اعلان

حرب باردة بين "التموين" والفلاحين بسبب جودة القمح.. الوزارة ترفض استلام كميات لعدم الالتزام بالمعايير.. فلاح: المكسب في "التبن".. ونقيب الزراعيين: الفلاح مظلوم وأسعار المبيدات في ازدياد

بدأ منذ أيام موسم حصاد القمح أو الذهب أو الأصفر كما يطلق عليه، وهو موسم كله خير على الفلاحين وعلى جميع المصريين، وله طقوس خاصة يفعلها الفلاحون لضم «الغلة» وتوريدها لوزارة التموين مقابل السعر الذي تحدده الوزارة.

هذا العام تسبب الجو غير المنتظم في إقبال ضعيف على توريد القمح من قبل الفلاحين، وهذا ما أكده وزير التموين الدكتور علي المصيلحي، قائلا إن جو الشتاء هذا العام مضطرب وغير مستقر ما يجعل الإقبال على توريد القمح في بادئ الأمر قليلا ولكنه سيزيد خلال الفترة المقبلة.

معركة أو حرب غير معلنة تدور بين وزارة التموين والفلاحين بداية من تحديد سعر أردب القمح وانتهاء بإعلان التموين عدم استلام القمح غير المطابق للمواصفات والمعايير، ما أصاب الفلاحون بتعجب من قرارات الوزارة خاصة أنهم يؤكدون أن سعر الوزارة التى حددته للأردب غير مناسب مع التكلفة في كثير من الأحيان نظرا لارتفاع أسعار المبيدات والحبوب.

وقد حددت الوزارة أسعار القمح هذا العام بـ685 جنيهًا لدرجة نقاوة 23.5، و670 جنيهًا لدرجة نقاوة 23، و655 جنيهًا لدرجة نقاوة 22.5.

ويقول سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن أسعار القمح ليست مربحة بالنسبة للفلاحين، ولكن هي سعر التكلفة، مؤكدا أن الفلاح يعاني من ارتفاع أسعار المبيدات والحبوب وهذا لا بد أن تفطن إليه وزارة التموين.

وأضاف خليفة، في تصريحاته لـ«أهل مصر»، أننا نستورد الأقماح أيضا بكثرة من الخارج، ولا بد من وضع سياسة زراعية للتوسع في زراعة القمح ودعم الفلاح وتقليل الاستيراد لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

الحاج سيد برغش، فلاح، يقول إن القمح ليست زراعة مربحة على الإطلاق وما يتحدث عنه الوزير بأن السعر مناسب هو في الحقيقة من وحي الخيال، وخاصة هذا العام إذ زادت الأسعار للضعف في كل شيء بدءا من تأجير الأرض وتكلفة الري والتقاوى والمبيدات وغير ذلك.

وأضاف برغش لـ«أهل مصر»، أن موسم الحصاد أيضا يكلف الفلاح الكثير نظرا لاحتياج الفلاح إلى عمالة تساعده، وأن السعر العادل للقمح أكثر من ذلك، مؤكدا أن الربح كله يكون في «التبن» حيث يبيعه الفلاح البعض لا يبيعه ويستغله كعلف للبهائم.

وبحساب إنتاجية الفدان من القمح، فإن فدان القمح ينتج في متوسط 20 أردبا مضروب في 685 جنيها للأردب، أي أن الفلاح يبيع الفدان بحوالي 13 ألفا و700 جنيه، وبحساب تكلفة الفدان في الزراعة فهذا ليس ربحا على الإطلاق إذ أن هذا ثمن التكلفة فقط، سواء من تقاوي أو عمال أو ري أو إنتاج.

وأشار الوزير إلى أن العام الماضي تسلمت الوزارة حوالي 3.3 مليون طن، مؤكدا أن الوزارة تستهدف هذا العام وصول كميات القمح الموردة إلى 3.7 مليون طن وأن هذا سيؤدي إلى الاكتفاء الذاتي للقمح.

وأكد الوزير أن سداد مستحقات المزارعين يتم خلال 48 ساعة، مضيفا أنه لم يكن أحد يتوقع وصول سعر أردب القمح إلى 685 جنيها للطن وأن العام الماضي كان أعلى سعر 675.

وأشار المصيلحي إلى أن سعر أردب القمح كان من المفترض أن يصل إلى 650 كحد أقصى، ولكن بسب الإرادة السياسية والرغبة في دعم الفلاح المصري وبسبب جودة القمح هذا العام وسعره العالمي فلذلك وصل التوريد إلى 685 جنيها للأردب.

تفاصيل خلط التموين القمح المحلي بالمستورد.. هل تظلم الوزارة المزارعين؟

وأضاف أن الوزارة رصدت 14 مليار كمخصصات للفلاحين ومن الممكن أن تزيد.

الوزارة أيضا حددت معايير استلام القمح من الفلاحين، وأهمها أن يكون خاليا من الشوائب وألا يمسه العفن وألا تكون درجة الرطوبة فيه عالية، لذلك ناشدت الوزارة الفلاحين بالالتزام بالمعايير المتفق عليها ورفضت عددا من الأطنان لأنها غير مطابقة للمواصفات.

ويقول أحمد كمال، المتحدث باسم وزارة التموين، إن الوزارة سترفض أي قمح مورد غير مطابق للمعايير وهذا لمصلحة المواطن البسيط، مطالبا الفلاحين بالتزام بالجودة المطلوبة وسيتم الاستلام في أي وقت ومحاسبة الفلاحين يالأسعار التى حددتها الوزارة.

المالية: المواطن شريك أصيل فى إعداد الموازنة العامة للدولة

وأضاف كمال لـ«أهل مصر»، أن هناك عددا من الفلاحين لا يلتزمون بالمعايير وبالتالى لا يصح أبدا استلام الأقماح منهم، مؤكد أنه حتى الآن موسم التوريد لم يصل ذروته نظرا لحالة الطقس المتقلبة وتأخر بعض الفلاحين في حصاد القمح.

المشروع القومي للصوامع.. بدأ منذ عام 2000 وتم الانتهاء من 40 صومعة

ومن أجل جودة التخزين حملت وزارة التموين على عاتقها مسئولية الحفاظ على الأقماح من التلف، وبدأت في تأهيل الصوامع والشون التى سيتم تخزين القمح فيها وهذا أمر متبع تقريبا منذ عام 2000 حين بدأ المشروع القومي للصوامع، ويشمل المشروع المشروع القومي لإنشاء الصوامع إنشاء 50 صومعة وتم الانتهاء من 40 منها للحفاظ على الأقماح، ووصلت الطاقة التخزيينية لمشروع الصوامع حتى الآن إلى 3 ملايين طن قمح، إضافة إلى تطبيق التكنولوجيا الحديثة بالصوامع، ومستهدف ان يصل التخزين فيها عام 2020 إلى 4.5 مليون طن.

المصريون يستهلكون 8 مليارات رغيف خبز شهريا.. ومتحدث التموين: هدفنا حماية المواطن البسيط

والمشروع القومي للصوامع يسير جنبا إلى جنب مع المشروع القومي لتطوير المطاحن، حيث وصل عدد المطاحن في مصر إلى 156 مطحنا تم تطويرهم في السنوات الخمس الأخيرة، والطحن اليومي للدقيق 96 ألف طن، حيث وصل عدد الاستهلاك اليومي للخبز المدعم 270 مليون رغيف، والاستهلاك الشهري 8 مليارات رغيف شهريا، ولذلك تم تجهيز الشون الترابية لحفظ الأغلال من التلف.

مظلومون على أعتاب "التموين".. والمسئولون في واد آخر

ومؤخرا اتجهت وزارة التموين إلى خلط القمح المستورد بالمحلي لسد العجز إلى حد ما مما يحمل الوزارة أعباء مالية إضافية حسب ما قالت أحد المصادر.

وأضافت المصادر لـ«أهل مصر»، أن هذا يصب في النهاية لمصلحة المواطن البسيط وتم التعاقد هذا العام على استيراد أقماح من أوكرانيا وروسيا وذلك قبل بدء توريد موسم القمح بوقت قليل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول و إيفرتون (0-1) في الدوري الإنجليزي الممتاز (لحظة بلحظة) | جوول أول لـ إيفرتون