اعلان

حكايات من دفاتر "جدعان" حادث قطار محطة مصر.. بطل "موقعة الجركن" يبحث عن صديقه المفقود.. محمد عبد الرحمن: "كان يوم قيامة وعاوز الناس تدعيلي بالستر.. ومستاهلش الضجة الإعلامية دي كلها"

"جدعان" حادث قطار محطة مصر

لحظة توقفت فيها كل الحواس وُشل التفكير وارتفعت فيها أصوات الانفجار والصريخ من هول الفاجعة وتطايرات كرات اللهب المحملة بالسولار والتصقت بكل من قدر له التواجد على رصيف 6 بمحطة مصر، هنا هرع "محمد عبد الرحمن" بائع في كشك حلويات على رصيف 4 ، وقام سحب “بطاطين" كان يغطي بها بضاعته وألقاها على سيدتين تعالت صرخاتهن يستنجدون، وعلى الفور تمكن من إطفائهن ثم اتجه يسارا وقام بحمل "جركن" مياه لعمل الشاي بالكشك لمرتادي السكة الحديد، وأخذ يصب قطراته القليلة على كل من يراه ويقترب منه لينجيه من نار جهنم التي التصقت به وهو حزين على حجمه الصغير قائلا: "كنت بقول يارب الجركن ما يخلص"

"كنت بقول يارب الجركن ما يخلص علشان يطفي ناس تاني"، هذه كلمات بدء بها محمد عبد الرحمن منقذ 6مصابين من الموت المحقق في حواره مع "أهل مصر"، تذكر محمد عبد الرحمن المشهد القاصي الذي حول محطة مصر في عز النهار إلى جهنم قائلا: "الحمد لله إني كنت سبب وعرفت أطفي بعض الناس، الميه كانت قليلة في الجركن، وأي حد كنت سبب في نجاته مش عايز منه غير إنه يدعيلي بالستر بس" .

وتابع عبد الرحمن، "أنا بائع بميني ماركت شاي وبسكوت، الساعة تسعة ونص كنت على رصيف 4 وفجاء لقيت جرار قطر دخل في رصيف 6 ، دخل في معدية وبعدها دخل في المبني ومشفناش غير النار والناس بتجري، واللي ربنا قدره على حاجة أنا وزمايلي عملناها".

محمد عبد الرحمن: دخلت جبت طفايات حريق الكشك وكملت بيها

وأردف، "كان في اتنين حريم جريت عليهم ملابسهم اتحرقت كلها، جريت علشان اطفيهم ببطانية كانت عندي بالكشك، وغطيتهم بيها، وفجأة لقيت واحد مولع ماسك في ضهري عند النفق علشان أطفيه، قولتله سبني وإديني فرصة أطفيك وجبت جركن الميه اللي نعمل منه الشاي وبنبيعه لرواد المحطة وطفيته بيه، وبعدها مسك في ضهري من خوفه وألمه وكأنه بيقولي شكرًا، وكمان طفل صغير وراجل كبير في السن، الحمد لله طفيتهم بطفاية حريق لما قالو الميه غلط ودخلت جبت طفايات حريق الكشك وكملت بيها".

وعن الإحساس المرعب ذكر منقذ المصابين محمد عبد الرحمن، والسولار كان كتل نار بتطير واللي بتمسك فيه، مش بتسيبه، وأعتقد معظم من في المستشفيات هتتوفى، لأن حالتهم خطيرة شوفناهم قدام عنينا وضعهم صعب جدا"

وتابع محمد في محاولة للعثور على زميله المفقود قائلا: "لينا زميل اسمه أيمن ممدوح بندورعليه نحاول نوصله مالقناش جثته في المتوفيين ولا في المصابيين، عايزين نعرف هو ميت ولا حي ، وعملناله تحليل DNA بعد ما أخدوا عينة من والده هو من الشرقية مركز أبو حمّاد ، ووحيد أبوه على ٣ بنات ومراته متوفية عنده بنت اسمها حبيبة، وسنه تقريبا 34سنة ، بنروح ونيجي شغلنا سوا كل يوم من الشرقية" .

محمد: أغلبية الناس كل هدومها متولعة

ووصف "محمد" اللحظات الأخيرة من المشهد ولخصها قائلا: "أغلبية الناس كل هدومها متولعة ومش عارفين نستدل على حد وكأنه يوم القيامة".

وعن أسرته، ذكر محمد أنه متزوج ولديه طفلان "تقى وكريم" كريم أولى ابتدائي وتقى ٣سنين، وأن عائلته كانت منتهى القلق عليه، ولكن عندما شاهدوه في القنوات اطمئنوا أنه بسلام.

أنا مش متساهل كل الضجة الإعلامية دي

ويكمل محمد قصة مروءته بكلمات: "أنا مش متساهل كل الضجة الإعلامية دي ويقولوا علي بطل أي حد مكاني كان هايعمل ده ، خدعونا بالليل وفهمونا إننا رايحين مجلس الوزراء علشان نقول شهادتنا في الحادثة واتفاجأت اني جوة مدينة الإنتاج الإعلامي علشان نطلع في البرامج وأنا ما كنتش عايز، وكل اللي نفسي فيه أطمن على أيمن زميلي علشان والده ووالدته".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً