على مدى عقود، غيرت الجماعات المسلحة الشيعية المشهد الاجتماعي والسياسي والعسكري في الشرق الأوسط، اعتبارًا من عام 2019، تعمل في العراق ولبنان وسوريا أكثر من مئة مجموعة ومجموعات فرعية شيعية مختلفة، المحرك الأساسي للنفوذ الإيراني.
ولكن على الرغم من تعقيد الجبهات، وعدد المتحاربين المشاركين، ومشاركة إيران النشطة في هذه الصراعات، فإن معظم الخرائط المتاحة للجمهور حول هذا الموضوع قد أهملت أو قللت من الحاجة إلى توضيح البيانات المهمة حول ميليشيات محددة، غير هذا النهج بشكل جذري المفاهيم الدولية للحروب المستمرة في المنطقة، والأهم من ذلك ميل إيران إلى استخدام الوكلاء.
خريطة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران
أصبح رسم خرائط لهذه الميليشيات مهمًا بشكل خاص منذ قيام الحكومة العراقية عام 2014 بتشكيل "الحشد الشعبي"، وهي مظلة تضم معظمها ميليشيات شيعية تهيمن عليها الجماعات التي تدعمها إيران، لقد زاد صعود قوات الدفاع الشعبية من التشويش الذي يقوم فعلياً بالقتال على الأرض وأي المناطق لها وجود كبير للميليشيات. كما تقاتل بعض من أقوى عناصر PMF في سوريا ، في حين أن العديد منهم قد أقاموا قوة سياسية كبيرة داخل الحكومة العراقية.
ويسعى مشروع رسم خرائط الميليشيات الشيعية التابع لمعهد واشنطن إلى تصحيح الفجوة المعرفية من خلال تقديم رؤية بيانية عميقة لحركات ميليشيات محددة، وتوسيع إيران لسلطتها في الخارج، وجهود العراق في معالجة عدم الاستقرار، عودة تنظيم داعش إلى التمرد، والطريقة التي تحافظ بها الجماعات المسلحة الشيعية على سلطتها وتزيد من قوتها، والتوقعات القريبة المدى لسوريا.
غالبًا ما يتم اختتام أنشطة الميليشيات الشيعية في سرد أوسع حول "القوات الموالية للحكومة"، وحتى عندما تقوم هذه الجماعات بأدوار مهيمنة في نزاع معين وتتابع أهدافًا تختلف عن أهداف القوات الحكومية، فإنها لا تزال تميل إلى أن توصف بأنها أكثر من ذلك بقليل من العناصر الداعمة،هذا يخفي التطورات الإقليمية والأيديولوجية الحاسمة المتعلقة بالمليشيات وشبكات المحسوبية الخاصة بهم.
ولا تزال إيران هي المبدع الرئيسي والميليشيات الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكما لاحظت استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية لعام 2018، "تتنافس إيران مع جيرانها، وتؤكد على قوس من النفوذ وعدم الاستقرار بينما تتنافس من أجل الهيمنة الإقليمية، وتستخدم الأنشطة الإرهابية التي ترعاها الدولة، وشبكة متنامية من الوكلاء، وبرنامجها الصاروخي لتحقيق هدفها.
في الوقت نفسه ، ليست كل جماعة شيعية مسلحة وكيلاً لطهران، النزاعات بين الميليشيات الشيعية حول المصالح الإيديولوجية والسياسية والتجارية وفيرة، ويمكن أن يساعد تتبع هذه التوترات في كشف مواطن الضعف والاتجاهات الرئيسية.
مصادر الخريطة
في الماضي ، كانت المعلومات من النوع الذي يقدمه هذا المشروع إلى حد كبير هي مجال مجتمع الاستخبارات والمنظمات الإقليمية أكثر من الجماهير الغربية، علاوة على ذلك ، استخدمت بعض التقارير السابقة حول هذا الموضوع مصادر خاصة تفتقر إلى الإحالة المرجعية مع مصادر الميليشيات الشيعية.
تم تجميع الخرائط المقدمة هنا بشكل أساسي من البيانات الأولية المصدر ، بما في ذلك الاتصالات داخل دوائر الميليشيات الشيعية وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي التي تم جمعها منذ ما يقرب من عشر سنوات. وبشكل أكثر تحديدًا ، يعتمد المشروع على مقابلات مع مجموعة من المقاتلين الشيعة ، ومراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتمي إلى حوالي 200 منظمة رسمية وشبكات مقاتلة غير رسمية ، وحسابات تطبيقات المراسلة المرتبطة بجماعات مسلحة شيعية (بما في ذلك المنشورات الخاصة والعامة المتاحة) ، والعربية- ومصادر الأخبار باللغة الفارسية والتقارير الصادرة عن المنظمات التي تعارض الميليشيات الشيعية (مثل الدولة الإسلامية). تم استخدام منصة خرائط Google بسبب انتشاره.
تتضمن أساليب المشروع البحث عن بيانات قابلة للتعيين الأقرب إلى حيث تدعي وسائط التواصل الاجتماعي ومشاركات الرسائل حدوث نشاط معين. عندما تفتقر المنشورات إلى أسماء أماكن محددة ، يمكن غالبًا تتبع المعلومات المعنية إلى مواقع عامة بدقة معقولة استنادًا إلى بيانات أو طرق أخرى. تم فحص المواقع التي تم إعدامها من المصادر الأولية واستكمالها بمقالات مفتوحة المصدر من الصحف العربية والإنجليزية والفارسية وصفحات الويب الخاصة بالميليشيات والمقابلات المباشرة مع المقاتلين و / أو مصادر المعارضة. في حالات أخرى ، تم تعيين المعلومات باستخدام طرق تحديد الموقع الجغرافي. ويلاحظ أي بيانات غير مؤكدة في إدخالات الخريطة.
تتضمن المعلومات الموضحة في الخرائط ما يلي:
-قتال داخلي بين الميليشيات الشيعية
-المظاهرات وغيرها من الأحداث التي عقدت لصالح أو ضد ميليشيات مختلفة
-عمليات الميليشيات ضد الأعداء (على سبيل المثال ، الجماعات المتمردة السورية والدولة الإسلامية والقاعدة)
-الرحلات الخارجية الخاصة التي تقوم بها الجماعات المسلحة أو قيادتها
-اجتماعات بين عناصر القيادة داخل أو بين مجموعات مختلفة
-الخسائر التي تكبدتها الميليشيات
-الجنائز للمقاتلين
-نشر القوة
-بناء التحصينات ونقاط التفتيش
-مشاريع الخدمة الاجتماعية
المجموعات التي صنعت الخريطة؟
على الرغم من أن المشروع يركز على الميليشيات الشيعية، إلا أن بعض المنظمات المشمولة هنا لديها تركيبة طائفية مختلطة ، بما في ذلك المقاتلون السنة والمسيحيون، ومع ذلك، فإن غالبية المنظمات السنية والمسيحية والعلوية غير مدرجة ، حتى لو كانت تعمل في إطار نفس بنية جماعة ميليشيا شيعية (على الرغم من أن مناطق الأغلبية العلوية محددة على خرائط معينة).
كما أن الجماعات الشيعية التي تركز على الأعراق الدينية تظهر أيضًا (على سبيل المثال ، قوت سهل النينوى ، أو قوات سهول نينوى، التي ينتمي أعضاؤها إلى أقلية الشاباك العراقية ولكنهم يمارسون الإسلام الشيعي)، غالبية المجموعات المشمولة تتأثر أو تسيطر عليها إيران، ولكن ليس جميعها.
على وجه التحديد ، يدرس المشروع حركات وأنشطة لهؤلاء:
-مجموعات PMF العراقية (سواء أكانت رسمية أم مدعومة)
-حزب الله اللبناني
-مجموعات شيعية سورية منظمة على طراز حزب الله
-الميليشيات الشيعية التي تدعي موافقتها مع الجيش السوري
-مجموعتا مقتدى الصدر هما سرايا السلام وليوا اليوم المود
-الميليشيات القبلية الشيعية العراقية والسورية
-المجموعات التي تحدد كجزء من معسكر أكبر تحت سيطرة آية الله العظمى علي السيستاني
-الميليشيات الشيعية المعلنة حديثًا
-الميليشيات ذات العضوية الإسماعيلية (أو الشيعة السبعة)
-قوة القدس للحرس الثوري الإيراني ووحداته الفرعية، بما في ذلك المجموعة الشيعية الباكستانية ليوا زينبيون والجماعة الشيعية الأفغانية ليوا فاطميون.
مجالات التركيز في الخريطة:
تشمل المناطق الجغرافية الرئيسية المشمولة مناطق الصراع الحالية في العراق ولبنان وسوريا، إذا قامت مجموعات أو مقاتلين أفراد من هذه المناطق بزيارة دول أخرى، فسيتم تعيين مثل هذه الحركات أيضًا.
على سبيل المثال، توضح الخرائط التقارير التي تفيد بأن قدامى المحاربين في ليوا فاطميون، الوحدة الشيعية الأفغانية في سوريا، قد أقاموا أيضًا ميليشيات محلية في بعض أحياء كابول.
بالإضافة إلى ذلك ، يميز المشروع بين مناطق الصراع الحالية والسابقة والمحتملة. جميع مناطق الصراع المدرجة مباشرة تشمل الميليشيات ذات الغالبية الشيعية.
كيف يتم تمثيل أنشطة المجموعة؟
تتم الإشارة إلى الأنشطة التي تقوم بها ميليشيات شيعية محددة بواسطة شعار كل منظمة أو رمز بديل موصول على الخريطة. يشتمل الوصف المصاحب على تاريخ محدد أو تقريبي للنشاط،في حالة توفر صور فوتوغرافية للحادث ، يتم تضمينها أيضًا.
رسم الخرائط العرقية والطائفية
من المهم الحصول على فكرة عن مكان تواجد العراق ولبنان والسكان الشيعة في سوريا وأين يحدث التجنيد. تستند خرائط هذه المواقع إلى مصادر متعددة ، بما في ذلك الخرائط التاريخية وخرائط الحكومة الأمريكية والتقارير العربية والإنجليزية والمقابلات والرحلات الشخصية إلى المنطقة.
تتداخل العديد من المجتمعات ويمكن أن تكون متنوعة تمامًا. نتيجةً لذلك ، تم تصميم الخرائط لإعطاء نظرة عامة على أماكن تجمعات الشيعة المهمة ومناطق التأثير ونقاط الاهتمام، لا تحتوي بعض البلدات المعينة على أغلبية من السكان الشيعة أو مختلطة أكثر، لكن سكانها الشيعة مع ذلك يتمتعون بتأثير كبير أو يعتبرون البلدات ذات أهمية خاصة.. يتم تضمين ما يلي أيضا:
غالبًا ما توصف هذه المواقع الخاصة بأنها "مزارات"، وعادة ما تكون أماكن للعبادة والتبجيل للمسلمين الشيعة، لكن بالنسبة لعدد من الميليشيات الشيعية، تشكل مزاعم الدفاع عن هذه المواقع جوهر أنشطتهم المسلحة.
في سوريا، تم استخدام "الدفاع عن السيدة زينب" - الذي يعود إلى المسجد والمزار جنوب دمشق - كقضية للجماهير الشيعية ذات التوجه الإيراني ابتداءً من عام 2012.
في العراق، صور من تفجير مرقد العسكري في عام 2006، في سامراء استخدمت لحشد المقاتلين الشيعة في صفوف العديد من الميليشيات، يتم تمييز هذه المساجد والأضرحة والمواقع المشابهة على الخرائط.
الأماكن المقدسة دمرت في الصراع، بعض المواقع الدينية الشيعية التي تظهر على الخرائط كانت مستهدفة عمدا من قبل الجهاديين السنة أو دمرت خلال المعارك.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
