى ابنتى لم أستطع تسجيل ولادتها ولا إثبات هويتها، حيث إننى لا أعلم أى شىء عن والدها.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً