اعلان

اتفاق على تشغيل "المعبر الحدودي" و186 فرصة استثمارية.. حصيلة مباحثات السعودية والعراق في بغداد

كتب : سها صلاح

أعلنت السعودية أن العراق عرض على شركاتها 186 فرصة استثمارية في مختلف المجالات، وأنها خصصت مليار دولار أميركي لتنفيذ مشاريع فيه، وهيمنت أنباء وصول الوفد السعودي الكبير إلى بغداد مساء الأربعاء 3 أبريل، والمباحثات التي أجراها مع كبار المسؤولين العراقيين، على واجهة الأحداث في البلاد، بينما بدا أنه التطور الأهم في مسار العلاقات الثنائية، وضم الوفد حوالي 90 مسؤولاً سعودياً، بينهم سبعة وزراء، برئاسة وزير التجارة والاستثمار ماجد القصيبي، بدأ سلسلة لقاءاته، باجتماع مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في مكتبه ببغداد.

وأنشأ العراق والسعودية مجلساً للتنسيق المشترك في العام 2017، يهدف إلى "الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات إلى آفاق جديدة، وتنسيق الجهود الثنائية بما يخدم مصالح البلدين".

186 فرصة استثمارية ومليار دولار

وعقب اجتماع مطول صباح الخميس ضمن مجلس التنسيق بين البلدين، قال القصيبي إن بغداد عرضت 186 فرصة استثمارية على الشركات السعودية، مشيراً إلى أن هذا العرض سيخضع لدراسة دقيقة، وأن بلاده خصصت مليار دولار لتنفيذ مشاريع، بينها ملعب لكرة القدم في العاصمة بغداد، وقال "جرى الاتفاق على موقع الملعب، وسيباشر في العمل قريباً".

منطقة صناعية مشتركة

وأشار القصيبي إلى استمرار المباحثات بين البلدين في شأن إنشاء منطقة صناعية مشتركة حرة، مؤكداً أن الرياض ستنفق نصف مليار دولار على دعم الصادرات السعودية الموجهة إلى العراق، وتقديم قروض ميسّرة، وشدّد على أن زيارة الوفد السعودي، أخرجت تفاهمات البلدين من "ثوب التخطيط إلى التنفيذ"، مضيفاً أن شركات سعودية، مثل "سابك" و"أرامكو" و"معادن" و"أكواباور"، طرحت أفكاراً تتعلق ببعض الفرص الاستثمارية في العراق. وجاء إعلان القصيبي عقب قرار عراقيّ صدر عن مجلس الوزراء الخميس يدعم حماية الاستثمارات السعودية في العراق.

قرار عراقي مشجع

وقالت الحكومة العراقية، إن القرار ينصّ على "قيام وزارة الخارجية بتخويل رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار وفقاً للسياقات المعتمدة اللازمة باسم حكومة العراق، ورفعها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لاستحصال توقيع رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي".

ولفت نائب رئيس الوزراء العراقي وزير النفط ثامر الغضبان إلى أن العراق والسعودية عقدا "على مدى يومين اجتماعات عديدة ضمن أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق العراقي السعودي، لبحث تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة اقتصادياً وسياسياً وتجارياً وثقافياً وأمنياً، مشيراً إلى أن "ذلك سيجري تأطيره بتوقيع مجموعة من مذكرات التفاهم في وقت لاحق"، وأكد أن "الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ عدد من مشاريع التعاون بين البلدين".

ملعب سعودي في بغداد

وأوضح الغضبان أن "موقع الملعب المهدى من السعودية إلى العراق سيكون في منطقة بسماية"، مشيراً إلى أن "هذا الملعب سيكون نواة لمدينة رياضية". وفي تطور لافت، شارك وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في مراسم رفع العلم السعودي على القنصلية السعودية التي افتتحت في بغداد.

الحكيم في افتتاح قنصلية الرياض

ووصفت وزارة الخارجية العراقية مشاركة الحكيم في مراسم افتتاح القنصلية السعودية بأنها "مؤشر عملي إلى تعزيز التواصل بين بغداد والرياض، وحرص البلدين الشقيقين على تيسير الخدمات القنصلية، وتقديم التسهيلات إلى الراغبين في زيارة الديار المقدسة في السعودية لأداء الحج، والعمرة، وزيارة العتبات المقدسة في العراق، ولتسهيل إجراءات حركة العمل، والتبادل التجاري". وقال متحدث باسم الخارجية العراقية، إن مباحثات الوفد السعودي في بغداد تناولت أكثر من 20 ملفاً، تتصل بالاقتصاد والأمن والجوانب الثقافية وغيرها، وأضاف أن المباحثات ركزت على التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لتهريب المخدرات، لافتاً إلى أن البلدين اتفقا على إعادة تشغيل منفذ حدودي مغلق جنوب العراق.

قنصلية عراقية في الدمام

وكشف أن العراق سيفتتح للمرة الأولى قنصلية في الدمام لتسهيل إجراءات حجّاجه ومعتمريه، وأن "المهم تنفيذ ما نتفق في شأنه، وجهودنا مع مختلف وزارات الدولة العراقية تتكامل لتحقيق ذلك".

ثماني لجان لتعزيز التعاون

في غضون ذلك، قال وزير التخطيط العراقي نوري الدليمي، إن مباحثات الوفد السعودي في بغداد ضمن مجلس التنسيق المشترك، أسفرت عن تشكيل ثماني لجان لرفع مستوى التعاون بين البلدين. وكشف "عن إمكان إعادة افتتاح منفذ عرعر الحدودي (بين البلدين) خلال النصف الثاني من العام الحالي بعد اكتمال إعادة تأهيله"، مشيراً إلى "قرب عقد لقاءات موسعة بين رجال الأعمال العراقيين والسعوديين لتبادل الخبرات والأفكار والمشاريع، لا سيما بعد البدء بإصدار التأشيرات من القنصلية السعودية في بغداد".

وجدّد وزير التخطيط العراقي سعي بلاده "نحو تعزيز العلاقات المشتركة مع السعودية واستثمارها في جميع القطاعات التي تمتلك فيها الرياض خبرات متقدمة وتجارب سابقة"، مشيراً إلى أهمية "استثمار المنح السعودية في مشاريع إعادة الاستقرار وتأهيل البنى التحتية في المناطق المحررة وجميع المحافظات".

استجابة سعودية عالية

كشف جعفر الحمداني رئيس غرفة تجارة بغداد من جهته، عقب اجتماع مع الوفد السعودي عن "وجود استجابة عالية لمقاربات نافعة تنعكس على مصالح الشعبين". وقال "العلاقات العراقية السعودية تتجه نحو تكامل الجهود، واللجنة التنسيقة العليا ستواصل شكل حثيث دعم كل المشاريع الاستثمارية في العراق، الذي لن ينسى من يقف معه في مرحلة الإعمار"، مشيراً إلى أنه "يتطلع إلى مزيد من التعاون".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً