اعلان

أول خلاف بين "البرهان" و"حميدتي".. وتشكيل "السيادي" يشكل أزمة جديدة في السودان بدلًا من الخروج لمرحلة جديدة؟

"البرهان" و"حميدتي"
كتب : سها صلاح

اتفق الجمعة الماضية المجلس العسكري الحاكم في السودان مع قادة الاحتجاجات حول هيئة لقيادة المرحلة الانتقالية المقبلة، حسب ما ذكر وسيط الاتحاد الأفريقي، وتوصل الجانبان إلى إقامة مجلس سيادي بالتناوب بين العسكريين والمدنيين مدته ثلاث سنوات، وذكر وسيط الاتحاد الأفريقي في السودان، أن المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاجات اتفقوا الجمعة حول الهيئة التي يفترض أن تقود المرحلة الانتقالية المقبلة.

ويخوض المجلس العسكري الذي يتولى الحكم في البلاد بعد عزل الرئيس عمر البشير في 11 أبريل، تجاذبات سياسية مع قادة الاحتجاجات منذ أشهر.

وبفضل وساطة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، استأنف الجانبان المفاوضات الحساسة لرسم الخطوط العريضة للمرحلة الانتقالية المقبلة.

وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لأصبح خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إن المجلس العسكري الحاكم و"تحالف الحرية والتغيير" الذي يقود حركة الاحتجاج اتفقا على "إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة 3 سنوات قد تزيد قليلا".

وهو لم يوضح الآلية التي سيتم اعتمادها. لكن وفقا للخطة الانتقالية التي أعدها الوسيطان الأفريقي والإثيوبي فإن "المجلس السيادي" سيرأسه في البداية أحد العسكريين لمدة 18 شهرا على أن يحل مكانه لاحقا أحد المدنيين حتى نهاية المرحلة الانتقالية.

اقرأ أيضاً.. اتفاق السودان لم يعبر لـ"بر الأمان".. تعرف على أسماء المرشحين لمجلس الوزراء.. وخبير عسكري: الخرطوم ستواجه أزمات خلال تنفيذ المعاهدة

وأضاف لبات أن الطرفين اتفقا أيضا على إجراء "تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث والوقائع العنيفة المؤسفة التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة".

وتابع "وافق الأطراف أيضا على إرجاء إقامة المجلس التشريعي والبت النهائي في تفصيلات تشكيله، حالما يتم قيام المجلس السيادي والحكومة المدنية".

وقال نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق محمد حمدان دقلو من جهته "نود أن نطمئن كل القوى السياسية والحركات المسلحة وكل من شاركوا في التغيير، بأن هذا الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا ويستوعب كل طموحات الشعب السوداني بثورته".

اقرأ أيضاً.. البرهان: سيتم حل المجلس العسكري السوداني عقب تشكيل "السيادي"

ولكن سيتم حل المجلس العسكري السوداني وفقاً لتصريحات رئيس المجلس السوداني عبد الفتاح البرها، وهذا سيفجر الخلاف بين البرهان ونائب المجلس العسكري "حميدتي" الذي سيعود كقائد لقوات الدعم السريع، وهو الشخص الذي يسعى للوصول إلى سدة الحكم بمساندة الإخوان.

هل سيحسم "حميدتي" الأمر لصالح الاتفاق؟

قالت صحيفة "السودان اليوم" الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، حسم الأمر لصالح الاتفاق، حين بدا المفاوضون من جانب العسكري متشددين في مطالبهم، خاصة رئيس اللجنة السياسية الفريق "شمس الدين الكباشي"، ونائبه ياسر العطا، والأمين العام للمجلس برتبة لواء، لكن الفريق حميدتي ألزمهم بقبول الاتفاق. وكان الكباشي يبدو مستاءً، وكان يكثر من الخروج والدخول بحجة التدخين، لكنه لم يكن راضياً عما تم التوصل إليه، غير أن أمين المجلس العسكري، برتبة لواء، كان أكثر تشدداً من الآخرين، ثم جاءت معضلة تكوين لجنة التحقيق المستقلة في الجرائم التي ارتكبت في أثناء فض الاعتصام وما بعده، وكان النص المقترح أن تُكون اللجنة برقابة إقليمية، لكن العسكري رأى أن تكون وطنية.

الاتفاق مع " قوى التغيير" بداية مرحلة جديدة في السودان

وأشارت الصحفيفة إلى أن الاتفاق أصبح رهن صدق النوايا مستقبلاً، ليدشن مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ونقلت الصحيفة تأكيد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول حميدتي، أن الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحُرية والتغيير، ووصف الاتفاق بأنه يُمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان.

اقرأ أيضاً.. البرهان: سيتم حل المجلس العسكري السوداني عقب تشكيل "السيادي"

ماهي المواقف وردود الفعل تجاه الاتفاق بين العسكري والتغيير؟

وقالت الصحيفة أن مواقف التيارات والقوى السياسية والحزبية والشعبية تباينت تجاه تقييمها للاتفاق، بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، ويرى البعض أنه جاء ملبياً لطموحات الشعب السوداني، وبعض القوى السياسية تؤكد أنه بمثابة خطوة للأمام نحو الاستقرار وفتح الباب أمام اتفاقيات جديدة، وتحقيق عملية سلام شامل، فيما رأت بعض القوى السياسية أن الاتفاق جاء ناقصاً لأنه لخص جملة الاتفاق على المركز دون التطرق للولايات في كيفية تعيين الولاة ورؤساء المجالس التشريعية، بل وعابوا عليه بعض الوساطات التي ستتخذ من وساطتها وصاية تحدد معها من يمثل الشعب السوداني دولياً وإقليماً، ولكن الإطار العام جاء مرحباً بالاتفاقية من حيث الشكل حقناً للدماء ووقفاً للتصعيد من أجل العملية التنموية في البلاد وبداية مشوار جديد في صفحة السودان.

وقال المحامي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الرازق، إنْ تجاوزنا التفاصيل فإنه اتفاق ممتاز سيخرِج من البلد مما هي فيه من وحدة، ويخرج قوى إعلان الحرية والتغيير من حرج، ويخرج المجلس العسكري مما هو فيه من فراغ دستوري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً