اعلان

من "أوروجواي" إلى أوغندا.. الشناوي هو الأصل.. "أحسن جون في مصر"

محمد الشناوي حارس مرمى النادي الأهلي ومنتخب مصر

من قال أن "الفرصة تأتي مرة واحدة"!، ولكنها ستطرقك بابك دائمًا، طالما أنك تحاول ثم تحاول، هذا ما تربى عليه طفل محافظة كفر الشيخ، الذي وقف على ناصية حلمه وقاتل حتى تحول الحلم إلى حقيقة، قد لا يملك أرقام عصام الحضري، كما أنه ليس بموهبة أحمد الشناوي، ولكنه آمن أن لكل مجتهد نصيب.

هناك في شمال مصر، وبالتحديد في قرية الحامول، رُزق السيد محمد الشناوي، بولد فأسماه محمد نسبة إلى أبيه، وسرعان ما بدأ "حمادة" كما تحب أن تناديه جدته في الركض وليس المشي، فهو طفل صعب ترويضه، إلا أن والده فطن إلى أن الكرة هي السبيل لتفريغ طاقته.

بعد مولده (1988) بعامين كان المنتخب الأول على موعد في المشاركة بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وأثناء جلوس والده ووالدته لمشاهدة مباراة هولندا ومصر، قال السيد "يا رب يا محمد أشوفك زي شوبير"، إلا أن الفكرة لم ترق كثيرًا لوالدته التي أرادت ابنها دكتورًا:" كوره إيه إن شاء الله هيكون زي دكتور الوحدة".

الكل كان يخطط من جهته، ومرت الأيام ووجد السيد وزوجته أن محمد صاحب الـ12 يخرج من البيت في السابعة صباحًا ولا يعود إلى بعد آذان المغرب، فبعد المدرسة التي يحصل فيها على حصتين "ألعاب" في اليوم الواحد، يذهب إلى مركز شباب القرية، حيث إن لم يكن لاعبًا فهو مشاهدًا.

مدربه رأى فيه الطول الفارع (1.91) سنتيمتر، فتوقع له مركز رأس الحربة، ولكن محمد صاحب الـ10 سنوات، لم يكن يعرف غير حراسة المرمى والثلاث خشبات، فهو أعجب كثيرًا بحارس الأهلي عصام الحضري، الذي أطلق عليه "السد العالي".

رويدًا رويدًا شارك مع فريق الناشئين الذي خاض بطولة الجمهورية، ولكنه لم يقتع بـ مركز شباب الحامول، فأراد أن يجرب حظه في اختبارات ناشئين الأهلي، الذي طالما حلم بأن يمر بجوار سور ناديه بالجزيرة.

في عام 2002، وكان في هذا الوقت قد بدأ محمد في سن الرابعة عشر، فهو سار رجًلا يستطيع أن يذهب ويجييء من كفر الشيخ إلى القاهرة والعكس، فطلب من والده بعض الأموال للسفر إلى "مصر" حتى يلتحق بإختبارات ناشئي النادي الأحمر.

بعد شد وجذب بين والده الذي أبدى موافقته، ووالدته التي رآت أن ابنها لم ينضج بعد حتى يذهب إلى "مصر" منفردًا، جهز محمد حقيبته التي ضمت تي شيرت الحضري وشورت قصير، فيما كان الحذاء الرياضي يرتديه في قدميه، وركب قطار رمسيس فجرًا.

في الأهلي كانت كل الأمور على ما يرام، فبعد المشاركة في تقسيمة واحدة، كان المشرف على الاختبارات قد قرر ضم محمد، بعد تصدياته الرائعة، وبالفعل أصبح طفل قرية الحامول لاعبًا في ناشئي الأحمر، وتدرج في الفئات السنية حتى شارك في أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في عام 2007-2008.

مباراة وحيدة لمحمد مع الفريق الأول قبل أن يترك النادي في ظل إنعدام فرص مشاركته، كانت كفيلة بالقضاء على حلم أي لاعب، ولكنه خرج وكان متيقنًا أنه سيعود إلى مختار التتش في يومًا من الأيام، ولكنه سيكون أساسيًا وليس على دكة البدلاء.

تجارب ثلاث في طلائع الجيش ثم حرس الحدود ثم بتروجيت، كانت كافية لثقل موهبة الحارس، للعودة مرة أخرى إلى القلعة الحمراء، فجلس أيضًا على دكة البدلاء وانتظر، وعندما جاءت الفرصة في ظل تذبذب مستوى شريف إكرامي، "مسك فيها بإيدها وسنانه"، وذرفت عيناه عندما ارتدى شارة القيادة.

عندما يكافئك القدر، فإنه ينسيك كل أحزانك، فمن حارس لـ بتروجيت إلى حارس مصر في كأس العالم 2018 بروسيا، فأحمد الشناوي تعرض لإصابة أبعدته عن المونديال، وشريف إكرامي لم يكن في مستواه، وكوبر لن يغامر ويشرك الحضري، فلم يبقى سوى الشناوي الذي كان عند الموعد وكان سدًا منيعًا خاصة في مباراة أورواجوي.

وبالرغم من تراجع المستوى قليًلا مع المارد الأحمر، إلا إنه عاد ليكتشف نفسه من جديد في بطولة أمم إفريقيا 2019، التي حافظ فيها على نظافة شباكه في 3 مباريات، مع تصديات حاسمة ساهمت في تأهل الفراعنة إلى الدور الثاني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً