اعلان

"الترمس" فيه سم قاتل.. الأفراح بأسيوط تتحول إلى مآتم بسبب "المَزة" (فيديو وصور)

بدأت القصة بدعوة الأهالي بأحد الأفراح بقرية السرقنا بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، ليجلس الجميع داخل سرادق الفرح في جو من البهجة والسعادة وتبادل التهاني فيما بينهم، وتقديم الواجب على كل ترابيزه للحضور من أطباق تحتوي على أنواع من "المَزه" والتي تتكون من "ترمس، وخيار، وفشار، وبليلة"، استعدادًا للدخول لتناول وجبة اللحمة والخضار، وبعد فتره وجيزه يتفاجىء أصحاب الفرح بتعرض جميع الحاضرين للقىء المستمر لتظهر أعراض التسمم الغذائي، وينتقل 199 شخص لمستشفى ديروط المركزي، وتتضح المؤشرات الأولية "تسمم غذائي والسبب ترمس".

تفتح "أهل مصر"، ملف "الترمس" فيه سم قاتل.. لماذا يحرص أبناء أسيوط على تقديمه للمدعوين في أفراحهم؟

في البداية؛ يقول محمد حسين، يعمل بتجهيز سرادق جميع أفراح القرى أو المدينة، يقدم "الترمس" للحاضرين أو المعازيم للتسالي ومعه البليلة والفشار، واللب والفول السوداني، وبعض أطباق الفاكهة وبعض شرائح الخيار، ولكن كل هذا يتوقف على التجهيز جيدًا والنظافة فليس حادثه تسمم 199 بسبب الترمس معنى ذلك المشكلة فى الترمس لا المشكلة فى السلوك الخاطىء في تجهيز الترمس بطريقة غير نظيفة عند غسله بالترعة أو بمياه ملوثة، مما أدى إلى تلك الحادثة، وهذا ممكن يحدث مع أي مأكولات يتم تجهيزها بطريقة خاطئة كاللحوم والخضار "الطبيخ"، إذا ظل فترات طويلة بحرارة الجو يتلف ويتعرض للفساد والمصيبة بعض الناس لا تعرف ولا تفهم ببعض القرى تقوم بتقديمه مره أخرى للمهنئين. 

الترمس من مظاهر الاحتفال

وعلقت فاطمة على ربة منزل، "الترمس" من الأشياء المحببة في "الحناء"، ونقوم بتجهيزه داخل المنزل بكميات كبيرة بأسلوب صحي سليم لتقديمه للمعازيم مع بعض الاشياء الاخرى لوازم اليوم، وليس هذه عادة موروثة وإنما جميع الافراح تتناقل عن بعضها كل مظاهر الاحتفال بجميع أشكالها ويتسابقون في إظهار وتقديم كل الاشياء التى تنال أعجاب المهنئين سواء مأكولات أو التدخين بأنواعه، وتأتى ليلة الحنة حيث تبدأ والدة العروسة بإعداد صينية كبيرة تحط فيها الحنة، ويمشوا بيها شوية ذهابًا وعودة مع التصفيق والغناء، ومن الصبح بدري يتجمّع فى بيت العروسة كل أصدقائها وقريباتها وجاراتها، ويبدأن فى تجهيز العروسة ليوم زفافها المشهود والمنتظر وفى جو من المرح والفرحة.

وأضاف "سيد علي"، "الترمس" ليس وجبة أساسية بالحناء أو الفرح وإنما من الأشياء المحببة "المَزه"، فعند مشاهدتنا لمباراة كرة قدم هامة أو فيلم مثير بنضع بجوارنا أشياء خفيفة لتناولها منها الترمس أو اللب أو الفول السودانى أو الفشار، ومن هنا بدأت فكرة تقديمه في الافراح فى أسيوط، ويمتاز الريف بوجود مزمار بلدي، ورقص الخيول، وبالطبع إطلاق الأعيرة النارية، ومع لعب الحطب، وتقديم عروض مبهرة وفى اليوم التالى للحنة وهو يوم الزفاف، تشتهر القرى بتقديم واجب الغداء، ويتم دعوة الأقارب والأهل بداية من الظهر، ويتم دبح أو شراء اللحمة لإطعام الأهالى، بخلاف الحضر فيكون وقت تنسيق وإعداد الفرح، داخل إحدى القاعات أو النوادى العامة.

وأشار "محمد عبد المجيد"، أحد الشباب، "حفل الزفاف يبدأ التجهيز له قبلها بكام يوم، خصوصًا لو فى الشارع، بيتفق العريس ووالده مع الفراشة، اللى بتيجى تفرش حاجتها من ليلة الحنة أو يوم الفرح الصبح، مسرح الفرح بيكون فى الواجهة، والأنوار ملهاش حصر ولا عدد، وطبعا الترابيزات، وقبل كل ده لازم يتفق مع اللى هيوفر الكيف، البيرة والمَزّة، والبانجو والحشيش والذى منه، لزوم تحية الحاضرين فى الفرح من المعلمين الكبار، أو أصدقاء العريس، اللى بيروح هوه كمان للحلاق عشان يحلق له حلقة الفرح، خصوصا إنه بيكون سايب ذقنه لشهور قبل الفرح، علشان يبان بصورة مختلفة فى اليوم ده، وطبعا دلوقتى فى الماسكات اللى بيعملها العريس هوه كمان".

ومن الجدير بالذكر، أن قرية السرقنا بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، تعرضت لكارثة داخل فرح ليتحول لجنازة بعد تناولهم وجبة فاسدة منها "الترمس" ليتعرض 199 شخص للتسمم وتعرض طفلة للوفاة يعانون من الإجهاد ومغص وإسهال إثر تناولهم وجبة فاسدة في أحد الأفراح، وتم الكشف على باقي الحالات و تلقيهم الإسعافات الأولية.

وعلى الفور انتقل اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، إلى المستشفى لتفقد حالة المصابين والاطمئنان على تقديم كافة الرعاية الصحية لهم، مؤكدًا أنه تم رفع حالة الطوارئ بالمستشفى والتأهب التام لاستقبال أية حالات أخرى مصدرًا توجيهاته بمعرفة المتسبب، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ذلك الأمر، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تدخر جهدًا في الوقوف بجوار أبنائها وتقديم كافة المساعدات الطبية المتاحة والممكنة لحين استقرار حالة المصابين الصحية.

وأوضح الدكتور محمد المصطفى، مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة، أنه تم أخذ عينات من المصابين والطعام وإرسالها للمعامل لتحليلها، لافتًا إلى إنه تم متابعة جميع الحالات واعطائهم الأدوية والعلاج اللازم حتى تماثلوا للشفاء وبعد الملاحظة والمتابعة تم خروج 167 حالة وما زالت 31 حالة تحت المتابعة والرعاية للتأكد من سلامتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً