اعلان

ملائكة مهددة بالانقراض.. أزمة نقص تضرب قطاع التمريض.. السمعة السيئة تلاحق العاملات بالقطاع ومطالبات بحملات لتجميل الصورة.. «الشيفت 12 ساعة والمرتب 1700 جنيه».. أصحاب المهنة يتحدثون عن أسباب العجز

التمريض في مصر

«ملائكة الرحمة».. وصف يُطلق على الممرضات لسمو دورهن وأهميته، هنَّ يسهرن على راحة المرضى، يقضين أوقاتهن، ليلاً ونهارًا، في سبيل راحتهم ونحو القضاء على معاناتهم، إلى حد وصل بالبعض إلى اعتبار أنَّ 80% من نجاح العمليات الجراحية يعود إلى الممرضة.

وتحدث عدد من العاملين في مهنة التمريض، عن المشكلات في القطاع الذي أدت إلى أزمة النقص، فأكدت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض، أن أولى المشكلات التى تسبب العجز في التمريض نقص الدعم المالي لوزارة الصحة والسكان، مشيرة إلى أنَّ النقابة تسعى لزيادته للقضاء على العجز خلال عامين.

وقالت «كوثر» إنَّ التمريض يقدِّم 60% من الخدمات الطبية والعلاجية في المستشفيات، مطالبةً بضرورة الاهتمام بالتمريض لما يمثله من قوة ضاربة في المنظومة الصحية، ودعمه من قبل وزارة المالية.

وعن مشكلات التمريض، أوضحت أماني فاروق، أخصائي الإدارة العلاجية، أن سبب عجز الممرضات يرجع لقلة الرواتب والذى يتراوح من 1700 جنيه للخريجة الجديدة، وطول ساعات العمل التى تصل إلى 12 ساعة، كما أنه لا يوجد اهتمام بهن في المستشفيات ولا حضانات لأطفالهن، فضلاً عن أن الوجبات جودتها وشكلها سيئ على الإطلاق من حيث جودة الأطعمة والعاملين على تحضيرها.

وأضافت: «شيفت النوبيتجية الليلية يصل إلى 18 ساعة، والجهاز المركزى والإدارة تلزمها بالتواجد الصبح حتى الساعة 2 الظهر».

وقالت: «أمور عديدة تؤدى لعجز التمريض في المستشفيات العامة، والتوجه للخاصة، أو والهروب من المهنة والانقطاع عن المهنة بشكل عام، وقدمنا حل من فترة بطلب علاوة تشجيعية بنسبة 100% لقسم الطوارئ، ولكن لاتوجد لائحة تنفيذية تلزم وزارة المالية بدفع العلاوة، ما أدَّى إلى دمجها مع مقابل النوبتجية والسهرة ولكن بقيمة 15 أو 20 جنيه، وانخفضت بذلك رواتب الممرضين».

وبسبب قضاء الكثير من الممرضات ساعات عملهم ليلاً في المستشفيات وعيادات الطوارئ، صاحبتهن وصمة عار بأنهم ذوات خلق سيئ، وعرضة للانحراف والخروج عن حدود الأدب رغم وصفهن بـ «ملائكة الرحمة»، فالمجتمع الذي يكرمهن في 15 مايو من كل عام، احتفالا باليوم العالمي للممرضة، حاملاً عنها صورة نمطية سلبية تعانى منها الممرضات في مصر.

وبشأن تغيير الصورة السيئة للممرضات، اقترحت «زينب» ممرضة أخرى في مستشفى حكومي إطلاق حملات موازية من قبل نقابة التمريض، ورئيس الإدارة المركزية المخصصة لها، لإظهار الجانب الإيجابي للممرضات حتى يعلم الجميع مدى التطور الذى تمر به المهنة، لاسيما بعد حصول الآلاف منهن على مؤهلات عُليا، ومحاضرات توعية لزيادة ثقتهم بأنفسهن حتى لا يشعرون بالدونية مع توفر الرعاية الكاملة والتأمين التام الذى يضمن حمايتهن وعدم تعرضهن للتحرش أو وقوعهم بمشكلات مثل ذلك، فضلا عن تطوير أساليب التعليم، والحديث عن مشكلاتهن بدل تنميطهن بالسوء.

أووضح موريد مكرم استشارى الجراحة العامة والأورام والمناظير، أن أزمة التمريض في مصر هي مشكلة كبيرة تواجه المنظومة الطبية، معربًا عن أسفه من عدم نظر المسئولين إليها بالأهمية و القدر الكافي، مما زاد الأمر ضررًا وباتت تساهم بقدر كبير في سوء المنظومة الطبية في مصر.

وقال: «في الماضي كان التمريض في مصر علي أكمل وجه من كل الجوانب و لكن لسوء الإدارة و التعليم و التدريب و عدم الاهتمام بالناحية الأخلاقية و الإنسانية لتلك المهنة السامية، أدى إلى تدهور و تقلص قطاع التمريض سواء الذكوري أو الإناثي و قل الإقبال عليه بسبب قلة المرتبات و التعسف الإداري في المنظومة الطبية الحكومية مما أدي إلي هروب التمريض المؤهل إلي المستشفيات الخاصة».

ويتراوح عدد مدارس التمريض في مصر بين 370 إلى 500 مدرسة تمريض منتشرة فى 11 محافظة (القاهرة، الجيزة، القليوبية، الغربية، البحيرة، الدقهلية، الفيوم، بني سويف، مطروح، كفرالشيخ، الإسكندرية)، وتأتي محافظة القاهرة في المقدمة من حيث تحتوي على 16 مدرسة تمريض، والباقي مقسم على باقي المحافظات.

وصرح الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مدارس التمريض غير تابعة لهم ولكنها تابعة لوزارة الصحة والسكان نظراً لحاجتهم للدراسة داخل المستشفيات ومهراتهم الأساسية تخص الصحة.

وأشار مجاهد لـ«أهل مصر» إلى أن وزارة التربية والتعليم تلبي طلب وزارة الصحة فى احتياجها لمدرسين تدرس المواد الثقافية والمقررات (اللغة العربية، اللغة الإنجليزية)، مضيفًا: لم يكن في استطاعتنا توفير مستشفيات لطلبة التمريض ولم يكن لدينا الخبرات التى تملكها وزارة الصحة.

وأوضح مجاهد أن تنسيق مدارس التمريض يحتاج إلى درجات عالية عن تنسيق الثانوية العامة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إحباط محاولة تهريب متهمين من محكمة مطروح.. ومصدر أمني: «كان معهم شركاء بالخارج»