اعلان

"سر الأرض".. رحلة التقاوي من مركز البحوث إلى يد المُزارع: استنساخ أصناف جديدة والأسعار مدعمة

صورة أرشيفية

التقاوي الجيدة تُنبت محصول جيد، هذه القاعدة تبدو منطقية، غير أن الحصول على تقاوي له عدة طرق وفق ما قال الدكتور محسن أبو رحاب وكيل معهد البحوث الزراعية للإرشاد والتدريب، إن معهد بحوث أمراض النباتات مهتم بالأمراض النباتية، وكيفية استخدام البذرة قبل الزراعة، فهناك العديد من المعاملات التي تحمي التقاوي من الأمراض قبل الإنبات والأمراض ما بعد الإنبات، ويجب الالتزام بها مثل نوع المبيدات والمركبات الحيوية التي يستخدمها المزارع لحماية البذرة في مرحلة البادرة.

وأضاف وكيل معهد بحوث أمراض النباتات، لـ«أهل مصر» أن المعهد يقوم بإعطاء دورات تدريبية وإرشادية، وأيام حقل، على مستوي الجمهورية في جميع المجالات، فأمراض القمح من البداية إلى النهاية، وأمراض الفاكهة وكيفة تعامل المزراع معها، موضحًا أن «موضوع العفن الهبابي الذي أصاب فاكهة المانجو، تسبب في أن يقوم المعهد بعمل أيام حقل وإرشادية، بالتعاون مع مهندسين القرى الزراعية، الذين يقومون بتجميع الفلاحين لتوعيتهم علي كيفية التعامل مع مرض العفن الهبابي».

وتابع محسن أن لدى المعهد قسم كامل متخصص في أمراض البذور، ويقتصر دورهم في إقامة الدورات التدريبية للفلاحين، التي تحتوي علي كيفية التعامل مع التقاوي، والحفاظ عليها، وكيفية إنتاج التقاوي خالية من الأمراض، موضحًا أنه لا يوجد برنامج تربية لإنتاج تقاوي في أي مكان الإ ويوجد باحث متخصص في مجال أمراض النبات، ببروتوكولات علمية سليمة، من خلالها يقوم الباحث باستنباط الأصناف القادرة على مقاومة الإصابة بالأمراض.

وأشار إلى أن المحصول منذ بداية زراعة البذرة يكون له برنامج وقاية، برش المبيدات والمركبات الحيوية قبل ظهور الإصابة بـ«مبيدات وقائية»، أما بعد ظهور الإصابة فإنها تكون «مركبات علاجية»، مردفًا أن دور معهد البحوث هو توعية الفلاح من خلال إخباره بالأمراض التي تصيب كل محصول، ووقت ظهور كل مرض، وشرح الأعراض المرضية للإصابة، وكيفية التعامل معها، عن طريق المبيدات الموصي بها من قبل وزارة الزراعة، فنقوم بإعطاء الفلاح برنامج متكامل منذ زراعة البذرة إلى الحصاد لحماية البذرة من الإصابة بالأمراض.

وأكد وكيل المعهد أن المزارعين الذين يتبعون التوصيات التي يضعها معهد البحوث الزراعية تنجح زراعتهم ونسبة الفاقد المصاب بالأمراض يصل إلي 2% من إجمالي المحصول.

وتقول النائبة جواهر بنت الريف، عضو لجنة الزراعة بالبرلمان المصري، إن طرق الحصول على التقاوي الزراعية متعددة، فهناك إدارة للتقاوي الزراعية، ومراكز البحوث الزراعية، والتي تعتبر المصدر الأساسي لإنتاج التقاوي في مصر، وبتوجيه من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تقوم مراكز البحوث الزراعية بعمل أبحاث لاستنباط تقاوي جديدة، من أجل تزويد الطاقة الإنتاجية الزراعية، لتكون تحت إشراف علمي متميز يشرف عليه العديد من الباحثين المختصين في البذور والتقاوي.

اقرأ أيضًا.. تجربة ترشيد استخدام المياه في مشروع غرب المنيا.. ماذا حدث بها

وأضافت «بنت الريف» في تصريحات لـ«أهل مصر» أن جميع مراكز البحوث الزراعية في مصر تقوم على عمليات استنساخ سلالات جديدة في التقاوي الزراعية، مثل ما حدث في تقاوي الأرز الذي تم استنباط منه الكثير من الأصناف الجديدة المقاومة لنقص الموارد المائية، موضحة أنه «على مراكز الأبحاث العلمية أن تنزل على أرض الواقع، وتعيش الأحداث الجديدة في الزراعة، وعليها أيضًا عمل تحليل دائم للتربة الزراعية، للوقوف على مدى صلاحيتها في استقبال أيًا من المحاصيل التي تُزرع بها، بالإضافة إلى تحليل التقاوي المستنسخة وكيفية تداولها في السوق المصري».

وأكدت «بنت الريف» أن التقاوي التي يقوم الفلاح بصرفها من الجمعيات الزراعية كمستلزمات إنتاج من الجمعية الزراعية، يحصل عليها بسعر «مدعم»، والتي تساهم الدولة ممثلة في وزارة الزراعة في تحمل التكلفة، أما التقاوي التي يقوم الفلاح بشرائها من خارج الجمعيات الزراعية فهو مسئول عنها، مشيرة إلى أن الدورات التدريبية الإرشادية التي تقوم بها وزارة الزراعة ممثلة في مركز الإرشاد والتدريب، فهي تعمل على توعية الفلاح فيما يجب عليه فعله وما هو ضروري تجنبه في طرق التعامل مع التقاوي الزراعية.

وأكدت بنت الريف على دور الحجر الزراعي في أنه مسئول مسئولية كاملة عن أي تقاوي زراعية تدخل إلى البلد، فالكثير من المحاصيل التي تصيبها الأمراض ترجع أساسها إلى التقاوي الفاسدة وغير معلومة المصدر، التي يتم استيرادها من الخارج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أمير الكويت يزور مصر غدًا على رأس وفد رسمي