ليلة حزينة قضاها شاب عرفه الناس بأنه المستهتر دائما، المثير للجدل دائما، صاحب التصريحات النارية والمعتقدات الغريبة التي كان يظهرها للناس علانية فلا يخشى أحد، الفنان أحمد الفيشاوي، مرت تلك اليوم التي تشبه السواد عليه بعد أن علم وفاة والدة "سنده فى الحياة"، بعد صراع كبير مع المرض، لم يتمكن من خروج دموعه لم يفعل شىء سوى النظر أمام من حوله، شاهد نفسه بأنه الوحيد فى تلك الدنيا التي كان يحاربها وحده من أجل انتصار معتقداته، وكان السند له والده.
حالة من الاستغراب كست وجه أحمد الفيشاوي، وهو يودع جثمان والده الراحل فاروق الفيشاوي، عند دخوله القبر، ظهر أحمد في حالة ثبات نادرة، لم يتحدث إلى أحد، ولكنه من الداخل "هشّ" كأنه البنيان الذي تآكلت أسسه من كثرة المياه الجوفية.
"خلاص مش هشوفك تانى.. انت مش قولت انك مش هتموت الوقتى وانك موجود معايا..مين الى هيسندنى يا فاووق اصحى وقولى ان بحلم"، كلمات تمتم بها أحمد الفيشاوي بينه وبينه نفسه حتى علا بها صوته أمام الناس بعد أن الذي يوارى في التراب هو جسد والده الفنان فاروق الفيشاوي.
قرع باب القبر كثير مناديا على أبيه، في حالة انهيار تام ودموع تجري كالسيل العرم، "اصحى يابابا انا مليش غيرك انا بقيت لوحدي خلاص"، ولكن لم يجبه أحد، ولم يشعر إلا بأيادي أصدقائه يمسكون به ويخرجون به خارج المقابر بعد أن ودع والده فاروق الفيشاوي، الذي رحل عن عالمنا فجر اليوم بعد صراع طويل من المرض عن عمر يناهز 67 عام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
