اعلان

في أول أيام "مجموعة العشرين".. شجار بين "ماي وبوتين".. القضية الإيرانية حاضرة بقوة.. والأزمة الأمريكية الصينبة على طاولة المفاوضات

كتب : سها صلاح

تأتي أهمية "قمة مجموعة العشرين"، مع تحولها إلى منصة تجمع قادة أهم 20 دولة في العالم، من حيث القدرات الاقتصادية، ومع التداخل الفائق بين عالمَي الاقتصاد والسياسة، أصبحت المسائل السياسية حاضرة بقوة على طاولة مجموعة العشرين، في لقائها السنوي.. فما هي هذه المجموعة، ولماذا تأسست وكيف تعمل؟

مجموعة العشرين كيف تأسست؟

بعد الأزمة المالية الآسيوية، التي بدأت عام 1997 في تايلند، بعد انهيار عملة البات التايلندي توالت سقوط عملات دول شرق وجنوب شرقي آسيا، فتأسست "مجموعة العشرين" عام 1999، بهدف مناقشة سياسات اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد العالمي، من "مجموعة السبع" للدول الصناعية الكبرى.

تضم مجموعة العشرين 19 دولة، يضاف إليها الاتحاد الأوروبي، ممثلاً بالمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي، من القارة الأميركية، الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين، ومن القارة الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، ومن القارة الآسيوية، روسيا والصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وتركيا، ومن أفريقيا جمهورية جنوب أفريقيا، وأستراليا من القارة الأوقيانية.

يمثل مجموع اقتصادات هذه الدول حوالى 85 % من الناتج الإجمالي العالمي، وأكثر من 75 % من التجارة العالمية، وتمثل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم ونحو نصف مساحة اليابسة على الكرة الأرضية.

اقرأ أيضاً.. قمة العشرين.. ترامب: إذا تعرضنا للهجوم فاليابان ستتابع الأمر عبر تلفاز "سوني"

ويقسم أعضاء المجموعة، ما عدا الاتحاد الأوروبي، إلى خمس مجموعات، في كل منها أربع دول، سوى المجموعة الثالثة مؤلفة من ثلاث دول، تتبادل سنوياً وبشكل دوري رئاسة المنتدى.

وفيما تضم كل من المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة، دولاً من منطقة جغرافية واحدة، تتألف المجموعتان الأولى والثانية من دول مختلطة جغرافياً.

مجموعة العشرين تتكون من:

أستراليا

الهند

الأرجنتين

فرنسا

الصين

كندا

روسيا

البرازيل

ألمانيا

إندونيسيا

السعودية

جنوب أفريقيا

المكسيك

إيطاليا

اليابان

الولايات المتحدة

تركيا

بريطانيا

كوريا الجنوبية

اقرأ أيضاً.. ترامب: لقائي مع بوتين كان يشبه حفل "الأوسكار"

هل يختلف المشهد في قمة العشرين هذا العام؟

بدت الأجواء ودية، وقد ارتسمت الابتسامات على وجوه الزعماء خلال التقاط الصورة التقليدية،وتصافح الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ قبيل التقاط الصورة.

ومع توجه الزعماء إلى الجلسة الأولى، ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يهمس في أذن ترامب.

وركزت الجلسة الأولى للاجتماع على الاقتصاد الرقمي، وستكون المخاوف بشأن الخصوصية والأمان مدرجة على جدول الأعمال.

كلمة الرئيس الياباني في مجموعة العشرين:

وحث آبي الزعماء على توجيه رسالة قوية لدعم التجارة "الحرة والنزيهة وغير المقيدة"، معبّراً عن "قلق عميق" إزاء الوضع الحالي للتجارة العالمية.

أضاف "أرغب اليوم في أن أناقش مع الزعماء إجراءات لتعزيز قوة الدفع نحو إصلاح في منظمة التجارة العالمية".

وقال آبي لدى افتتاح الجلسة "حولت الرقمنة بشكلٍ سريع جوانب مختلفة في مجتمعنا واقتصادنا".

اقرأ أيضاً.. تصرف غريب من ترامب في قمة العشرين يكشف هيبة محمد بن سلمان وإذلال أردوغان

لقاء ترمب- بوتين

أشاد الرئيس ترامب بـ"علاقاته الجيدة جداً" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء بينهما عقد على هامش القمة.

وفي وقت تتواصل التحقيقات في الكونجرس الأميركي حول احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملة ترمب لانتخابات 2016 مع روسيا، مازح الرئيس الأميركي بوتين قائلاً "لا تدخل في الانتخابات رجاء".

من جهته، قال بوتين "مضى وقت طويل لم نلتق خلاله"، مشيراً إلى أن إدارتي البلدين "عملتا كثيراً" في هذه الأثناء.

وأعلن مستشار الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأميركي خلال اللقاء إلى زيارة روسيا في مايو 2020 في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ75 للانتصار في الحرب العالمية الثانية.

ومن بين اللقاءات الثنائية، سيكون لقاء ترامب السبت، مع نظيره الصيني "شي جينبينج" عبارة عن قمة داخل القمة، إذ تدور مواجهة بين بكين وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم،وتوقع ترامب أن يكون هذا اللقاء "بناء".

ماي تشاجرت مع بوتين

حثت رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" الرئيس بوتين على "الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد بريطانيا وحلفاءها"، خلال لقائهما على هامش القمة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية إنه خلافاً لذلك، "لن يكون هناك تطبيع للعلاقات الثنائية"،وهذا الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية.

تحذيرات الاتحاد الأوروبي

حذر زعماء الاتحاد الأوروبي، من الأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي جراء تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في مؤتمر صحافي إن العلاقات التجارية بين امريكا والصين "صعبة" وتسهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضاً.. قمة العشرين.. السيسي يشارك الجلسة الافتتاحية

قضية إيران حاضرة في قمة مجموعة العشرين

سبقت تلك مجموعة مواقف لعدد من القادة المشاركين، أبرزها للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ قال "لا داعي للعجلة" في ما يتعلق بمسألة حل التوترات بين امريكا وإيران والتي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري.

وصرح ترامب في أوساكا الساحلية في غرب اليابان "لدينا كثير من الوقت، لا داعي للعجلة، يمكنهم أخذ وقتهم، لا يوجد إطلاقاً أي ضغط"،في المقابل، حذرت إيران الرئيس الأميركي من الوقوع في "وهم الحرب القصيرة" عليها.

الصين مع السلام وروسيا مع بريطانيا

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس الصيني شي جينبينج، الجمعة، إن منطقة الخليج أصبحت الآن في وضع حساس للغاية و"تقف عند مفترق طرق الحرب والسلام".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقاء على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا بأن الصين تقف دائماً إلى جانب السلام وتعارض الحرب.

وكان بوتين توقع أن يسهم اجتماعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال قمة مجموعة العشرين في إصلاح العلاقات الثنائية بعد واقعة تسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية.

واعتبر أن الحادث مسألة بين وكالات الاستخبارات وينبغي أن لا يلحق الضرر بالعلاقات والمصالح الاقتصادية بين بريطانيا وروسيا.

وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، قال بوتين إنه يعتقد أن ماي قد تكون أكثر ميلاً لاتخاذ قرارات تنطوي على بعد نظر بشأن إصلاح العلاقات في ظل اقترابها من ترك منصبها.

أضاف "أعتقد أن روسيا والمملكة المتحدة تهتمان بإصلاح تام لعلاقاتنا. على الأقل أتمنى اتخاذ بعض الخطوات الأولية".

وتدهورت العلاقات الثنائية بين البلدين العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة عندما ألقت لندن باللوم على موسكو في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب في مدينة سالزبري الإنجليزية.

وتنفي موسكو تورطها في الحادث الذي تسبب في أكبر موجة طرد متبادل للدبلوماسيين بين البلدين منذ الحرب الباردة.

فهل ستتمكن قمة عام 2019، من إخماد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وبين هذه الأخيرة والاتحاد الأوروبي؟ الإجابة رهن اليومين المقبلين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً