اعلان

شراء الأسهم بعد إدراجها.. بين الفرص والتحديات (تحليل)

كتب :

تحظى بعض الشركات الواعدة عادة بإقبال من المستثمرين على شراء أسهمها عند طرحها في البورصة، مما يدفعها إلى الارتفاع بقوة خلال الجلسات الأولى للتداول، لكن هل تعد هذه إشارة للإسراع في شراء الأسهم في يوم الاكتتاب؟ في الحقيقة يحتاج الأمر إلى التحلي بالصبر.

عندما طرح سهم شركة «سناب إنك» المالكة والمشغلة لتطبيق «سناب شات» في بورصة نيويورك أوائل مارس عام 2017، قفز بنسبة 48% عند مرحلة ما خلال أول جلسة تداول له، أي بزيادة قدرها نصف قيمة رأس المال المستثمر خلال ساعات من الشراء. صحيح أن سهم «سناب» قدم أداءً مميزًا خلال الجلسات الأولى، لكنه على المدى الطويل بعد ذلك شهد اضطرابات حادة للغاية وتراجعاً دون سعر الاكتتاب، وبات محل شك من المستثمرين وتحذير من المحللين (تعافى نسبيًا هذا العام)، بيد أن الأداء المبكر واللاحق كانا محكومين بالأساسيات.

اقرأ أيضاَ..الكهرباء: رفع الدعم التدريجي يراعي الفئات محدودة الدخل

ملعب المؤسسات الاستثمارية لا الأفراد :

– ربما كان من المغري شراء سهم «أوبر» عند طرحه للاكتتاب العام في العاشر من مايو، وعلى الرغم من ترقب الفرصة بفارغ الصبر فإن المستثمر الذكي كان ليكتفي بالنظر إلى المنافس الأبرز، وهي شركة «ليفت» ليعلم أنها فكرة قد تكون غير سديدة.

– في تلك الأثناء، كان يتم تداول سهم «ليفت» بأقل 25 في المئة من سعر الاكتتاب العام، بسبب مخاوف بشأن مقدار الأموال التي تخسرها، والمنافسة مع «أوبر»، والنتائج المخيبة للآمال في أول تقرير حول الأداء منذ طرح الأسهم في البورصة.

– يجب على المستثمرين العاديين التسلح بسلوك المراقبة والانتظار عندما يتعلق الأمر بالاكتتابات العامة الصاخبة وليس الإسراع للشراء خلال الأيام القليلة الأولى، بحسب ما يوصي به رائد الأعمال والمحاضر في معهد «زيل لوري» بجامعة ميشيغان جيم برايس.

– يقول برايس في إشارة إلى صناديق الاستثمار المشترك الكبيرة وصناديق التحوط القادرة على الشراء بسعر الاكتتاب: كن على الهامش، هذه الطروحات الأولية الساخنة للغاية عبارة عن لعبة بين المؤسسات الاستثمارية.

– عادة ما يتوجب على المستثمرين الأفراد الانتظار حتى يبدأ السهم في التداول قبل أن يتمكنوا من الشراء، وكثيرًا ما ينتهي بهم الأمر بدفع علاوة كبيرة على سعر الطرح لشراء حصتهم من السهم.

احذر تحركات المؤسسات:

– سعّرت شركة البرغر التي تتخذ من بلانت (فلوريدا) مقرًا لها، السهم عند الاكتتاب بـ25 دولارًا، لكنه استهل التداولات بتسجيله 46 دولارًا قبل ارتفاعه إلى 85 دولارًا بعد بضعة أيام، ثم تراجع إلى 68 دولارًا.

– يقول برايس: تريد المؤسسات الكبرى حصد الأموال خلال أيام قليلة من التداول، وهي تعي جيدًا اللحظة اللتي ستحرك عندها عمليات الشراء والبيع، وهو ما يعني أن المستثمرين الأفراد سيكونون في موضع سيئ للغاية.

– يشير برايس أيضًا إلى أن هناك سببًا آخر للتحلي بالصبر تجاه الطروحات العامة الأولية، حيث يمنع المستثمرون من البيع خلال الأشهر القليلة الأولى التي يتداول فيها السهم بسبب ما يعرف بـ «فترة الإغلاق».

– لكن بمجرد السماح لمؤسسي الشركات والمستثمرين المبكرين من أصحاب رأس المال المغامر، بالبيع، فإنهم قد يتخلصون من حصص كبيرة، مما يدفع السهم للهبوط، نظرًا لأن ذلك يزيد المعروض منه في السوق.

– في مثل هذه الحالة ينصح برايس المستثمرين الأفراد قائلًا: دع الغبار يهدأ، قد يستغرق الأمر ما بين شهرين إلى ستة أشهر، هذا منطقي، مع العلم أن هناك مشكلة شائعة تتعلق بالاكتتابات العامة، وهي أن تكون الشركات غير قادرة على تحقيق الربح بعد.

التركيز على الأرباح وليس المبيعات:

– العديد من الشركات الناشئة على استعداد لإنفاق الكثير من المال لكسب حصتها في السوق، وقد يساعدها ذلك في جذب المزيد من رأس المال المغامر، كما يدفع تقييمات السوق الخاصة بها الى الارتفاع.

– لكن المستثمرين في الأسواق يكونون أقل تسامحًا مع الخسائر الكبيرة، إنهم يسعون وراء الأرباح الفصلية القوية، وتمكنت شركات مثل «جوجل» و«فيسبوك» من فعل ذلك منذ الاكتتاب العام، لكن كيانات أخرى بارزة مثل «تويتر» و«سناب» لم تقدم الكثير.

– في النهاية، سيتم الحكم على نجاح اكتتابي «ليفت» و«أوبر» بناءً على أداء ما بعد الطرح، وكيف يمكن لهذه الشركات أن تحافظ على نموها في الوقت الذي تتحرك فيه نحو الربحية ووقف نزيف النقدية، بحسب أليكس كاستيلي الشريك الإداري في شركة الاستشارات والضرائب «كوهنرزنيك».

– بمعنى آخر، قد يتم طرح أسهم بعض الشركات في البورصة لجمع النقدية لكن ليس بالضرورة أن تحتاج هذه الأموال أو أن لديها بالفعل خطة طويلة الأجل قابلة للتطبيق، وهو ما يجب على المستثمرين النظر إليه بحذر شديد.

– تقول الرئيسة التنفيذية لـ «أركاديوم» للألعاب ووسائل الإعلام التفاعلية جيسيكا روفيلو، إن هناك مدرسة أعمال قديمة ترى أن الإيرادات حيلة زائفة للتفاخر والأرباح هي ما يقبله العقل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً