اعلان

رمضان في جنوب أفريقيا.. زيارة القبور عادة متأصلة.. ودور الملاهي مهجورة طوال الشهر الكريم

تقع جمهورية جنوب أفريقيا في أقصى الطرف الجنوبي من القارة الإفريقية، ويبلغ عدد المسلمين في جنوب أفريقيا حوالي مليوني نسمة، بنسبة تقارب 2% والهندوس 1.5%، والغالبية من المسيحيين، وينقسـم السـكان إلى أربع جماعات عرقيـة: السود 75 %، والبيض 13.66 %، والملوّنين 8.6 %، والهنود2.61%، ولذلك يمكن القول إن رمضان في جنوب أفريقيا يراه الناس بكل الألوان الطبيعية لوجوه البشر.

نشر رسالة رمضان

ولذلك، ففي هذه الدولة التي عانت التفرقة العنصرية، يحظى شهر رمضان بقدسية كبيرة بين المسلمين بألوانهم المختلفة فى جنوب أفريقيا، وقد ساهم الإعلام الإسلامي هناك في نشر رسالة رمضان، وكذا المحطات الإذاعية الخاصة تبث التراويح تقريبًا في كل محافظة ذات كثافة سكانية مسلمة، ومن الإذاعات الرائجة في هذا النشاط: إذاعة إسلام في جوهانسبورج، وإذاعة 786 في كيب تاون وإذاعة الأنصار في ديربان.

الملاهي مهجورة 

وللصحف الإسلامية دور كبير في تربية المجتمع المسلم في جنوب أفريقيا والمجتمعات الأخرى حول رمضان، وأكثر الجرائد ظهورًا جريدة القلم، وجريدة رؤى المسلمين، وجريدة الأمة، وجريدة المفتاح، كما أن الملاهي كالسينما والمسرح مهجورة لدى المسلمين، وتلاوة القرآن تصبح النشاط الرئيس لكل مسلم خلال الشهر.

المنظمات الإسلامية

وتبدأ كثير من المنظمات الإسلامية عملها الخيري قبل رمضان في سبيل رفع مقدراتهم التمويلية ليساعدوا بها فقراء المسلمين، وأحيانًا أفراد يعدون أنفسهم ويوزعون الطعام للمساكين، فيما تشهد المساجد في الشهر الفضيل تدافعًا من أعداد كبيرة من المسلمين، وتؤدي صلاة التراويح في كل مسجد تقريبًا، ويصلي النساء التراويح في المنازل لوحدهن مع وجود نسبة تحضرالمساجد.

أعراق المسلمين هناك

وتنقسم الأقلية المسلمة فى جنوب أفريقيا إلى أعراق ثلاثة "الإندونيسي الماليزي، الهنود، السود"، وتهيمن عناصر الملوّنين، خاصة ذوي الأصول الإندونيسية المالاوية، والهنود على التركيب الإثني للمسلمين هناك؛ حيث يمثلون 96 % من إجمالي المسلمين، بينما لا تزيد نسبتهم إلى إجمالي السكان على 11 % "8.6 % ملونين، 2.61 % هنـودا"، وفـي المقـابل نجـد أن نسـبة السـود المسـلمين لا تزيد على 3.5 % من إجمالي عدد المسلمين في البلاد رغم أنهم يمثلون "أي السود" 75 %؛ وهو أمر ساهمت فيه سياسات التفرقة العنصرية التي كانت سائدة حتى عام 1994م، والتي حالت دون انتشار الدعوة الإسلامية بفاعلية خارج نطاق الجماعات الإثنية المعتنقة للإسلام، ويتركز العرق الإندونيسي الماليزي في منطقة الكيب أما العـرق الهندي فيتركز في إقليم الناتاتل.

غياب روح رمضان

ولذلك قد لا يشعر الزائر لهذا البلد بأي من مظاهر الشهر الكريم؛ حيث إنه سيتواجد وسط مجتمع غير مسلم يحتضن أقلية إسلامية، وبالتالي فإن وتيرة الحياة اليومية داخل تلك المجتمعات لا تتأثر بقدوم شهر رمضان، باستثناء الأقليات الإسلامية التي تسعى لإحياء مظاهر الشهر الكريم.

الصوم في الشتاء

ولاختلاف فصول السنة المناخية بين القاهرة وجنوب أفريقيا؛ تجد أن البلد الواقع في أقصى جنوب القارة السمراء يصوم رمضان اليوم في مناخ تصل درجات الحرارة فيه إلى 13 درجة نهارًا و 6 درجات ليلًا، مما يساعد كثيرًا على الصيام.

أكلات رمضان

ولأن جنوب أفريقيا تتميز بالاختلاف العرقي الكبير بين هنود وماليزيين وإندونيسيين وأفارقة، فإن شهر رمضان يتميز بتنوع مظاهر الاحتفال بهذا الشهر المبارك، وذلك من حيث تباين الأطعمة حيث يكثر الهنود المسلمون من استعمال التوابل الحارة فى إعداد الوجبات والمشروبات الهندية مثل الجانجوى والحريرة كنوع من العودة للجذور والحنين إلى الماضي، وتستطيع أن تجد ساموساش، والفطيرة، وبهارات الكوري الهندية، وطبقات حليم في كل مائدة عشاء في جنوب أفريقيا.

وفي رمضان بجنوب أفريقيا يتم تناول مختلف الأطعمة، ويشتهر مسلمو جنوب أفريقيا بإنفاق الكثير ماديا وروحيا، ويوجد في جنوب أفريقيا حوالي 500 مسجد، و408 معهدا تعليميا بما فيها الكليات ومدارس خاصة إسلامية ومراكز التدريب الديني، وكليات العلوم الإسلامية، وكثير من الجامعات تدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في مقرراتها الأكاديمية، والمسلمون تجدهم في كل المجالات الرفيعة.

زيارة القبور

ويهجر مسلمو جنوب أفريقيا كل ما يمكن أن يشغلهم عن العبادات خلال الشهر، حيث تصبح تلاوة القرآن النشاط الرئيسي لكل مسلم بجنوب أفريقيا خلال رمضان، إلى جانب زيارة القبور التي تعتبر عادة لدى مسلمي جنوب إفريقيا في رمضان، وتقتصر مظاهر احتفال المسلمين بجنوب أفريقيا بشهر رمضان على الأنشطة المحلية بالمدن التي ترعاها المنظمات الإسلامية لقلة عدد المسلمين بجنوب أفريقيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً