اعلان
اعلان

صحة المصريين في خطر.. عضو مجلس "الأطباء" يحكي عن "ربع قرن" بين المرضى: كنت بشتغل 24 ساعة دون دورة مياه

على الرغم من أن الدولة حاولت بطرق عديدة تقديم خدمات طبية مميزة للمرضى ممثلة في مبادرات صحية لمواجهة الأمراض، إلا أن أساس المنظومة الصحية «الطبيب» يعاني من مشكلات عديدة تجعله غير قادر على أداء عمله مما تسبب في نقص عدد الأطباء حتى خرجت الدولة بقرار جديد يتضمن بحث تخريج دفعات استثنائية لكليات الطب لسد العجز في المستشفيات.

قرار الحكومة وصفه الجميع بـ«الكارثة»، لذا قررت «أهل مصر» إلقاء نظرة أكثر عمقًا على المشكلات التي تتسبب في تقديم الأطباء استقالتهم وسفرهم لدول الخليج، لوجود تسهيلات كثيرة منها مقابل مادي مغري وتوفير الإمكانيات الطبية للتدريب والتعليم، فضلاً عن الهروب من الضغوطات النفسية، وتقديم الحلول الواجب تنفيذها لحل مشكلات القطاع الطبي في مصر.

بعد 25 سنة خدمة في المستشفيات.. «التوني» معاشه 1450 جنيها

كشف الدكتور سمير على توني، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، والأمين العام المساعد واستشاري الجراحة العامة، أن قرار الحكومة بتخريج دفعات استثنائية كان مسار أقوال وتعجب لدى الكثيرين لأنها مهنة خطيرة تتعامل مع الإنسان الذي لا يمكن تعويضه، فالمباني والسيارات والأشياء يمكن التجريب فيها وبالتالي يمكن تعويضها لأنها خسائر مادية ولكن أرواح البشر لا يمكن التجريب فيها لأن مهنة الطب لها خصوصياتها تحتاج دراسة دقيقة وتدريب شاق وتعليم مستمر ومتواصل ولا مجال لوجود دفعات استثنائية، ولابد أن يدرس الطبيب كل ما يخص علم الأمراض والأدوية والجسم البشري في ساعات وسنوات معينة.

وذكر «توني» في حديثه لـ«أهل مصر»، أن الحلول الأساسية للتغلب على مشكلة نقص الأطباء تكمن في تحسين ظروف العمل وما تشمله الجملة من رواتب متدنية، كما أن الطبيب عند تخرجه يحصل على حوالي 2000 جنيه راتب شهري، ويتم نقله بعيدًا عن محافظة المنشأ لمدة عامين كتكليف ومن ثم فترة النيابة أي «التخصص» في محافظة أخرى، وإذا سنحت الفرصة له بالتسجيل في جامعة معينة تكون بعيدة جدًا فيعيش طوال عمره مشتت ينتقل من مكان لآخر، فالبداية تكمن في أهمية أن تحل الدولة مشكلة استقرار الطبيب النفسي والبدني والسكني، فالمهم أن يكون الطبيب متواجد في محافظته مع أسرته وأولاده، فضلاً عن أهمية أن تطبق الدولة القانون رقم 14 الذي يُلزم أن تكون الدراسات العليا على نفقة جهة العمل، مشيرًا إلى أن الدراسات العليا لا تحمل استفادة للطبيب نفسه ولكنها تعود على صحة المريض.

اقرأ أيضًا..مستشفى الساحل التعليمي تودع صاحبة الابتسامة الدائمة.. "مارجريت نبيل حنا" قصة طبيبة أفنت حياتها داخل غرفة العمليات

وأضاف «توني» أن أفضل استثمار على الإطلاق في أي دولة يكون في مجالي الصحة والتعليم، فالشخص المريض يكون غير منتج، بالإضافة إلى أنه يكلف الدولة صرف أدوية ومبالغ مالية على العمليات الجراحية، وغيرها من سبل تقديم الرعاية الصحية، فالاستثمار في الصحة والتعليم هو الدافع لازدهار الدولة.

ونوه عضو مجلس نقابة الأطباء، خلال حديثه معبرًا عن مأساة الأطباء قائلًا: «أنا سويت معاش مبكر في سن الـ 57، ومعاشي الآن 1450 جنيهًا وكنت أحصل على راتب وصل لـ 4000 جنيه بعد 25 سنة عمل، وكانت النبطشية لمدة 24 ساعة والمستشفى اللي بشتغل فيها مفيهاش حمام وكنت بروح الجامع اللي جنبها.. فلك أن تتخيل الأمر بالنسبة للسيدة الطبيبة»، مشيرًا إلى أن مهنة الطب صعبة في مصر ويجب تحسين ظروف العمل لأنها من أهم المطالب الأساسية للأطباء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً