اعلان

"أهل مصر" في مسقط رأس "مارية القبطية".. عمرو بن العاص وصل إلى "حفن" وأعفى أهلها من الجزية.. وآثار المنيا: المنطقة رومانية والمنزل ليس لزوجة الرسول

هي مسقط رأس السيدة «مارية القبطية»، مدينة «حفن» التي شيدت على يد الملك هادريان عام ١٣٠ ق م، ثم تقلدت عدة مسميات إلى أن أصبحت «قرية الشيخ عبادة» الواقعة على بعد نحو ثماني كيلو مترات شرق النيل بمدينة ملوى.

نالت مكانة كبيرة على مر العصور وأنجبت من بين أبنائها زوجة الرسول صل الله عليه وسلم «مارية القبطية»، تلك القرية التي جاء إليها جيش عمرو بن العاص لفتح مصر، ووصل إلى قرية «حفن» وعرف أنها المنطقة التى جاءت منها السيدة مارية أم إبراهيم فقرر إعفاء أهل أنصنا وحفن من دفع الجزية، كما شيد آنذاك أول مسجد فى ملوى.

«مارية القبطية» هى «مارية بنت شمعون» لها أب قبطى وأم مسيحية رومية، عاشت بقرية «الشيخ عبادة» عمرا من الدهر حتى انتقلت برفقة شقيقتها سيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط ووالى مصر الرومانى، وعقب الفتح الإسلامى اتجهت الأنظار إلى منزل زوجة الرسول الكريم فى اعتقاد كبير أنه المنزل الذي عاشت فيه، واتجه البعض للاستغاثة بإنقاذ بيت زوجة الرسول من الإهمال والتعديات والذى يصل عمره لأكثر من ١٤٠٠ عام، حتى كشفت الآثار النقاب عن حقيقة منزل «مارية القبطية»، الذى أثار جدلا واسع النطاق، الأمر الذى رفضته القيادات الدينية، تنفرد بكشفه كاملا «أهل مصر».

اتهامات وجهت إلى مفتشي المناطق الآثرية الجنوبية حول الإهمال المتعمد لمنزل «مارية القبطية» زوجة الرسول صل الله عليه وسلم، فضلا عن استغاثات بالصحف بوجود تعديات على حرم المنزل الذى يعد مزارا كبيرا يقصده الآلاف من المسلمين والأقباط معا للتبرك على حد قولهم، حتى عقدت منطقة آثار المنيا الجنوبية للآثار الإسلامية والقبطية بملوى بحضور الدكتور ضياء زهران، مدير عام إدارة التسجيل بالقطاع بترأسه اللجنة المشتركة لمنطقتي آثار المنيا للآثار المصرية والإسلامية وعضوية كل من «محمود صلاح»، مدير عام المنيا للآثار المصرية، «على عبد الظاهر»، مدير عام المنيا إسلامي، دكتور « على البكرى» مدير عام المنيا الجنوبية للآثار المصرية، «ناصر نعنوس»، مدير عام المنيا الجنوبية للآثار الإسلامية والقبطية، «محمد شريف»، مدير منطقة ملوى إسلامى، «محمد صادق»، مفتش آثار ملوى إسلامى، «حماده عبد العظيم»، مفتش آثار مصرى، ومعاونى أملاك المناطق، حيث اجتمعت اللجنة للوقوف على ما يتداول عن منزل «مارية القبطية» ، ومعاينة مسجد الشيخ عبادة بن الصامت.

وقال الدكتور على البكرى، مدير عام المنيا الجنوبية للآثار المصرية، إن اللجنة المشكلة أثبتت أن المنزل المتعارف عليه بقرية الشيخ عبادة بمركز ملوى جنوب المنيا منزل زوجة الرسول الكريم «مارية القبطية» ، تبين أن المنزل منزل روماني وليس منزلا قبطيا وهو ما ينفى أن يكون المنزل هو منزل زوجة الرسول مثلما يعتقد البعض.

وأوضح، مدير عام المنيا الجنوبية للآثار المصرية، أن منطقة «أنتونيو» التى يقع بزمامها ما يطلق عليه منزل زوجة الرسول الكريم «مارية القبطية»، تم الكشف عنها بواسطة البعثة الإيطالية فى أواخر الثمانينات، وأوضحت البعثة أن هذا المنزل هو منزل روماني لأحد السكان وتم عمل ترميم وحفاظ على المنزل وتم عمل باب حديدي عليه.

وأضاف: المنزل يعرف لدى العامة وليس المتخصصين بأنه منزل «مارية القبطية»، لكنه لم يثبت أنه منزلها، والمنزل عبارة عن حجرة بها حنية تتقدمها حجرة أخرى صغيرة مشيدة من الطوب اللبن وتم عمل استكمال بناء لها بالطوب الأحمر حديثا، موضحا أن دلالة ما أثبتته اللجنة أنه ليس منزلا قبطيا لأمرين أولهما: أنه منزل رومانى له تاريخ رومانى وليس تاريخا قبطيا، وثانيا: أن العناصر الفنية الموجودة بتخطيط المنزل وبقاياه تثبت أنه فن رومانى وليس قبطيا لذا هو ليس منزل «مارية القبطية».

واستكمل: يحكى لدى العامة أنه منزل زوجة الرسول لكن لا توجد ثوابت تاريخية أو سند تاريخى لهذا الكلام فقط على معلومات تواترت من وإلى الناس، لافتا إلى أن المنطقة مؤمنة تماما من قبل شرطة السياحة والآثار وتضم المنطقة ثلاثة من مفتشى الآثار، مشيرا إلى أن المكان غير مؤهل لاستقبال زوار ولا يفتح إلا بإذن أو قرار من الأمين العام لبعض المتخصصين وللدراسة وليس للعامة مثلما يتردد أو أنه منزل يتبرك به المسلمون والأقباط ويقبلون على زيارته وهذا حديث عار تماما عن الصحة، كما أنه لا توجد أى تعديات على المنزل مثلما نشر بالعديد من الصحف والمواقع الإخبارية، وإن كان يوجد للجأت لتحرير محاضر فورا لكنه لم يحدث أى تعديات على المنزل.

اقرأ أيضا.. فتاة تشنق نفسها في المنيا بسبب "المسلسل".. شقيقها أصر على مشاهدة برامج الأطفال

على صعيد متصل قال الشيخ محمد صابر، رئيس لجنة الفتوى بالمنيا، إنه فى حقيقة الأمر ورد من قديم الزمان أن منزل «مارية القبطية» ، زوجة الرسول محمد صل الله عليه وسلم يقع بمنطقة الشيخ عبادة شرق النيل بمركز ملوى منذ أكثر من ١٤٠٠ عام عندما أهداها المقوقس عظيم القبط بمصر إلى الرسول محمد صل الله عليه وسلم.

واستكمل رئيس لجنة الفتوى: أعرف أن «مارية القبطية» من قرية الشيخ عبادة وأن لها منزلا لكننى فى حقيقة الأمر لم أره بعينى لكنها معلومات وردت إلى مسامعي، ولكن إذا جاء أحد وقال إنه من العهد الرومانى أو العهد البيزنطى أو من عهد الإسلام نقول لهم «أين دليلكم على أنه من العهد الرومانى».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً