اعلان

الصلح خير.. كان 2019 تصلح ما أفسده الإعلام والتوك شو بين مصر والجزائر

مصر والجزائر

تُختتَم غدًا الجمعة بطولة أمم إفريقيا «كان 2019»، والتى استضافتها مصر منذ 21 يونيو الماضي، بمشاركة 24 منتخبًا للمرة الأولى فى تاريخ القارة السمراء، وحققت النسخة الـ32 عدة مكاسب، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، فضًلا عن الرياضي، إلا أن إنهاء الخصومة الثأرية والتاريخية بين جمهورى مصر والجزائر كان الأهم.

وشهد تاريخ الكرة صراعًا كبيرًا بين مصر والجزائر، تعود جذوره إلى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث مباراة تأهل مصر التاريخى إلى بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا، ثم مباراة تصفيات مونديال 2010 بجنوب إفريقيا الشهيرة بـ «موقعة أم درمان»، وأخيرًا لقاء نصف نهائى أمم إفريقيا 2010 بـ «أنجولا».

ويعود السبب الرئيسى فى أغلب فترات الصراع بين جمهور المنتخبين إلى وسائل الإعلام، وهو ما ظهر جليًّا فى أزمة أم درمان، حيث قامت برامج «التوك شو» بشحن الجمهور، الذى خاض حرب شوارع بالسودان، قبل وأثناء وبعد المباراة الفاصلة التى خاضها المنتخبان على بطاقة مونديال 2010.

اقرأ أيضًا:اليوم.. حفل قرعة تصفيات أمم أفريقيا 2021 بأحد فنادق القاهرة

وتعاطف الجمهور المصرى مع لاعبى الجزائر فى مباراتهم أمام كوت ديفوار فى دور ربع نهائى كان 2019، خاصة مع نجم السد القطري، المهاجم بغداد بو نجاح، الذى ظل يبكى منذ إهداره لركلة الجزاء فى بداية الشوط الثانى، مرورًا بالأوقات الإضافية وركلات الترجيح حتى نهاية اللقاء.

وشهدت مدرجات المنتخب الجزائرى أعدادًا غفيرة من الجمهور المصري، الذى ظهر تفاعله أكثر مع رجال جمال بلماضى مدرب الجزائر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال دعم مقاتلي الصحراء وتمنِّيهم بتتويجهم باللقب، بعد الخروج المبكر لمنتخب مصر الأول من دور الـ16 على يد جنوب إفريقيا.

التقت "أهل مصر" الدكتور جهاد عودة، خبير العلاقات الدولية، الذى أكد أن الرياضة تعتبر علاقات شريفة بين الشعوب، تقوم على المكسب والخسارة، تبدأ بالمصافحة، وتننهى بها، مشيرًا إلى أهمية الرياضة، خاصة كرة القدم، فى رسم السياسات والعلاقات الدولية بين البلدان والشعوب.

ويضيف أن الأزمة التى نشبت بين مصر والجزائر لم تكن رياضية بقدر ما كانت إعلامية، حيث الحملات التى أديرت، سواء فى مصر أو الجزائر، وأفضت إلى كارثة كبيرة وقعت فى السودان، موضحًا أنه فى التاريخ قامت حرب بين دولتين، وهما هنداروس وسلفادور بسبب كرة القدم، كما أن العلاقة بين واشنطن والصين عادت بمباراة بينج بونج، مؤكدا أن القوى الناعمة، خاصة الرياضة وكرة القدم، تعمل على تدعيم العلاقات بين الدول.

وأشار عودة إلى أن علاقات مصر التاريخية مع الجزائر عريقة ومتينة، حيث إن القاهرة دعمت ثورة التحرير هناك، من خلال السلاح والدعم الدبلوماسى والسياسي، وفى المقابل ساندت الجزائر مصر فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، عندما ذهب الرئيس هوارى أبو مدين إلى روسيا، ووقع شيكًا على بياض لتمويل سلاح مصر، وأرسل لواءين قاتلا في الصفوف الأمامية في حرب أكتوبر.

وفى هذا الصدد يرى المحلل الفنى والنجم السابق للأهلى والمنتخب، طه إسماعيل، أن أداء منتخب الجزائر فى البطولة فرض على الجمهور المصرى احترامه وتشجيعه، خاصة بعد خروج مصر من دور ثمن النهائي.

وقال اسماعيل إن العداء التاريخي بين الكرة المصرية والجزائرية، قد خفت حدته في كان 2019، خاصة أن الشعب المصري عطوف بالفطرة وينسى بسرعة، وعندما رأى دموع اللاعبين والمدرب، تعاطف معهم ورمى كل الخلافات وراء ظهره.

ويتوقع المحلل الفني أن مردود هذه البطولة سيعود بالنفع على الأندية المصرية التي ستخوض مباريات لها في الجزائر في بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية، حيث سيتعاملون بدون ضغط ولا شحن جماهيري.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً