اعلان

مستحضرات التشويه بالغربية.. "نابالم" القضاء على خلايا الجسم.. الطباشير والرصاص والبوطاس والفورمالين أبرز مواد التصنيع.. إحدى الضحايا: زوجي طلقني لما رآني صلعاء.. ونقابة الصيادلة تؤكد: ليس من اختصاصنا

مستحضرات التشويه

تحرص غالبية السيدات على وضع مساحيق الوجه أو مستحضرات التجميل، إلا أن الكثيرات منهن يُقبلن على شراء هذه المساحيق من أماكن غير مرخصة، مثل: محلات ومصانع بير السلم والتسويق الإلكترونى؛ بسبب الثمن الزهيد الذي تباع به تلك المستحضرات المغشوشة، والتي تأتي في مقدمتها حبوب التخسيس وغسول الوجه وأعشاب النحافة، الأمر الذي يؤدي لإصابتهن بأمراض جلدية وعضوية بالغة الضرر. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد: ما هي المواد التي تُصنَع منها هذه المستحضرات المغشوشة؟

"أهل مصر" أجرت مغامرة داخل أحد أسواق مستحضرات التجميل المغشوشة بمحافظة الغربية؛ لمعرفة الأنواع والأشكال المختلفة منها، وكيف يتم تصنيعها، كما التقت بعض الضحايا اللاتي أُصِبْنَ بأمراض خطيرة، وغير ذلك من التفاصيل والأسئلة التي نجيبها في السطور التالية.

طباشير ومواد تسبب السرطان

في البداية يقول أحد أصحاب مخازن المكياج غير المرخصة (رفض ذكر اسمه) إن هناك الكثير من صفحات وجروبات الفيسبوك التى تروج لمنتجات تجميل مغشوشة على أنها عالمية، ولا يتخطى سعرها المعروض 10% من الثمن الأصلي، وتقوم بإنتاج هذه المستحضرات المغشوشة مصانع غير مرخصة، تستعمل أسوأ المواد والمكونات، وعلى سبيل المثال هناك "كريم الأساس"، الذى يُعَدُّ من أكثر المواد المستخدمة وأغلاها ثمنًا، وهذا يُصنع من نشا أو دقيق وكاكاو خام وزيوت عطرية. وهذه المكونات تُخلط بمادة "الدرما" إحدى المواد الكيميائية التى تترسب فى المسام، وتجرى فى الدم، وتسبب سرطانات الجلد على المدى الطويل.

وأضاف أن "الروج" المغشوش يتم تصنيعه من: زيت عطر، وملمع شفاه، وشمع العسل، وتُخلط هذه المكونات، ويتم تسخينها، ثم تُعبأ بعد إضافة الألوان الصناعية إليها حسب درجات اللون. أما "المانيكير" فيُصنع من فازلين وطباشير ولون وغراء، و"الإيشادور" يُصنع من بودرة ومسحوق نشا وزبدة كاكاو، وإضافة اللون حسب الدرجة المطلوبة. وشدد على أن الكحل هو أخطر تلك المواد بعد كريم الأساس، حيث يدخل فى صناعته خام الرصاص، المعروفة أضراره عالميًّا.

العبوات تُجمع من نابشي القمامة

وأوضح أنه بالنسبة للعبوات التي تعبأ فيها مستحضرات التجميل المغشوشة، فيتم جمعها من نابشي القمامة، ويُعاد تنظيفها وتعبأ، ويوضع فوقها ملصق باسم أي ماركة تجميل عالمية أو مستحضر من إنتاج كبرى الشركات المعتمدة. كما تقوم بعض المصانع غير المرخصة بإحضار كيميائيين وصيادلة للعمل بها بعيدًا عن أعين الرقابة ووزارة الصحة.

المنتجات الأصلية الرخيصة

أما بالنسبة لبعض المنتجات الأصلية المبيعة بأسعار رخيصة، فأكد أنها إما مهربة من بعض الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج وليبيا، وإما أنها مهربة من مصانع بالصين تحت مسمى "هاى كوبى"، وهى ليست أفضل حال من مصانع بير السلم بمصر.

تفاصيل مرعبة ترويها إحدى الضحايا

تقول «أمنية الحايس»، إحدى ضحايا المستحضرات المغشوشة: «دائمًا ما كنت أبحث عن مستحضرات تجميل من كريمات ومكياجات وماسكات على الإنترنت وفي جروبات الفيسبوك، حيث تعرضها المحلات الصغيرة والسيدات والشركات بأسعار رخيصة. ففى المحال والشركات الكبيرة يتراوح سعر كريم الوجه بين 70 و100 جنيه. أما على الإنترنت فأجد نفس المنتج والماركة والحجم، ولا يتجاوز الثمن 20 جنيهًا، وينطبق ذلك على كريمات الشعر والكرياتين والبروتين، ومن هنا بدأت مشكلتى».

وتضيف «الحايس»: «بعد الزواج أردت أن أفرد شعرى بالكرياتين، وبحثت كثيرًا فى عدد من الكوافيرات، إلا أن التكلفة كانت باهظة تتخطى الـ3 آلاف جنيه، حتى ظهر أمامى من العدم إعلان عن أحد مخازن مستحضرات التجميل، يعرض نوعًا من الكرياتين، يباع بالجرام، أى أنني لن أدفع أكثر من 500 جنيه، وعلى الفور طلبت شراءه ومعه كريم هدية "نخاع أنثى الجمل"، وعلى الفور ذهبت لإحدى السيدات التى وضعته على شعرى، وبعده بساعة واحدة شعرت بنار تسرى بفروة رأسى، وبدأ شعري يتساقط. والكارثة الكبرى عندما ذهبت إلى الطبيب، حيث أخبرنى أن ما تم وضعه على شعرى ليس إلا مادة كاوية "بوطاس" ممزوجًا بفورمالين».

وتابعت: «لا أزال أعانى منذ أكثر من عام ونصف من حروق بفروة رأسي، فبعد أن كان شعري كثيفًا، أصبحت "صلعاء" كالرجل، وهو ما أفسد زواجى، وجعل زوجي يتركني؛ لخوفه مني ومن مظهري. فأنا عروس لم أكمل عامى الثاني، لكني هدمت حياتى، وتدهورت حالتي الصحية بسبب معدومي الضمير».

«الصيادلة»: ليس من اختصاصنا!

أكد الدكتور هانى دنيا، نقيب الصيادلة بمحافظة الغربية، أنهم لا يستطيعون السيطرة على محلات مستحضرات التجميل المغشوشة؛ لأنها ليست من اختصاص نقابة الصيادلة، ولكنها من اختصاص العلاج الحر؛ فهي تُعامل معامل مراكز التجميل والتخسيس، معقبًا «إلا أننا نحاول مساعدتهم فى تحجيم تلك الظاهرة، بحيث نشن عددًا من الحملات على تلك الأماكن والصيدليات، إلى جانب حملات التوعية، لكن السيدات المصريات البسيطات فى العادة يبحثن عن الأرخص، وهو ما يسبب كوارث صحية لهن».

70% من المتضررات فتيات

وأشار «دنيا» إلى أن أكثر من 70% من المتضررات من مستحضرات التجميل المغشوشة هن الفتيات الصغيرات، واللاتي يعتبرن المكياج شريكًا أساسيًّا في حياتهن اليومية، كما غزت فيديوهات المكياج صفحات التواصل الاجتماعي، والتي تسوق للماركات العالمية، وعند البحث عنها، تُصدَم بأسعارها، فتلجأ إلى الأقل سعرًا وجودة، وهنا تسقط فى فخ المرض. واختتم «لذلك نناشد الفنانين والفنانات والأهل بنصح هؤلاء الفتيات لإنقاذهن من تلك الكوارث».

نقلا عن العدد الرورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً