اعلان

دوارت "الإفتاء" لتأهيل الشباب للزواج.. "المهر والشقة مش كل حاجة".. المشاركون في الدورات يروون الكواليس: "مينفعش تتجوز قبل ما تيجي هنا" (صور)

دوارت "الإفتاء" لتأهيل الشباب للزواج

من باب المسؤولية المجتمعية، أطلقت دار الإفتاء المصرية دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج منذ عام ٢٠١٢، بلغ عددها حتى الآن ثمان دورات، بعد أن حققت السبع نسخ الأولى نجاحا ملحوظًا، بحيث يقوم البرنامج بتأهيل المقبلين على الزواج من خلال ثلاثة مبادئ أساسية.

وفي هذا التقرير اقتربت «أهل مصر» كثيرًا من برنامج دار الإفتاء والتقت بالمسؤولين عنه، وتحدثت مع الخبراء والمشاركين فيه، على النحو التالي..

ويقول الدكتور عمرو الورداني مدير إدارة التدريب، ورئيس وحدة الإرشاد الأسرى بدار الإفتاء المصرية إن دار الإفتاء تستقبل ما يزيد عن 6000 آلاف فتوى شفوية شهريا منها 4800 فتوى خاصة بمسائل الطلاق، مشيرًا إلى أن خطورة هذا المؤشر جعلت دار الإفتاء تتدخل بقدر مسئوليتها المجتمعية، وذلك من خلال دورات تأهيل المقبلين على الزواج وإنشاء وحدة خاصة للإرشاد الأسري، لافتًا إلى أن تلك الدورات لاقت نجاحا كبيرًا وتزايد في نسب المشاركين، حيث كان عدد الدفعة الأولى من الدورة 60 إلى أن وصلوا 120 الآن في الدفعة الثامنة وهو العدد الذي تتحمله قاعات التدريب، والباقي يترقب في قوائم الانتظار.

وأوضح رئيس وحدة الإرشاد الأسرى بدار الإفتاء في حديثه لـ«أهل مصر» أن البرنامج التدريبي للمقبلين على الزاوج لا يقتصر على الجانب الشرعي كما يظن البعض فحسب، بل إن الجانب الديني لا يتخطي 10% من إجمالي ما يتم تدريسه، إضافة إلى 90% من العلوم الأخرى تتمثل في علم النفس الاجتماعي وأنماط الشخصيات وتطوير الشخصية والصحة الإنجابية وغيرها من العلوم التي تخدم بناء الشخصية وطريقة تعاملها مع الآخرين.

عبدالملك: على الدولة تبني برنامج تأهيلي للمقبلين على الزواج

من جهته قال الدكتور خالد عبد الملك أستاذ النساء والتوليد والعقم، إن برنامج دار الإفتاء يناقش 4 جوانب رئيسية تتمثل في الصحة أو القدرة الإنجابية من خلال إجراء تحاليل للتأكد من سلامة الطرفين من موانع الإنجاب والأمراض المعدية، والأمراض المزمنة، وأخيرًا الأمراض الوراثية.

وأضاف عبد الملك في لـ«أهل مصر» أن ما يتم من تزوير للشهادات الصحية بهدف تسهيل وإنجاز إجراءات الزواج يعود بالسلب على الزوجين وزيادة نسب الطلاق في المجتمع، مؤكدا على ضرورة إجراء تحليل «سائل منوي» للرجل مرة واحدة في العمر، وللسيدة تحليل هرمونات في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية .

هند الفتاة الثلاثينية محفظة القرآن ليست كمثيلاتها من الفتيات اللاتي يحضرن الدورة وهن مقبلات على الزواج، لكنها تحضر الدورة وهي «مطلقة» بعد أن عاشت فترة عصيبة في حياتها تدمرت نفسيَا خلالها بسبب زواجها الذي لم يستمر طويلًا، الأمر الذي جعل شيخها ينصحها بحضور البرنامج التأهيلي للمقبلين علي الزواج بدار الإفتاء المصرية.

وتروي هند تجربتها مع الزواج قبل دورة دار الإفتاء لـ«أهل مصر»، فتقول: «كانت عندي خلفية خاطئة عن الزواج في اختيار شريك حياتي، وده أثر عليا نفسيًا لأني مكنتش أعرف الخبايا كنت بتعامل مع غلاف كتاب مقفول والغلاف ده أي حد ينخدع فيه»، مشيرة إلى أن فشل علاقتها أدى إلى أضرار نفسية جثيمة بها، وصلت إلى حد التفكير في الانتحار والتخلص من حياتها.

وأضافت هند أن محاور الدورة التي لا تعتمد على اتجاه واحد أثرت في تغيير حياتها بنسبة 80%، مشيرة إلى أن بعد حضور المحاضرات الأولى لديها الآن القدرة على الاختيار الصائب وكيفية التعامل مع عيوب شريك الحياة صعبة التغيير في حالة الراحة والقبول بينهما، لافتة إلى أن فترة الخطوبة من أهم الفترات فى حياة كل شخص ما دامت بنيت علي صراحة بحيث يقوم كل شخص من الاثنين بدراسة شخصية الآخر دون تجمل أو تكلف.

واختتمت هند كلماتها التي تمتزج بالندم: «أنا لو كنت أخدت الدورة دي قبل الزواج مكنتش حصلت علي لقب مطلقة، وعلشان كده بنصح أي حد من الشباب أو المتزوجين بحضور تلك المحاضرات لأنها ستكون علامة فارقة في حياة أي شخص بداية من لحظة الاختيار والتعامل وكل تفصيلة من تفاصيل الحياة الجديدة».

وتقول فاطمة البكري أخصائية علاج طبيعي وإحدى المشاركات في دورة الإفتاء للمقبلين على الزواج، إن البرنامج يعتبر أساسي لكل شخص فهي ليست فقط للمقبلين على الزواج ولكن للمقبلين على الحياة، وذلك لأنها تساعد على تخفيف الضغط والتوتر وتساعد على تفريغ الطاقات وتغيير النظرة إلى الحياة وزيادة الاتزان فى اتخاذ القرارات والتفكير فى الإيجابيات وكيفية التعامل مع الناس بطرق مختلفة، لافتة إلى أن هناك شريحة كبيرة من المشتركين ليس هدفها الارتباط بل الاستفادة بصفة عامة في حياتهم.

وأضافت البكري في حديثها لـ«أهل مصر» أنها تأمل في زيادة عدد المحاضرات وزيادة المدة، حيث إن الاستفادة لا تنتهى، مشيرة إلى أن هناك أشخاص حضرت أكثر من مرة وفى كل مرة يرتفع معدل الاستفادة ونقوم بتطبيق ما تعلمناه على أنفسنا وحياتنا على مدار الأسبوع.

بينما يرى مصطفى أحمد عبد الرازق صاحب الـ 37 عامًا، والذي يعمل محاسب أن حضوره للدورة جاء متأخرًا وذلك بعد فشله في التأقلم مع الحياة الزوجية نظرًا لما يتغلب عليه من طابع العصبية، مشيرًا إلى أن حضور الدورة مرة واحدة غير كافِ.. «أنا حضرت الدورة مرة قبل كده والمرة دي استفدت أكتر واتعلمت حاجات تاني.. في المرة الأولى لم أكن أعلم معنى الزواج سوى أنه عقد ارتباط بين شخصين فحسب».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً