اعلان

إيران حليف "خائن".. مجلة أمريكية تكشف لأول مرة سر الضربة الجوية الإسرائيلية لسوريا في 2007.. هل يقدم الاحتلال على ضربة مماثلة داخل "طهران"؟

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

"لا يجوز لأي دولة مُعادية امتلاك أسلحةٍ نووية"؛هذا مبدأ أساسي في سياسة إسرائيل وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن، تحاول إسرائيل التصرف وفقاً لذلك المبدأ،خاصة في ما يتعلق بإيران.

وكشفت مجلة "ذا ناشينوال انترست" الأمريكية عن محاولة سوريا إخفاء برنامج نووي سري بالقرب من نهر الفرات علي بعد ٣٠ كم من محافظة دير الزور في ٢٠٠٦، وكانت منطقة البناء مغطاة بسقفٍ ضخم منع الرؤية من الأعلى.

جنرال إيراني سابق كشف السر

وبالاموال يفتضح كل شئ، حيث تمت الخيانة من مصدرٍ إيراني رفيع المستوى غير متوقع، وهو الجنرال علي رضا عسكري الذي كان مستشاراً أمنياً ​​للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وشغل منصب نائب وزير الدفاع عدة سنوات، عقب ذلك قدم لإسرائيل معلومات قيمة من بينها تفاصيل عن البرنامج النووي السوري الذي كانت إيران تموّله، وكانت كوريا الشمالية تساعد في بنائه، وكان البرنامج يشهد بناء مُفاعل مُهدئ بالجرافيت يدعى 'الكبر"، كان من المفترض أن يُنتِج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية.

واضافت المجلة أنه في الواقع اتضح أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى اتصالاتٍ مع كوريا الشمالية في وقتٍ مبكر من يونيو من عام 2000 بشأن بناء مفاعل.

وفي عام 2002، وصلت أول مكوناتٍ كورية شمالية وأول فنيين وعلماء كوريين شماليين إلى سوريا، لكن أعمال البناء أُخفِيَت جيداً، وكان أي اتصالٍ بالخارج محظوراً تماماً.

وكعادة الموساد الإسرائيلي تم تفتيش غرفة إبراهيم عثمان، مدير لجنة الطاقة النووية السورية حينها، في أحد فنادق فيينا في مارس من عام 2007، وكان عثمان قد ترك حاسوبه المحمول في غرفته دون اكتراث، لذا كان فريسةً سهلة لعملاء المخابرات الإسرائيلية الذين نسخوا بيانات من الحاسب الآلي الخاص به.

واقتنع الموساد بأن الهدف الوحيد للبرنامج النووي السوري هو صناعة أسلحة نووية، وقد أظهرت الصور أيضاً أنَّ المفاعل كان على بعد بضعة أشهر فقط من دخول مرحلة الاستعداد التشغيلي، ولو كان ذلك المفاعل قد بدأ العمل، لكان من الصعب شن غارة جوية عليه.

عملية البستان..

تضيف المجلة الأمريكية إنه حين تأكدت إسرائيل من أن سوريا كانت على وشك تنشيط مفاعل نووي، ناقشت الخطوات التالية مع واشنطن.

وأطلَع وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، عمير بيرتس، نظيره الأمريكي روبرت غيتس في 18 أبريل على الاكتشاف الذي توصَّل إليه الموساد، لكن جورج بوش الابن، لم يوافق علي مهاجمة المفاعل، فبعد كارثة وسائل الإعلام في العراق، وأسلحة الدمار الشامل المزعومة التي لم يُعثَر عليها في أي مكان، أرادت إدارة بوش تجنُب وقوع أي خطأ آخر.

ومع ذلك، فحصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية النتائج الإسرائيلية، ووافقت على التفسير الذي توصَّلت إليه إسرائيل، لكنَّ بعض كبار المسؤولين في إدارة بوش كانوا متشككين، خوفاً من تصعيدٍ آخر لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط.

وفي يونيو عام 2007، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود أولمرت، البيت الأبيض، وقال بصراحةٍ للرئيس الأمريكي بوش إنَّ إسرائيل قد تتصرف تصرُّفاً فردياً ضد المشروع النووي السوري، في حال رفضت الولايات المتحدة العملية.

وبعدما أعطى بوش الضوء الأخضر لإجراء إسرائيلي فردي، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتخطيط التشغيلي لشن غارةٍ جوية محدودة ضد المنشأة النووية السورية.

وبالفعل تسللت فرقة سايرت ماتكال، التي تُعتبر من أبرز وحدات القوات الخاصة الإسرائيلية، إلى سوريا، وجمعت معلوماتٍ استخباراتية في موقع البناء النووي.

ساعة الصفر..

وفي 5 سبتمبر من العام نفسه، بعد أسابيع من المناقشات السياسية السرية في مجلس الأمن الإسرائيلي، حصل الجيش الإسرائيلي على الضوء الأخضر لتنفيذ عملية "البستان"،وفي مساء اليوم نفسه، أقلعت 10 مقاتلات من طراز إف 15 وإف 16 من قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية.

وفي البداية، حلَّقت الطائرات شمالاً على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ثم تحوَّلت فجأة باتجاه الشرق على طول الحدود السورية التركية.

ثم دخلت المجال الجوي السوري بعدما نجحت في تعمية أنظمة الدفاع الجوي السورية بإجراءاتٍ مضادة إلكترونية وتدمير إحدى محطات الرادار.

وفي حوالي الساعة 12:45 صباحاً، أبلغ الطيارون القيادة بنجاحهم في تنفيذ العملية.

اغتيال مهندس البرنامج

بعد الغارة، التزمت إسرائيل الصمت، سار كل شيء وفقاً لخطتها، إذ حفظ الأسد سمعته بإنكار وجود برنامج نووي، وبذلك لم يستطع شن ضربةٍ مضادة، وأثناء ذلك، كانت بقية دول العالم في حيرةٍ بشأن ما حدث بالفعل في تلك الليلة في سبتمبر من عام 2007.

وبعد إتمام المهمة، اغتالت وحدة شايطيت 13 الإسرائيلية الجنرال محمد سليمان في الأول من أغسطس من عام 2008،حيث أطلق فريقٌ من القناصة النار عليه أثناء تناوله العشاء في فيلته المُطلة على البحر.

وكان العميد سليمان مستشاراً أمنياً رفيعاً لبشار الأسد، وكان وسيطاً مؤثراً لمصلحة البرنامج النووي السوري، والشخص المسؤول عن الاتصال مع الجانب الكوري الشمالي.

هل تعتزم إسرائيل تطبيق خطة مماثلة ضد إيران؟

ما زالت إسرائيل تتبِّع مبدأ بيجن، وفي أحسن الأحوال، سيؤجِل الاتفاق النووي الإيراني، الذي جرى التفاوض بشأنه في عام 2015 للحد من البرنامج النووي الإيراني والسيطرة عليه، هذه المشكلة مؤقتاً.

وتقول المجلة الأمريكية، انه عند التفكير في توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، يجب الأخذ في الاعتبار أن العملية العسكرية في سوريا كانت أبسط بكثير من تنفيذ عملية مماثلة الآن في إيران.

ففي سوريا، كان الهدف تدمير موقع واحد فقط، أما في إيران، فسيتعين ضرب عدة منشآت، كل منها خاضع لحراسة مشددة من جانب الدفاع الجوي بالإضافة إلي أن منتشرة في جميع أنحاء البلاد.

بل إنَّ بعض المواقع موجودة تحت الأرض وستتطلَّب قنابل خاصة مصممة لاختراق الأرض. بالإضافة الي ذلك، فالمسافة بين إسرائيل وإيران تستلزم التزوُّد بالوقود جواً،بالإضافة إلى أنَّ المنشآت النووية الإيرانية تعمل بالفعل،لذا سيؤدي تدميرها إلى تلوثٍ خطر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً