اعلان

قطر تحتضن مفاوضات طالبان لإعادة هيكلة التنظيم

كتب : وكالات

تستمر المساعي القطرية في فرض نفسها على الساحة في أفغانستان، لاعادتها على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، عبر منحها شرعية وهمية وإظهار الحركة بمظهر المعارضة من خلال استضافة محادثات لها مع الأطراف الأخرى، لصرف النظر عن مجازرها وجرائمها المستمرة.

وفي الوقت الذي تستضيف فيه الدوحة، محادثات بين سياسيين أفغان وممثلين عن الحركة الإرهابية، أقدم أتباع طالبان على قتل 12 شخصا وإصابة 179 آخرون بجروح من بينهم العديد من الأطفال، الأحد، جراء هجوم بسيارة مفخخة، استهدف مقر الاستخبارات، في ولاية "غزنة" شرقي أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الولاية "عارف نوري"، في تصريحات للصحفيين، إن الهجوم وقع في مركز الولاية، حيث مقر الاستخبارات الوطنية، مضيفا أنه أسفر عن مقتل 8 من أفراد الأمن، و4 مدنيين، وإصابة العشرات، أغلبهم من المدنيين.

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيدالله مايار، إن عدد المصابين في الهجوم، ارتفع من 49 إلى 179 مصابا جلهم من المدنيين، مبينا أن المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، كما أشار إلى أن الحالة الصحية لبعض المصابين حرجة، معربا عن قلقه من ارتفاع عدد القتلى.

وأثار الهجوم الذي تبنته حركة طالبان في بيان صادر عنها، الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا بعد إجراء الحركة محادثات سلام مع الولايات المتحدة، في العاصمة القطرية الدوحة، قبل عدة أيام، حيث تسعى واشنطن لإبرام اتفاق مع الحركة المتمردة في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاما من الحرب، وهو الاجتماع الذي تزامن مع تفجير آخر قامت به الحركة حينها وأسفر عن مصرع وإصابة العشرات أيضا في مشهد أصبح متكرر.

اقرأ أيضاً.. بأى ذنب قتلت.. بسبب طالبان إبادة أسرة كاملة بينهم أطفال ورضع

وتم استبعاد الحكومة الأفغانية عن هذه المحادثات إذ تعتبرها حركة طالبان دمية بيد الولايات المتحدة وترفض التفاوض معها مما يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها. وقبيل بدء الاجتماع وقعت مشادة كلامية بين عنصر أمن وكبير المفاوضين في طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي عند مدخل القاعة.

وترك المشاركون وعددهم نحو 70، هواتفهم النقالة عند مدخل باب القاعة، ثم جلسوا في المقاعد المخصّصة لهم حول طاولة مستديرة قبالة شاشة عرض كبيرة وممثلين عن قطر وألمانيا اللتين ترعيان هذه المحادثات.

وأشار المبعوث الألماني إلى أفغانستان ماركوس بوتسل في افتتاح المحادثات الى أنه "يجتمع اليوم حول هذه الطاولة عدد من ألمع العقول الذين يمثلون شرائح كبيرة في المجتمع الأفغاني"، مضيفا: "أمامكم فرصة فريدة (...) لإيجاد طرق لتحويل المواجهة العنيفة إلى نقاش سلمي".

ويأتي اللقاء بين الأطراف الأفغانية بعد محادثات مباشرة بين طالبان والولايات المتحدة استمرت ستة أيام قبل أن تعلّق بغية السماح بعقد المحادثات الأفغانية التي تستمر يومين، على أن تستمر المفاوضات مع الجانب الأميركي يوم الثلاثاء.

يذكر أن اجتماع الأحد هو ثالث لقاء من هذا النوع بين طالبان وسياسيين أفغان عقب قمتين مماثلتين في موسكو في مايو وفبراير الماضيين.

واعتبر اللقاء الأول اختراقا تاريخيا، وفي مشاهد استثنائية استمع مسؤولو طالبان لنساء تحدثن في اجتماع موسكو، وهو الأمر الذي لم يكن يمكن تصوره إبان حكم طالبان الذي أطاحت به القوات التي تقودها الولايات المتحدة في 2001.

ومن المنتظر أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق على نقطتين رئيسيتين هما الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم توفير قاعدة لإرهابيين. وتبقى العديد من القضايا عالقة مثل حقوق المرأة، وتشارك القوة مع طالبان، ودور القوى الإقليمية بما في ذلك الهند وباكستان ومستقبل حكومة أشرف غني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً