تخيل أن من تُشاهده في الصور المعروضة في التقرير ليس أشخاص أو جنود حقيقيين، بل أنهم آلاف المُقاتلين المصنوعين من الطين منذ أكثر من 2100 عام، بخيولهم وأسلحتهم وعرباتهم، هؤلاء هم مُحاربون التيراكوتا الذين تم دفنهم مع الإمبراطور كين شى هوانغ، أول إمبراطور للصين وصاحب أول فكرة لبناء سور الصين العظيم.
وخلال التقرير نعرض بعض المعلومات عن جيش التيراكوتا الذي يعتبره البعض العجيبة الثامنة بعد عجائب الدُنيا السابعة..
في عام 246 قبل الميلاد بمدينة زيل أوشييم شمال غرب الصين أمر إمبراطور الصين الأول كين شيم هوانغ بناء هذا الجيش ليتم دفنه معه عندما يموت، وأمر حينها "كين" أن يكون هناك جُنديين مُتشابهين في هذا الجيش بأكمله، وهذا ما تم بالفعل ببراعة مُثيرة للدهشة، حيثُ شارك ما يُقارب 700 ألف شخص لبناء الآلاف من التماثيل الطينية غير المتشابهة بملامح دقيقة لدرجة مُدهشة ووضعها في أفران تصل فيها درجة الحرارة إلى 1000 درجة مئوية، ثم تركها لتبرد وتلوينها وتزيينها، وقد تم بناء هذا الضريح بشكل يجعله صعب على أي شخص أن يكتشفه.
وبالفعل لم يتم اكتشافه إلا بالصدفة في عام 1974 حين كان مجموعة من المُزارعين المحليين يقومون بحفر بئر ليكتشفوا هذا الجيش الأسطوري، وتم إكتشاف ثلاث حُفر حتى الأن، وتضم هذه الحُفر ما يقرب من 8000 مُقاتل مع إداريين وموسيقيين و130 عربة، بـ 520 حُصان للفرسان، مما توقع الخُبراء وجود العديد من الحُفر التي تحوي الكثير من جنود التيراكوتا ولم تُكتشف بعد.
وقال المؤرخ الصيني الكبير سيما كيان في كتابه الشهير "شي جي" أن الإمبراطور الأول للصين دُفن مع جنود وإداريين وكُتاب وموسيقيين وأوني فخارية قيمة، والعديد من الأشياء القيمة وسط نهر مُطعم بالزئبق، وقد إكتشف العُلماء بالفعل وجود نسب كبيرة من الزئبق في تربة المنطقة المُحيطة بالضريح مما أعطى مصداقية لحديث المؤرخ الصيني.
هذا ولم يكتشف العُلماء أجزاء كبيرة من هذا المكان مثل الهرم التُرابي الذي يصل إرتفاعه إلى 74 متر بمساحة 350 مربع لأنهم يخشون أن يقوموا بتدميره عند مُحاولة إكتشاف ما يحتويه.
وقد أضاف اليونيسكو هذا الضريح إلى قائمة التراث الإنساني العالمي سنة 1987 لقيمته التي لا تُقدر بثمن، والجدير بالذكر أن السلطات الصينية تمنع تصوير أو دخول هذا الضريح باستئناء بعض الأماكن التي تم فتحها للجماهير ومنها تم إلتقاط هذه الصور.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
