أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة خلال كلمته اليوم بمؤتمر جودة التعليم، أن الإسلام أعلى من شأن العلم والعلماء على اختلاف تخصصاتهم ، وأن قيمة العلم إنما تشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم أو شئون دنياهم , ولذا نرى أن قول الله (عز وجل) : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية , حيث يقول سبحانه : ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ” , ويقول سبحانه : ” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” .
وأضاف جمعة، أن المراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم ، وشئون دنياهم ، في العلوم الشرعية أو العربية , أو علم الطب , أو الصيدلة , أو الفيزياء , أو الكيمياء , أو الفلك , أو الهندسة , أو الميكانيكا أو الطاقة , وسائر العلوم والمعارف , وأرى أن قوله تعالى : “هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” , وقوله تعالى : “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” , أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقتصره على علم الشريعة وحده , فالأمر متسع لكل علم نافع ، ومما لا شك فيه أننا في حاجة إلى جميع العلوم التي نعمر بها دنيانا حاجتنا إلى العلوم التي يستقيم بها أمر ديننا ، ونخلصه بها من أباطيل وضلالات الجماعات الضالة المارقة .
وأوضح، أن الإتقان الشامل منهج أصيل في الإسلام ، يقول الحق سبحانه : “ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ” ، ويقول سبحانه : ” فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ” ، يقول أهل العلم العمل الصالح يشترط فيه شرطان الإخلاص والإتقان ، ويقول الحق سبحانه : ” إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ” ، ويقول سبحانه : “ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ” ، ويقول سبحانه : “ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ” ، ويقول سبحانه : ” وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” ، والحديث هنا عن الإتقان الشامل والجودة الشاملة .
وأكد الوزير، أن العدو الأول للجودة في كل شيء فهو الغش ، ولذا حرم الإسلام الغش بكل صوره وأشكاله ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “من غشنا فليس منا” ، وفي رواية “من غش أمتي فليس منا” ، وفي رواية “من غش فليس منا” ، فكل من يساعد على الغش مسهم في تدمير جودة التعليم بل في تدمير وطنه ، كما أن العمل الذي يبنى على الغش كالبناية التي تبنى على غير أساس ، فسرعان ما تنهار على رءوس من فيها .