اعلان

محمود حافظ يكتب: المتنمرون فى الأرض

كتب :

التنمر "Bullying" لمن لا يعرف معناه هو شكل من أشكال الإساءه والإيذاء موجه من قبل فرد نحو فرد اخر ، وليس شرطاً أن يكون بين الأطفال فقط ،فالتنمر أصبح موجود بشراسة و بصور مختلفة و تحت العديد من المسميات مثل "الألش و السخرية والتحفيل..إلخ".

و التنمر قد لا يكون إعتداءاً وتحرشاً جسدياً بالشكل المعروف الضرب والعنف والصفع والطعن وغيرها من طرق الإيذاء البدني فقط،بل له أشكاله العنيفة مثل التحرش اللفظى او الإعتداء اللفظى كالإغاظه والسخرية والاستفزاز والتعليقات غير اللائقة والتهديد، وعادة ما يتبع المتنمر طرق الترهيب والتخويف والتهديد، بالإضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص المتنمر به ،ومن أصعب أشكال التمرد هو ذلك الذى يتضمن تهديد الشخص بالعزل الاجتماعي عن طريق نشر الشائعات، ورفض الإختلاط معه ونقده من حيث الملبس والعرق واللون و الدين وغيرها من الأمور، إضافة إلى تهديد كل من يختلط معه أو يدعمه.

و الشخص المعنى بالتنمر لديه تقدير ذات متدنٍ، ولذلك فهو يحاول الشعور بالقوة من خلال إيذاء الآخرين أو الأضعف، فهو شخص فى الأصل مشوه نفسياً و فكرياً،و قد يعيش هذا الشخص فى اجواء أسرية أو مادية أو اجتماعية صعبه أو يتأثر بالإعلام ،أو قد يعاني من أمراض نفسيه و عضوية ما أو نقص ما في الشكل الخارجي، أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها مثل الإضطربات النفسيه والإكتئاب و نقص فى تقدير الذات او صفات عدوانية، والتى كانت بدورها مسببه لتحوله إلى شخص متنمر.

و ينعكس التنمر على الأشخاص المتعرضين له بشكل سلبى و يؤدى الى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى البعيد كالإكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق،و انسحاب الفرد من الأنشطة و المناسبات الإجتماعية في العائلة أو المدرسة،حتى يصبح إنساناً صامتاً ومنعزلاً، ومن أثار التنمر أيضاً إضطرابات فى النوم و التحصيل الدراسى،وقد يوصل التنمر ضحيته إلى الانتحار، حيث أثبتت الدراسات أن ضحايا الانتحار بسبب التنمر في ازدياد مستمر وخاصة بعد دخول التنمر الإلكتروني إلى الصورة،أما أخطر الأثار السلبية للتنمر على الإطلاق هو أن يلجأ المتنمر به للسلوك العدواني نتيجة للتنمر، و يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر جديد و إنسان أخر عنيف.

ان سلاح الردع من أهم الأسلحة التى خلقها المولى عز وجل ،فطبيعة الإنسان تميل الى التمرد كثيراً ،ولهذا خلق الله "العقاب"،بل وحرص على تذكيرنا به كثيراً وتخويفنا منه حتى تستقيم النفس البشرية، وبناءاً عليه يجب على الشخص الذى يتعرض لأحد أشكال التنمر أن يعلم أن ليس كل الناس أسوياء مثله فيتعامل مع الجميع بنمط واحد،بل عليه أن لا يخلط بين حُسن التربيه والأدب وبين استخدامه لسلاح الردع لوضع حد للإهانات التى يتعرض لها من الشخص المتنمر، ويجب أن يتمتع بشخصية قوية تمكنه من ايقاف ذلك الشخص عند حده ويقتل التنمر فى مهده حتى لا يتمادى المتنمر أكثر ويحدث ما لايحمد عقباه.

إن وجود منظومة متكاملة من الوعى يساهم في تعزيز قدرة المجتمع على مواجهة التنمر، وعلينا أن نفرق بين المرح مع بعضنا والاستهزاء ببعضنا،وأن نضع حداً لما نسميه بـ"الألش" و"التحفيل" السائد على مواقع التواصل الإجتماعى فهما آفة المجتمعات العربية حالياً،وعلى أولياء الأمور أن ينتبهوا جيداً لمراقبة سلوك أولادهم و التغيرات التى تطرأ عليهم وأن يضعوا فى أعتبارهم حالات أبنائهم المزاجيه والتقلبات و التغيرات المتجدده وهل هى للأفضل أم للأسوأ ؟!.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول و إيفرتون (0-2) في الدوري الإنجليزي الممتاز (لحظة بلحظة) | جوووول ثاني لــ إيفرتون