اعلان
اعلان

الأردن تفقد السيطرة في القدس و"أبو مازن" في مأزق.. مصدر فلسطيني يكشف "كارثة" بشأن صفقة القرن.. وصحيفة إسرائيلية: ماذا في جعبة "عباس"؟

كتب : سها صلاح

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017، نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل،بدأت الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية، للموافقة على "صفقة القرن"، وظهرت عوامل اشتعال الأزمة في الضفة الغربية جلياً، من خلال التصريحات التي صدرت من رئيس سلطة النقد الفلسطينية "عزام الشوا" أمس والتي أشارت إلى أن الوضع المالي الفلسطيني يقترب من الانهيار بعد تعليق المساعدات الأمريكية، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية تمر بنقطة حرجة، حيث تعجز الآن على دفع الرواتب الشهر المقبل، وهذا سيؤدي إلى غضب شعبي، تعبئة آلاف المسلحين المشاركين، وظهور الخلايا النائمة، ، وواقع ميداني متفجر، يفتح المواجهة على مصراعيها في الضفة الغربية بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام.

أزمة وقف المساعدات الأمريكية

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"عن الوضع الكارثي الذي تمر به السلطة الفلسطينة في الضفة الغربية، إضافة إلى انقطاع الدعم المالي الذي كانت تقدمه واشنطن لها، حيث جعل عشرات آلاف الموظفين الفلسطينيين لا يتسلمون رواتبهم كاملة منذ 3 أشهر، ما بدأ بخلق ضغط شعبي، ما قد يهيئ لخروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة.

اقرأ أيضاً.. لجنة فلسطين بالبرلمان العربي تؤكد على مركزية القضية للأمة العربية

واضافت الصحيفة أن الأمر الآخر الذي قد يفجر الأوضاع في الضفة، هو قيام "تل أبيب" باستغلال الضوء الأخضر الأمريكي بأحقية إسرائيل بضم الضفة الغربية، ما يعني مواجهة مفتوحة بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهو ما دفع بعض الجهات الإسرائيلية للتحذير من هذا الأمر.

واشارت الصحيفة أن في مقابل تلك المساعدات الأمريكية تقدم الأجهزة الأمنية الفلسطينية خدمة التنسيق الأمني لإسرائيل، وهو الذي من خلاله تنعم إسرائيل بالأمن، وكان له الفضل في إحباط عشرات العمليات المسلحة ضد إسرائيل،وذلك باعتراف قادة أمنيين في السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي على حد سواء.

كيف سترد السلطة الفلسطينية على وقف المساعدات الأمريكية؟

وتساءلت الصحيفة بعد وقف المساعدات الأمريكية هل تنهي السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل؟ قد يصعب الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، لكن الواضح الآن أن الجانبان يمارسان لعبة عض الأصابع، وقرار مثل هذا يعني قلب الطاولة على الجميع.

اقرأ أيضاً.. أحمد أبو الغيط: لن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.. والصندوق العربي أوشك على الإفلاس

فالسلطة الفلسطينية لن تقدم على هذه الخطوة،إلا في حالة استنفاد كل الخيارات المتاحة للصمود في وجه الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، لأنها إذا استخدمت هذا الأمر، فإن ذلك يعني انهيار الأوضاع الأمنية، وبالتالي العودة إلى ماقبل اندلاع انتفاضة الأقصى الأولى.

لكن السلطة الفلسطينية قد تقوم بالضغط على إسرائيل، من خلال السماح بتنفيذ بعض الهجمات المحدودة، لتذكير إسرائيل بالكارت الأخير الذي تملكه، وهو الأمن.

لكن في المقابل، قد لا تسمح إسرائيل بوصول الأمور إلى هذه المرحلة، فانهيار العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا يصب في مصلحة إسرائيل، لأن خطورة جبهة الضفة الغربية على إسرائيل تأتي لأنها بها الكثير من الأزمات مع الفلسطينين وفي حال اندلاع هجمات فلسطينية جديدة، يعني أن المدن والمستوطنات الإسرائيلية في مرمى النيران.

اقرأ ايضاً.. كواليس جديدة بشأن "صفقة القرن".. باحث روسي: خطة البيت الأبيض تهدف إلى عملية تطهير عرقي للفلسطينيين.. ما الذي تدبر له أمريكا؟

هل ستشترك السلطة الفلسطينية في تمرير صفقة القرن بشكل غير مباشر؟

أكدت الصحيفة أن "الضفة الغربية" يمكن أن تشتعل بطريقة أخرى ووتمثل في أن كلاً من إسرائيل وأمريكا تدفع الأوضاع غلى حد الانهيار، عبر خطة مدروسة يتم تنفيذها بعيداً عن السلطة، وتهدف إلى إقناع المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية بأن لقمة عيشه مهددة، وأنه يجب عليه قبول "صفقة القرن" ،ما قد يمهد في النهاية إلى ضم أراضي الضفة إلى إسرائيل، وإغراقها بالأموال التي سيتم جمعها في مؤتمر البحرين، وهنا يظهر الريس الرئيس الفلسطيني بأنه لا يستطيع تحمل الضغط وأن الأمر أكبر منه.

وبالتزامن مع هذا الضغط يتعرض الأردن إلى ضغط أكبر، للموافقة على توطين اللاجئين الفلسطينيين، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لصالح الرياض.

ونوهت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس، منذ أشهر، ضغوطا على الأردن، للموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني في أراضيه، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لصالح نظام الحكم السعودي، أو على الأقل تقاسمها معه.

مشيرة إلى أن هذه الضغوط، التي تمارسها أيضا السعودية، مقترنة بتهديدات بفرض عقوبات اقتصادية في حال واصلت عمان الرفض، وإغراءات بمساعدات كبيرة في حال استجابت للطلب الأميركي السعودي.

ولفتت الصحيفة إلى أن كلا من امريكا والسعودية تستغلان التحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الأردن، والمتمثلة في دين يبلغ 40 مليار دولار.

وفي نفس السياق، قال مصدر فلسطيني في تصريحات لـ"أهل مصر" رفضت ذكر اسماءها إن السعودية أبلغت الأردن بأن شرطها لمواصلة الوفاء بالتزاماتها المالية، التي تقررت في مؤتمر الدول المانحة الذي نظم في لندن مؤخرا، ويتوقف على موافقته على تقاسم صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في القدس.

حيث تقدم امريكا سنويًا للأردن ملياراً ونصف المليار دولار، تحاول توظيف اعتماد السعودية على هذا الدعم وتطالبها بالموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الضغوط تأتي في إطار سعي إدارة ترامب إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

واشار إلى أن إدارة ترامب عرضت على الأردن 45 مليار دولار، بشرط الموافقة على توطين اللاجئين، وتقاسم صلاحيات الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس مع السعودية.

وأوضحت أن إدارة ترامب قدمت للنظام السعودي عرضاً مقابل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال الوعد بمنحه الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس بعد نزعها من الأردن.

وبالعودة إلى الصحيفة الإسرائيلية أوضحت أن تلك الضغوط التي تمارس على الأردن دفعته إلى تعزيز علاقته بتركيا والمغرب والسلطة الفلسطينية.

وحسب الصحيفة، فإن قرار حل الكنيست الإسرائيلي وإجراء انتخابات جديدة مثل أخبارا جيدة للأردن، على اعتبار أن هذا التطور يمنح نظام الحكم الملكي المزيد من الوقت لمحاولة التملص من الضغوط الأميركية، على اعتبار أن إدارة ترامب لا يمكن أن تطرح "صفقة القرن" قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

ماذا يعني الانفجار في الضفة الغربية؟

الضفة الغربية بعد الضغوط على الأردن والسلطة الفلسطينية مهيأة لأي انفجار بشكل كارثى في أي لحظة، وقد يتمكن الجيش الإسرائيلي، خلال عام 2018 فقط، من اعتقال 3 آلاف فلسطيني كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات مسلحة، كما ألقى القبض على 400 قطعة سلاح، ومصادرة 2 مليون شيكل معدة لتمويل هذه الهجمات.

اقرأ أيضاً.. وفد قطري في إسرائيل لتنفيذ "المخطط الصهيوني" في غزة.. الكهرباء مقابل التهدئة مع قبول بداية "صفقة القرن"

ويشير تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه المعدلات في ازدياد مع بداية 2019، فمنذ يناير حتى نهاية أبريل تم اعتقال أكثر من ألف فلسطيني، ومصادرة 270 قطعة سلاح.

كل ذلك، يتم بالرغم من القبضة الأمنية التي تفرضها كل من الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية بشكل مشترك، متمثلة بمراقبة الأشخاص الذين يمكن أن يقوموا بمثل هذه الأعمال، إضافة لمراقبة وإحكام السيطرة على القنوات التي يمكن من خلالها أن تصل الأموال إلى النشطاء الفلسطينيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً