اعلان

فنزويلا تعيد التوتر بين أكبر قوتين في المنطقة.. تراشق اتهامات بين روسيا وأمريكا حول البلد "المنكوب".. موسكو تحافظ على مصالحها أم تدعم "مادورو"

كتب : سها صلاح

فنزويلا ستصبح نقطة اشتباك بين الولايات المتحدة وبين روسيا بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، حيث ارسلت روسيا مؤخراً قوات لها هناك في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس ترامب تنصيب زعيم المعارضة رئيساً للبلاد.

وبحسب موقع "فوكس" الأمريكي، أرسلت روسيا مؤخراً طائرتين عسكريتين محملة بالقوات والمعدات إلى فنزويلا، وتلك الخطوة ستعمل على استفزاز الولايات المتحدة، وربما تؤدي إلى إغراق الدولة "المنكوبة" في مزيد من الفوضى.

حيث هبط حوالي 100 روسي خارج كاراكاس، عاصمة فنزويلا، مع معدات مجهولة الأسبوع الماضي وليس من الواضح تماماً سبب وصولهم الآن، على الرغم من بعض المخاوف من أنهم قد جاءوا لمساعدة الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" في صد محاولة تقودها الولايات المتحدة للإطاحة به، رغم أن روسيا أرسلت في الماضي عدداً قليلاً من المستشارين إلى فنزويلا، فإن 100 جندي رقم أكثر من أن يكون طبيعياً، وفقاً لشبكة CBS.

روسيا تحافظ على مصالحها أم تدعم مادورو؟

وقالت الشبكة إن روسيا تحاول فقط حماية موظفيها الدبلوماسيين وموظفين آخرين في فنزويلا إلى جانب عمل صيانة لمعداتها العسكرية في البلاد، حيث أن الـ100 روسي في فنزويلا لمساعدة أنفسهم لا مساعدة مادورو.

وقالت الشبكة الأمريكية أنه يوجد خوف من أن موسكو ربما تتدخل عسكرياً في أزمة فنزويلا كما فعلت في سوريا، وكانت إدارة ترامب قد دعت، منذ شهر يناير، إلى تنحي مادورو، وانضمت إليها حكومات في أمريكا اللاتينية وأوروبا، ويعود ذلك إلى معاناة البلاد من انهيار اقتصادي وأزمة إنسانية أثناء حكمه.

ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، أخبر وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" في 25 مارس الجاري أن أمريكا "لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تزيد روسيا من التوترات في فنزويلا".

روسيا لديها علاقات مع فنزويلا مستمرة منذ عقود

وتعتقد الشبكة الامريكية أن السبب الرئيسي، في أن ترامب يريد أن يجعل من معركته ضد الاشتراكيين مسألة خلافية في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وقد أدى التركيز الأمريكي على فنزويلا، التي كانت منذ فترة طويلة هدفاً لمناهضي الاشتراكيين في الولايات المتحدة، إلى حرب صغيرة بالوكالة ضد روسيا.

وللوهلة الأولى قد يبدو من الغريب أن موسكو، التي أمضت مؤخراً وقتاً طويلاً في محاولة ممارسة نفوذ في أوروبا والشرق الأوسط، تبالي إلى هذه الدرجة بدولة في أمريكا اللاتينية.

لكن كان من الواضح إن فنزويلا كانت مصدر شاغل رئيسي لروسيا لعقود من الزمان، والسبب الأول في ذلك أن التحالف الوثيق مع فنزويلا يمنحها موطئ قدم في نصف الكرة الأمريكي.

ذلك أن روسيا، لا سيما في عهد بوتين، لديها خطط لتصبح لاعباً عالمياً أساسياً. وكذا فإنَّ ممارسة الكثير من النفوذ في أمريكا الجنوبية طريقة لفعل ذلك، وربما كبح قوة واشنطن في غضون ذلك، بحسب الموقع الأمريكي.

وقد بنت روسيا صداقة مع فنزويلا، وحافظت على هذه الصداقة، من خلال التقارب مع القيادة الاشتراكية للبلاد، التي وصلت إلى سدة الحكم منذ التسعينيات،وهو ما يجعل من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإزاحة مادورو أمراً مزعجاً لموسكو: فلو غادر مادورو وحل غوايدو محله، فربما تصبح فنزويلا أقرب إلى الولايات المتحدة من روسيا.

لكن الروابط الاقتصادية الحقيقية ترتكز حول النفط، إذ أنفقت شركة النفط الوطنية الروسية، روسنفت، حوالي 9 مليارات دولار على الاستثمار في مشروعات النفط الفنزويلية منذ عام 2010، ولم تغط الشركة نفقاتها حتى الآن، بل إن فنزويلا، في حقيقة الأمر، مدينة لها بحوالي 3 مليارات دولار، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ شركة روسنفت تمتلك حقلين بحريين للغاز في فنزويلا ولها حصة تقدر بحوالي 20 مليون طن من النفط الخام هناك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً