اعلان

في ذكرى رحيله.. محمود عبد الشكور: أسامة أنور عكاشة هو نفسه أبو العلا البشري

أسامة أنور عكاشة
كتب : منى رجب

كشف الناقد محمود عبد الشكور، تفاصيل جديدة عن مسلسل أبو العلا البشري، للكاتب العظيم أسامة أنور عكاشة في ذكرى رحيله، التي تحل اليوم الموافق الثلاثاء 28 مايو، وذلك عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وكتب "عبد الشكور": "رحلة السيد أبو العلا البشرى" من كتابة أسامة أنور عكاشة ومن إخراج محمد فاضل نصّ بديع آخر يكاد يستوعب كل الأفكار التى شغلت السيناريست الأشهر، أبو العلا البشرى بأداء محمود مرسى العظيم يبدو فعلا مثل دون كيشوت مصرى معاصر، فارس فى زمن أصبحت فيه الفروسية خيالا قديما، وأصبحت فيه "طيبة القلب بتتعيب" كما فى أغنية أنغام، دون كيشوت في الرواية الأصلية لثيربانتيس لم يكن ينقصه النبل، ولكنه لم يكن مدركا لواقع زمنه، ولا للتغييرات التي حدثت فيه، ولا لضعف قدراته الفردية المحدودة أمام تغير الأحوال والأخلاق، فطن أسامة أنور عكاشة الى هذا المعنى، فاستلهم الشخصية المثالية التي تحلم بعالم أفضل، ووضعها فى قلب الواقع المصرى، الذى يجيد أسامة رصد تحولاته بصورة لا تبارى".

اقرأ أيضا..ذكرى رحيله.. كيف تجرأ أسامة أنور عكاشة على أحد صحابة رسول الله

وتابع أن أسامة أنور عكاشة: "انتهز الفرصة لتشريح مأساة الطبقة الوسطى، التى تحلم بالثراء في ظل الانفتاح، وفى عصر الهبش والفهلوة، وفى مقابل ذلك تتخلى عن مبادئها وأخلاقها غير المناسبة للعصر، المسلسل يعرّى هذه المحاولات المستمرة من خلال أبو العلا ورحلته لإصلاح العائلة التى أحبها، ولكن عكاشة المدهش يطور الفكرة، ويأخذها إلى آفاق آخرى، أبو العلا يبدو فعلا وكأنه يحارب طواحين الهواء، وكأنه غريب عن زمنه وعصره مثل دون كيشوت، ولكن المشكلة لم تكن فى فروسيته، ولا فى أنه تعثر وضحكوا عليه، المشكلة فى أن مقاومة هذا الخطأ الجماعى، يتطلب أكثر من فارس، وليس أبو العلا وحده، الخطأ وجد عصابات وشبكات تدافع عنه وتبرره، ولذلك لن يهزمه أبو العلا وحده، لابد أن يصنع الفرسان والحالمون عصابتهم، لابد أن يدركوا الطريقة التى تغير بها الواقع لكى يقاوموا الخطأ، ولابد أن يتضامنوا معا، هذا هو درس الرحلة، وهذا هو درس أستاذ التاريخ ( صبرى عبد المنعم في دور قصير جدا ولكنه من أهم أدوار المسلسل ) الذى كان يظهر للبشرى ساخرا منه، لا يمكن لفارس واحد أن يغير، من حقه بل من واجبه أن يعترض على الخطأ، وأن يبذل ما يستطيع للتغيير، ولكن النتيجة مرتبطة بتضامن الآخرين معه، وهذا المعنى نفسه ستجده مجسدا أيضا فى نهاية " الراية البيضا" عندما يقف أعداء القبح معا أمام البلدوزر، مشروع أسامة أنور عكاشة الدرامى يدور تقريبا حول هذه الفكرة : اختبار القيم الحقيقي في الواقع وليس فى الخيال، كل فرد مسؤول ، ولكن التغيير لن يتم إلا بوعى جماعى".

وأضاف أن: "أسامة أنور عكاشة هو نفسه أبو العلا البشرى الذى يبحث فى كل عمل درامى عن سبب الخلل الذي أصاب القيم فى الواقع، لا يكتفى بالبحث والوصف، ولكنه يبحث عن وسائل التغيير، أداء ممتاز من جميع الممثلين ، الكبار مرسى وكريمة مختار والواعدين وقتها مثل صابرين، وتوظيف ممتاز للأغنيات، ألحان عمار الشريعى وتأليف عبد الرحمن الأبنودى، أما مقدمة الحلقات ونهايتها فهى قصة لوحدها، فقد أدرك الأبنودى تماما مغزى الحكاية، وكيف اكتشف عكاشة مأزق دون كيشوت الفردى، لا يدينه بل يوجه التحية لمحاولته باعتباره من أولئك الذين يعيشون للبشر، ومن الذين يحلمون للآخرين ، حتى لو رفض الآخرون أن يحلموا معهم، كتب الأبنودى الفكرة فى صورة أشعار لا تنسى، محورها أن الإصلاح لا يمكن أن يكون فرديا فقط ، جوهر الحكاية فى أن الجماعة تتفرج ولا تشارك، فى أنها تتفرج على فروسية ابو العلا، بل وقد تسخر منها".

واختتم قائلاً: "معنى المسلسل العظيم كله فى هذه الكلمات :" كل اللى عايشين للبشر من حقهم..يقفوا و يكمّلوا..يمشوا و يتكعبلوا..ويتوهوا أو يوصلوا..واذا كنا مش قادرين نكون زيهم..نتأمل الأحوال .. و نوزن الأفعال..يمكن اذا صدقنا نمشي فى صفهم" ساعتها فقط لن تكون رحلة دون كيشيوت ولا أبو العلا البشرى حربا خيالية ضد طواحين الهواء، ولن تكون أبدا مثيرة للسخرية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً