استوطن الفقر معالم قرية التبانات المعروفة حديثا باسم كفر المغربى، حتى ظهر جليا على معالمها وسيطر على أبنائها وتسبب فى انحدار مستوى التعليم والمعيشة لدى قاطنيها، حتى قرر عدد كبير من شباب القرية البحث عن فرص عمل خارج بلدتهم الفقيرة التى تعانى سوء الخدمات، بعد أن سيطر عليها الفقر ولم يتخرج منها حتى الآن من يحمل مؤهل عال ليقع الأهالى فريسة للفقر.
تقع قرية التبانات على بعد عدة كيلو مترات بالناحية الغربية بمركز العدوة، آخر مراكز محافظة المنيا من الناحية الشمالية، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من ٨ آلاف نسمة، جميعهم من الأسر التي تعانى من الفقر الذى ألقى بظلاله على أبناء القرية.
وصنفت القرية فى ختام عام ٢٠١٨ المنقضى بأنها أفقر قرى محافظة المنيا ضمن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى ليدرج اسمها بالمبادرة ويتنظر أهلها إنقاذهم وأجيالهم القادمة من الفقر القابع بين جنباتها، وجسد معالمه على المنازل المشيدة من الطوب اللبن، وأجبر عددًا كبيرًا من أبنائهم على ترك التعليم.
انتقلت "أهل مصر" إلى البلدة لترصد معاناة الأهالى، خطواتك الأولى تقودك إلى بلدة هادئة لا تكاد تسمع صوتا لأى بشر سوى أصوات ضحكات أطفال صغار جمعهم الشارع كساحة للعب، وساحات كاد يسيطر عليها صوت الرياح الخافت ومنازل شيد عدد كبير منها بالطوب اللبن وجريد النخل، وملابس الصغار المتدلية من حبال وضعت أمام المنازل.
هدوء بالغ يكسو معالم القرية بعد أن قرر عدد من الشباب إن لم يتمكن من الزراعة فى القرية فعليهم بالرحيل منها والبحث عن لقمة عيش بالعاصمة أو أى مكان يريدون، حتى هجرت عدد من الأسر منازلها باحثة عن المعيشة فى بلدة أخرى توفر لهم حياة كريمة وفرصة عمل.
واصل انتشار الفقر بين أسر القرية إلى فرض سيطرته وحرمان الأبناء من التعليم بالمدرسة الوحيدة بالقرية الأمر الذى أدى إلى التسرب من التعليم بسبب الفقر وبحسب أهالي القرية لم يتخرج من أبناء القرية حتى الآن من يحمل مؤهل عال حتى ذلك الحين.
لم ينتهى الفقر بالقرية حتى باتت سوء الخدمات المقدمة القرية يلقى بظلاله عليها حيث يوجد بها مدرسة وحيدة ووحدة صحية تغلق سريعا حين ترتفع حرارة شمس القرية ومخبز يشهد صراعا فى كل صباح للحصول على لقمة عيش قد يعيشون عليها على مدار يوم كامل فى بلدة الفقر الملقاة خارج الحسبان.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
