اعلان

هل كانت هجرة النبى صلى الله عليه وسلم في شهر محرم؟

صورة أرشيفية

يعتقد أغلب الناس أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة كانت في شهر المحرم، وهذا الاعتقاد خاطئ ولا دليل عليه، بل الدليل على خلافه، وإنما الذي رسخ هذا الاعتقاد عند الناس، الاحتفالات السنوية بالهجرة النبوية بداية شهر محرم، فظنوا أن الهجرة الشريفة قد وقعت في هذه الأيام ، لقد كانت بداية هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في السابع والعشرين من شهر صفر، ووصل إلى قباء في الثامن من ربيع الأول، أي بعد عشرة أيام من الهجرة، ووصل المدينة وشرفها في الثاني عشر من ربيع الأول، كما رجحه المباركفوري في الرحيق المختوم تبعا لما رواه ابن إسحق.

لقد تم اعتماد التاريخ الهجري زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبدأ التأريخ من سنة الهجرة باجتهاد وترجيح من عمر والصحابة رضي الله عنهم.

ففي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( باب التاريخ من أين أرخوا التاريخ )، قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله :

وذكروا في سبب عمل عمر التاريخ أشياء : منها ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي " أن أبا موسى كتب إلى عمر : إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، وبعضهم: أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة . فلما اتفقوا قال بعضهم : ابدءوا برمضان . فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه .

وذكر ابن حجر اثارا وروايات عدة في الأمر، ثم قال:

فاستفدنا من مجموع هذه الاثار أن الذي أشار بالمحرم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.

وعليه؛ يتبين أن الصحابة اعتمدوا سنة الهجرة كمبتدأ للتأريخ الإسلامي، وليس شهر الهجرة أو يومها، إنما تم اعتماد المحرم باجتهاد منهم لأنه أول هلال يأتي بعد انصراف الناس وانتهائهم من أداء ركن الإسلام الخامس ( الحج ).

وقد ذكر الإمام ابن حجر سببا اخر لابتداء السنة بشهر محرم بدلا من شهر ربيع الأول ( الشهر الذي وقعت فيه الهجرة)، وذكر أنه أقوى ما وقف عليه من أسباب لابتداء السنة بشهر محرم، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد النية وعزم على الهجرة في ذي الحجة من السنة 13 للبعثة، وبالتحديد في بيعة العقبة الكبرى عندما بايعه الأنصار على الإسلام والنصرة والحماية، وكان ذلك في أثناء ذي الحجة، وكان أول هلال بعد البيعة هلال شهر محرم، فناسب ذلك أن يبدأوا السنة الهجرية به.

يقول ابن حجر رحمه الله:

وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم ؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم ؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة ، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم فناسب أن يجعل مبتدأ ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية: التوترات الإيرانية الإسرائيلية حولت أنظار العالم عن معاناة غزة