اعلان
اعلان

القديس المزيف.. رحلة "أبو تريكة" من ناشئ موهوب إلى قيادي سري في الإخوان.. جنده العريان في ناهيا وموّل التنظيم صفقة انتقاله للأهلي.. أسرار لقائه المرشد سرا بموسم الحج في فيلا «العزيزية» بمكة

أبو تريكة

محمد أبو تريكة، لاعب الكرة الأشهر، مازالت علاقته الغامضة بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، علامة استفهام كبرى، وحاول "أهل مصر" الاقتراب من العالم السري لأبو تريكة واقتحام خزانة أسرار الجماعة وصندوقها الأسود.

الإخواني المنشق “إبراهيم ربيع“ الشاهد الأول والمتابع لحظة بلحظة لمراحل تجنيد لاعب كرة القدم المعروف، حيث أماط “ربيع“ اللثام عن حقيقة الدور الذي رسمته الجماعة للصبي الموهوب، بعد أن لفتت مهارته الكروية انتباه القيادي الإخواني البارز عصام العريان، جاره بمنطقة سكنه بمركز ناهيا بالجيزة.

يروي ربيع، المنشق منذ عدة سنوات عن الجماعة، لـ"أهل مصر" أسرار العلاقة القوية التي كانت تربط أسرة محمد أبو تريكة، بحكم الجيرة بمنطقة ناهيا، بالقيادي البارز عضو مكتب الإرشاد عصام العريان، قائلا إن العريان رأى في ابن الأسرة البسيطة الذي يجيد لعب كرة القدم ورقة رابحة تصب في المستقبل القريب في مصلحة الجماعة، حيث يمكنه بموهبته أن يستحوذ على قلوب ملايين المشجعين ليكونوا الحشد المطلوب وقت الحاجة إليهم، ووفق خطة الجماعة طويلة المدى في الوصول للحكم.

وقال "ربيع": بعد سنوات من ظهور موهبته الصبي الناشئ وتلمذته على يد العريان، الجار الودود للأسرة البسيطة، اصطحبه معه إلى نادي الترسانة وقدمه إلى "لجنة الصفوة" داخل تنظيم الجماعة، والمسؤولة عن إعداد صفوة المجتمع من الفنانين والإعلاميين والرياضيين ورجال الأعمال، قدمه على أنه بمثابة ابنه وتربية يديه، وعليهم الاهتمام به وإعداده ليكون أهم أعضاء الجماعة، وصاحب دور خطير، متخفيا في ثوب نجم كرة قدم.

ووفق موقع "ربيع" ومنصبه داخل التنظيم في تلك الفترة، قال إن "أبو تريكة" رُسم له دور في منتهى الخطورة داخل التنظيم السري قوامه التفاف شريحة كبيرة من الشباب المشجع له كلاعب كرة قدم متألق وموهوب بدخوله أكبر الأندية المصرية والتي مولت صفقة دخوله إليه بالملايين حتى يخطف اللاعب الجديد قلوب المشجعين ويقتدوا به ويسيروا على نهجه ويصبحوا درع الجماعة وقت الحاجة.

وشرح الإخواني المنشق "إبراهيم ربيع" أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان شكل لجنة أسماها "لجنة الصفوة" في عام 2003، ترأسها القيادي الإخواني "حلمي الجزار" مع الداعية المعروف عمرو خالد، وهو شخصيا، لتكتمل عملية تجنيد اللاعب الموهوب وإعداده عقائديا ومنهجيا ورعايته رياضيا، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق بين أبو تريكة والجماعة على أن يصنع منه نجم كبير ويتم تقديم الرعاية اللازمة له ولأسرته ماديا ومعنويا، ونقله من نادي الترسانة إلى النادي الأهلي أكبر الأندية المصرية ليكون أكثر جماهيرية وأكثر تأثيرا، وبالفعل عهد إلى أحد أعضاء الجماعة بتمويل صفقة انتقاله التي تكلفت الملايين وهو "صفوان ثابت"، وشمل الاتفاق أيضا أن يتمتع أبو تريكة بالنجومية وتتدفق عليه العروض والأموال ومكافآت المباريات ويظل رهن إشارة تكليفات المرشد العام لجماعة الإخوان وقياداتها الممولة بالخارج، وعلى هذا وفي مرحلة تالية عهد بأبوتريكة إلى القيادي أسامة ياسين، عضو اللجنة الخاصة بتنظيم الجماعة ليشرف على مشوار حياة اللاعب.

اقرا أيضا : بطبنجة والده.. انتحار طالب ثانوية عامة في الشرقية بعد سماع نتيجته

وتابع "ربيع": ظل أبو تريكة يتألق كرويا ويستحوذ على قلوب الملايين ويحرز الأهداف المباراة تلو الأخرى ويحصد البطولات، وتربع في قلوب الجماهير المصرية والعربية حتى جاءت ساعة الصفر وبدأ يتلقى التكليفات التي كان أولها إعلان مناصرته وتأييده لترشيح محمد مرسي العياط، ودعوة جماهيره ومحبيه في لقاءات تليفزيونية لاختياره في الانتخابات الرئاسية عام 2012، وإن كان أول تكليف تلقاه أبو تريكة من التنظيم الدولي على يد القيادي أسامة ياسين، عام 2008 وهو كشفه عن قميص يرتديه مكتوب عليه "تعاطفا مع غزة" باللغتين العربية والإنجليزية، خلال مباراة المنتخب الوطنى أمام السودان فى الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا.

وأضاف: ولأن الهدف الأساسي من تجنيد أبو تريكة هو صناعة نجم له جماهيرية له ثقل وقت اللزوم، فقد لاقى هذا الموقف إعجاب الملايين من محبيه واكتساب محبين جدد خارج مصر، هذا فضلا عن الدور الخفي لأبو تريكة في صناعة وتجنيد من حوله بالمجال الرياضي أمثال ربيع ياسين وسيد عبد الحفيظ وآخرين.

"ربيع" علم بحكم موقعه داخل الجماعة أن ثلاثة شركات سياحية يمتلكها محمد أبو تريكة أسسها له تنظيم جماعة الإخوان تعمل على الترويج السياحي في الخارج وفي باطنها تنقل التكليفات من قيادات الخارج مع المشرفين المسافرين صحبة الأفواج السياحية بشتى الدول، وكذلك بابا خلفيا لتلقي التمويلات والدعم، ووضع ملايين الجنيهات في حسابات باسم هذه الشركات بعيدا عن المراقبة الأمنية، وكان أبو تريكة ينكر ذلك حتى جاءت تصريحات المستشار عزت خميس رئيس لجنة حصر أموال الإخوان المسلمين في يوليو 2015، لتؤكد أنه يمتلك عددا من الشركات السياحية، إحداها تعرف بـ"أصحاب تورز" دخل في حسابها مبلغ 30 مليون جنيه قام أبو تريكة بسحبه في اليوم الثاني، كما ثبت للجنة من خلال وسائلها في التحري والتدقيق ومن خلال المتابعات الأمنية، أن مديري الشركة من العناصر الإخوانية وأحدهم محبوس على ذمة قضايا إرهابية، وثبت أن أبو تريكة هو رئيس مجلس الإدارة وله حق التوقيع على جميع المراسلات والعقود ولذلك وجب التحفظ على الشركة بعد التأكد من أن الأموال التي توضع في حسابات أبو تريكة باسم الشركة تدخل في تمويل العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعة.

يصف إبراهيم ربيع، أبو تريكة بأنه كذاب ومراوغ ومتلون يشبه الثعلب في نظراته، وأن أفعاله ومواقفه صورة مصغرة من أفعال ومواقف الجماعة الإرهابية، وهو عضو مهم وبارز بالجماعة ومن مؤيدي محمد مرسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، وقال في أحد تصريحاته "أنا لم أجد سوى مشروع النهضة لأؤيده ومصر تحتاج لمؤسسة كبيرة مثل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة"، وقدم الكثير من الدعم إلى المعتصمين بميداني النهضة ورابعة من وسائل تهوية وطعام وأموال، ويوم 10 يوليو 2014 أعلنت منصة رابعة حضوره علانية يوم "مليونية الزحف" حفاظا على الشرعية وتأيدا لمرسي.

إقرأ أيضا : بالأسماء.. مصرع وإصابة 21 شخصًا في حادث مروع بطريق قنا – سفاجا

وأوضح ربيع: أبو تريكة ينتمي لجماعة الإخوان، ليس مؤيدا أو محبا، ولكنه عضو منتظم، تربى منذ الصغر على يد العريان وهو من أدخله الجماعة، لكن الجماعة كانت تتعمد إخفاء علاقته بها لشهرته وتأثيره في مجاله، وكانت تتصل به وغيره من رموز كرة القدم المنتمين لها بشكل سري، حتى إنه لم يكن ممكنا له لقاء المرشد العام للجماعة داخل مصر لخطورة ذلك عليه وإمكانية رصد الأمن له واكتشاف حقيقة انتمائه، وكانت اللقاءات تتم بشكل مموه خارج مصر كأن تكون أثناء أداء العمرة أو الحج في فيلا سرية بمنطقة العزيزية بمكة، أو حتى في "المصايف" خارج مصر بعيدا عن أعين الأمن.

ربيع، أشار إلى أن التنظيم يستميت حتى اللحظة لفرض نجومية أبو تريكة ومحاولة إعادته إلى الأضواء وموقعه المؤثر في مقابل محمد صلاح، تقليصا للخسائر التي حلت بالجماعة في الفترة الأخيرة وعدم قدرتها على تجنيد رياضيين آخرين، ويدلل ربيع على ذلك بأن التنظيم يقحم أبو تريكة دائما في الأحداث الكروية ومنها بطولة كأس الأمم الأفريقية الحالية لإظهاره كبطل وأسطورة وأن منتخب مصر لم يعد به لاعبون موهوبون ولا متدينون أمثال تريكة، فيخصصون الساعات للحديث عنه في القنوات بالمحطات التليفزيونية المناصرة للإخوان أثناء تحليل مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية، أملا في عودته للساحة والاستئثار بقلوب الملايين مرة أخرى.

واستطرد "ربيع": المتابع لحياة أبو تريكة يلمس تطورات على المستوى المادي ولكن هو فقط من ينعم بها، فمازالت أسرته تعيش حياة بسيطة، ووالده المزارع وأشقاؤه لم تظهر عليهم آثار للعيش المترف، حتى إن أحد أشقائه مازال يعمل بائع خضر بمنطقة ناهيا، وطلب منه بعض المقربين من أسرته إنشاء جمعية ومسجد ومستوصف بدلا من أن يتكبد أبناء القرية من المرضى عناء العلاج بمستشفيات بعيدة ولكنه رفض.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب منطقة حدودية بين باكستان وإيران