اعلان

"صنايعية مصر".. صُناع الأحذية اليدوية بين جشع التجار والمستوردين وغلاء أسعار الخامات (فيديو وصور)

الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، فهذه الصناعات تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وهذه الصناعات تحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحاب هذه الصناعات يتمسكون بها ويورثونها للأجيال، ولكن أوشكت هذه الصناعات على الانتهاء في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة.

إن صناعة الجلود يدويا في مصر من أقدم الصناعات، تدخل الجلود في صناعة العديد من المنتجات كالأحذية والأحزمة والمقاعد وغيرها من المنتجات التي نستخدمها يوميا، وانتقلت كاميرا "أهل مصر" إلى "سامح عبده" صاحب ورشة صغيرة فى باب الشعرية الذى حدثنا قائلا: "تعلمت صناعة الأحذية وأنا في صغري، فعملت فى أكثرية ورش باب الشعرية، حتى أصحبت أتقن هذه الصنعة وفتحت ورشة خاصة بيا، وقمت بتعليم إخوتى هذه المهنة".

وتابع "أن هذه المهنة فتحت بيوت ناس كتير، ولكنها قربت على الإندثار بسبب الاستيراد الخارجي من الصين وغيره من الدول الأجنبية بتكلفة أقل، مع إن جودتها أقل من المنتج المصري، ولكن المشترى بيدور على المنتخ الرخيص ولا ينظر للجودة. ويتمنى سامح أن الدولة تضع مهنة صناعة الأحذية فى الإعتبار وتعمل على إعادتها على ما كانت عليه فى السابق".

وأضاف سامح "عندنا صنايعية تتلف أيدهم فى حرير عواطليه يجلسون في بيوتهم بسبب الاستيراد من الصين، والتجار يسعون فقط إلى كسب المال بالطرق السريعة والسهلة".

ويقول خليل سيد، "تعلمت مهنة صناعة الأحذية فى سن الـ17، عندما كنت اشتغل فى إجازات المدارس، والحمد الله اتعلمت الصنعة، وعندما سافرت العراق واشتغلت في الأحذية وازدات خبرتى فيها.

وتابع: "المنتجات الصينية التي انتشرت في الأسواق بشكل كبير وغلاء أسعار المصنع يدويا هما السبب في انهيار صناعة الجلود، مضيفا أنه لا شباب يعملون في صناعة الجلود لأن المهنة غير مربحة وفي طريقها إلى الاندثار".

وأضاف أن صناعة الأحذية مشكلتها الأساسية في عدم توفر السوق وعدم القدرة على المنافسة أمام المنتجات المصنة آليا من المنتجات الصينية، وأصحاب صناعة هذه المهنة لايقدرو على مواجهة تلك العقبات، فيتمنوا أن الحكومة تمنع الإستيراد من الخارج لانها ستقضى على الصناعات اليدوية بأكملها.

وأنهى كلامه قائلا: "أنا حاصل على مؤهل عالِ، ولكن لم اشتغل بيه لأن مهنة صناعة الأحذية قديما كانت دخلها كبير "أحسن من الوظيفة".

ويقولسامي سيد علي، صانع أحذية، :"عمل بهذه المهنة منذ ما يقارب 45 عاما وبالنسبة لى لا يشكل العمل فارقا فى مجريات حياتى سواء عملت أو لا، ففى الكثير من الأحيان تكون المنتجات ذات جودة رديئة، وذلك نتيجة وجود الكثير من العيوب بالخامات التى نستخدمها، ويرجع هذا إلى جشع التجار والمستوردين والذين يقومون بتوزيع أنواع رديئة من الجلود، وبالرغم من هذه الظروف إلا أننى أحاول جاهدا تقيم الأفضل لا لأخرج منتجا يليق بالمستهلك ويلبى رغباته الذوقية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً