اعلان

حدث في الرابع من رمضان.. وقائع تاريخية هامة منها استعادة أنطاكية من يد الصليبيين

صورة أرشيفية
كتب : وكالات

في اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك على مدار التاريخ وقعت عدة أحداث مهمة، أبرزها عقد أول سرية لحمزة بن عبد المطلب و استعادة أنطاكية من الصليبين وصدور دستور 1923 وعزل الزعيم المصري أحمد عرابي ومولد الزعيم مصطفى كامل.

أول سرية لحمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر

ويقول وسيم عفيفي، الباحث في التراث ورئيس تحرير موقع تراثيات، حسبما نقلت عنه قناة "العربية.نت"، إنه في مثل هذا اليوم عقدت أول سرية لحمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر، وكانت أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها عقد أول لواء للمسلمين.

ويضيف: لقد كانت عادة قريش أن تذهب بتجارتها إلى الشام لتبيع وتشتري، ويسمَّى الركب السائر بهذه التجارة عيرًا، وكان يسير معها لحراستها كثير من أشراف قريش وسراتهم، وكانت طريقهم إلى الشام تمر على دار الهجرة، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليهم طريقهم، ويصادر تجارتهم، ليكون ذلك عقابا لهم على إخراجهم لهم من ديارهم، وما أخذوه من أموالهم، وإضعافا لقوتهم، وتنفيذاً لأمر الله عز وجل ودعوته لجهاد المشركين، فقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك قافلة قرشية محملة بالأموال والبضائع في طريق عودتها إلى مكة من الشام، يقودها أبو جهل بن هشام، ويحرسها حوالي ثلاثمئة راكب من فرسان قريش، فجهز لها رسول الله صلى الله عليه وسلم دورية قتال اعتراضية قوتها ثلاثون مجاهداً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، وعلى رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

أول لواء

وفي 4 رمضان من السنة الأولى هجرية ارتفع أول لواء في سبيل الله تبارك وتعالى، وكان لونه أبيض، وحامله أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي رضي الله عنه حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

وقبل أن يشتبك الطرفان في مواجهة دامية، تدخل رجل من كبار رجالات جهينة في وساطة سلام بينهم، فقام بجولات من المفاوضات المباشرة مع كل طرف على حدة حتى تمكَّن أخيرًا من النجاح في مساعيه السلمية، فحجز بينهم مخشى بن عمرو الجهني، وكان مخشي ورهطه حلفاء للفريقين جميعًا، فلم يعصوه فرجع الفريقان كلاهما إلى بلادهم، فلم يكن بينهم قتال.

كانت نتائج هذه السرية على معسكر الكفر سيئة للغاية، حيث هزت كيان قريش وبثت الرعب في نفوس رجالها، وفتحت أعينهم على الخطر المحدق بهم والذي أصبح يهدد طريق تجارتهم، وبالتالي اقتصادهم، أما المسلمون فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية، حيث تصاعدت الروح الحماسية بينهم، وأعطتهم بعدًا عميقًا من الثقة بالنفس والجرأة على عدوهم، ذلك الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة أبهرت قريش وأدهشتهم.

استعادة أنطاكية

في الرابع من رمضان أيضاً عام 666 هـجرية الموافق 25 مايو 1268 ميلادية، استعيدت أنطاكية على يد القائد المملوكي الظاهر بيبرس، فُتحت مدينة أنطاكية عقب معركة اليرموك بقيادة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في عصر الخليفة عمر بن الخطاب، وظلت المدينة في يد المسلمين وسيطرتهم حتى سنة 491 هـجرية حيث بدأت الحملة الصليبية على الدولة الإسلامية، وكانت من أول المدن التي سقطت في قبضة الصليبيين.

ظلت أنطاكية في أيدي الصليبيين قرابة مئة وسبعين عاماً حتى تولى الظاهر بيبرس سلطنة المماليك سنة 658 هـجرية، ولما جلس بيبرس على عرش مصر رأى أن الصليبيين أخطر على مصر من المغول وأن الوقت حان ليوجه جهوده العسكرية ضد الصليبيين.

شن بيبرس هجوما شاملا على أنطاكية وتم أسر كل الحامية الصليبية وفتحها، وعادت المدينة إلى المسلمين بعد أن سيطر عليها الصليبون مئة وسبعين عاماً.

مولد مصطفى كامل

في الرابع من رمضان عام 1874 ميلادية ولد الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل، لمس فيه والده الضابط بالجيش المصري النبوغ وحب الوطن منذ الصغر.

التحق بمدرسة الحقوق في عام 1891، والتي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، ثم أخذ يتنقل بين عدد من الجمعيات، وهو الأمر الذي أدى إلى صقل قدرته على الخطابة.

وفي عام 1893 ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، حيث أكمل دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، وكتب في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية.

عاد إلى مصر وذاع صيته، ولمع نجمه في سماء الصحافة، وتعرف على الكثير من مثقفي فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، وبعد حادثة دنشواى التي وقعت في عام 1906، ألقى مصطفى كامل خطبة حماسية بعنوان خطبة الوداع فى أكتوبر 1907 بالإسكندرية، وهو في حالة شديدة من الإعياء، وقد أعلن فيها تأسيس الحزب الوطني الذي تألف برنامجه السياسى من عدة مواد أهمها: المطالبة باستقلال مصر، وعمل دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى.

توفي مصطفى كامل في 10 فبراير عام 1908، عن عمر ناهز 34 عامًا.

الخديوي يعزل عرابي

في اليوم الرابع من رمضان قرر الخديوي توفيق عزل القائد العسكري المصري أحمد عرابي، حيث أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، لمواجهة الإنجليز وحمّله تبعات ضرب الإسكندرية، وأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين، ليتلقى منه تعليماته.

رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل في 16 يوليو إلى يعقوب سامي باشا وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله.

عقد الاجتماع الموسع يوم الاثنين 17 يوليو، وحضره نحو 400 شخص في مقدمتهم الشيخ الإمبابي شيخ الإسلام والبطريرك كيرلس الخامس، وقرروا ضرورة حضور الخديوي توفيق إلى العاصمة القاهرة، وتشكيل لجنة برئاسة علي مبارك لإبلاغ القرار للخديوي، وذهب علي مبارك ولم يعد للقاهرة.

كان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو إصدار بيان في نفس اليوم 17 يوليو 1882، بعزل عرابي من منصبه في 4 رمضان 1244 هـجرية وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلا عنه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً