اعلان

صنايعية مصر.. صناعة الجلود تواجه شبح الانقراض في مصر.. والأسطى محمود: المنتجات الصينية سبب انهيار المهنة (فيديو)

"صنايعية مصر" صناعة الجلود بالحسين
"صنايعية مصر" صناعة الجلود بالحسين

الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، فهذه الصناعات تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وهذه الصناعات تحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحاب هذه الصناعات يتمسكون بها ويورثونها للأجيال، ولكن أوشكت هذه الصناعات على الانتهاء في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة.

إن صناعة الجلود يدويا في مصر من أقدم الصناعات، تدخل الجلود في صناعة العديد من المنتجات كالأحذية والأحزمة والمقاعد وغيرها من المنتجات التي نستخدمها يوميا، وقد ذهبت كاميرا "أهل مصر" إلي الحج محمود القباني الذي يعمل في صناعة الجلود منذ 25 عام في منطقة الحسين، يقوم الأسطى محمود بتشكل الجلود وتحويلها إلي مقاعد "بوفات"، والجلود المستخدمة هي جلود مصرية ويتم شرائها من المدابغ بعد أن تكون جاهزة للاستخدام.

بعد أن يتم شراء الجلود الخام من جميع المحافظات تدخل إلى المدابغ، يتم تنقيتها وإزالة الشوائب منها وتمر بالعديد من المراحل حتى تأخذ اللون النهائي وتكون جاهزة للاستخدام، ويقوم العاملين في صناعة الجلود بشرائها للعمل عليها، وتدخل إلى مرحلة التقطيع وفيها تقطع الجلود على حسب المنتج المطلوب ومقاساته، وبعد ذلك تدخل إلى مرحلة الطباعة ومنها الي التفصيل فيتم وصل القطع ببعضها حتي تعطينا المنتج النهائي. 

قال الأسطى محمود" لــ أهل مصر": "الفرق الكبير بين العمل قديما في عصر ازدهار هذه الصناعة والعمل في الوقت الحالي، حيث أن صناعة الجلود قديما كان عليها اقبال شديد ولها سوق واسع وليس لها منافسين أما الآن أصبحت أعمل وحيدا وأبنائي يعملون في أماكن أخري لان العمل في الجلود "مبيجازيش والجو تعبان"، كان السوق قديما به حركة بيع والطلبات كثيرة أما الآن أعمل من الثامنة صباحا حتي الثانية عشر منتصف الليل والأرباح ضئيلة جدا ولكن لدي أبناء ولابد من العمل "بسيب من المصناعية بتاعتي علشان الشغل واللي كنت بعملها ب10 بقيت بعملها ب2"، وفي المقابل كل شئ غالي مصاريف المنزل والمياه والكهرباء وغيرها من الأمور الحياتية".

وأوضح أن المنتجات الصينية التي انتشرت في الأسواق بشكل كبير وغلاء أسعار المصنع يدويا هما السبب في انهيار صناعة الجلود، مضيفا أنه لا شباب يعملون في صناعة الجلود لأن المهنة غير مربحة وفي طريقها إلى الاندثار.

الصناعات اليدوية بشكل عام تواجه عقبات كثيرة، والمشكلة الأكبر هو عدم القدرة على مواجهة تلك المشكلات والتعامل معها بالشكل الصحيح من أصحاب الصناعات، وعلى لسان أحد العاملين في صناعة الجلود منذ 25 عام "المهنة خلاص شويه شويه وهتنتهي خالص"، وصناعة الجلود مشكلتها الأساسية في عدم توفر السوق وعدم القدرة على المنافسة أمام المنتجات المصنة آليا من المنتجات الصينية، وأصحاب الصناعات اليدوية ليس لديهم أدني فكرة عن كيفية مواجهة تلك العقبات وهم على يقين تام أن المهنة أوشكت على الانقراض، فهل تستمر في طريقها إلى الهلاك أم تكون هناك حلولاً تعيد للصناعات النشاط والحيوية من جديد؟.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً