اعلان

"من الدار للنار".. قسوة الظروف تدفع الطفل فتحي 12 عاما للبس عباءة الرجال.. يعمل في المعمار والزراعة ببني سويف بعد عجز والده: نفسى فى معاش لأبويا وأنام نومة حلوة (صور)

الطفل فتحي

حرمت الظروف الأسرية الطفل "فتحي" 12 عامًا، ابن بني سويف، من الاستمتاع بطفولته، بعد أن توفيت والدته تاركة له شقيقته الصغرى "سما" ووالده الذى تملك منه المرض، ليتحمل المسئولية في سن صغيره، ودفعته تلك الظروف إلى تحمل المسؤولية وارتداء عباءة الرجال ليشاركهم فى عملهم بمهن المعمار والمهن الزراعية بالقرية والقرى المجاورة.

"أهل مصر" انتقل لمنزل "فتحي" بعزبة الديري، بقرية نعيم، مركز بني سويف، والتقت معه للتعرف على قصته، التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، وأشاد به النشطاء ومسئولو المنظمات الحقوقية والأهلية، والذي عرفنا بنفسه قائلا: اسمي "فتحى بدر فاضل" أبلغ من العمر 12 عامًا، والدي مريض، ولي أخوان "محمد" 6 سنوات و"سما" 3 سنوات.

وأضاف: توفيت أمي منذ عامين بعد صراع مع المرض اللعين في الدم، وبعد أن أنجبت أختي سما بثلاثة أيام، ومنذ ذلك الوقت تغير كل شيء، فقد مرض والدي إثر حادث أليم أثناء عمله في "المحارة" أدى إلى إجراء جراحة في القدم والظهر، وأجرى جراحة الزائدة الدودية والفتاق، وبعدها عجز عن العمل بالشكل الأمثل والإنفاق علينا.

اقرأ أيضا: "ياحلاوة الإيد الشغالة".. هداف دوري القسم الثالث عامل يومية بـ70 جنيه.. "عماد حماد" يساعد أسرته في النفقات من حصاد القمح بالبحيرة (صور)

وتابع: لم أتحمل آلام والدي، فقررت النزول لمجال العمل بجانب دراستي، بعد أن أصبحت مسئولا عن أسرة كاملة مكونة من "الأب والأخ والأخت الصغيرة"، فاشتغلت فى مهن المعمار المختلفة، كمساعد للبناء والمحار ونجار المسلح، وفي أوقات تعذر العمل بالمعمار، أعمل فى مهن الزراعة بالقرية فى حصد المحاصيل وغيرها من أعمال الزراعة المختلفة.

وعن تفاصيل يومه، قال "فتحي": أستيقظ من النوم مبكرًا للذهاب لمدرستي وأعود في الثانية عشرة ظهرًا لأبدل ملابسي وأبدأ يوم عملي سواء كعامل يومية في الحقول أو مساعد لمبيض محارة يحمل الرمل و"المونة" نظير مبلغ 35 جنيها في اليوم، مضيفًا: "أرجع البيت بعد المغرب معايا الفلوس وأديهم لأبويا يجيب لبن، أو يديهم لجدتى تجيب أكل وتطبخ لينا".

وتابع: "مهنة المعمار صعبة جدًا، وخلال العمل أحس بألم شديد فى ظهرى أثناء حملى شيكارة الرملة، وعندما أشعر بذلك التعب آخذ قسطا من الراحة ثوانى على درجات السلم لأعاود مرة أخرى العمل؛ حتى لا أتعرض للضرب من قبل الأسطى الذى أعمل معه"، مضيفًا: "نفسى أكون زى بقية زملائى.. نفسى أبطل شغل وتعب ضهر، ونفسى فى معاش ثابت لوالدى، ونفسى فى لبن أطفال لأختى، ونفسى أنام نومة حلوة، السرير بتاعنا متعب جدا"، فأنا أحلم باستكمال دراستي وأن أعيش طفولتي مثل بقية زملائي.

وقال "بدر فاضل حسن"، والد الطفل، إن زوجته توفيت منذ 3 سنوات، بعد أن ولدت طفلتهما الصغير "سما" بأيام قليلة، وتركت له الأطفال الثلاثة "فتحي ومحمد وسما"، مضيفا أنه كان يعمل "مبيض محارة"، ولكن تملك المرض منه، وأصبح غير قادر على العمل وتلبية احتياجات أبنائه، خاصة وأن بينهم طفلة رضيعة، وهو ما أجبره على الاستجابة لطلب ابنه بتحمل المسئولية والخروج للعمل لتوفير احتياجات إخوته، بعد أن وعده بعدم تأثر دراسته بعمله.

وطالب والد فتحي المستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، بتوفير معاش له يساعده على تلبية احتياجات ابنائه ووالدته المسنة، وتوفير علاج لابنته الصغيرة "سما" التى تعاني من صعوبة فى المشي والحركة رغم تجاوزها عامها الثالث.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً