اعلان

علماء الأوقاف يوضحون فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة

صورة أرشيفية

أقامت وزارة الأوقاف ندوة علمية كبرى بمسجد “المدينـــة المنـــــورة بفيصل بمحافظة الجيزة محافظة الجيزة تحت عنوان : فضائل العشر الأول من ذي الحجة.

و حاضر فيها كل من الشيخ محمود طه الشيمي بديوان عام وزارة الأوقاف ، والشيخ صابر زايده مدير إدارة بولاق الدكرور ، والشيخ سيد أحمد بسيوني إمام وخطيب المسجد ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم.

وفي بداية كلمته أكد الشيخ محمود طه الشيمي، الداعية بوزارة الأوقاف، أن وزارة الأوقاف تسعى جاهدة إلى نشر الفكر الوسطي المستنير ، وتحصين النشء من التغرير بهم ، أو الوقوع فريسة في أيدي من يتاجرون باسم الدين ، مبينًا أن العشر الأُول من ذي الحجة هي الأيام المأمولة ، والليالي المرجوة ، فهي أيام شريفة ، وأوقات جليلة ، أعلى الله (عز وجل) من شأنها ، وأقسم بها في كتابه العزيز ، حيث يقول سبحانه: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر}، والله (عز وجل) لا يقسم إلا بعظيم ، فالقَسَم بها تكريما لها، وتعظيمًا لمكانتها ، وتنويهًا بشأنها ، فعلينا أن تنزود فيها من الأعمال الصالحة ، فالأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، [يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ]. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ) ، ومن فضائلها: أنها الأيام المعلومات التي قال الله تعالى عنها: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، فهي أيام يجتمع للمسلم فيها أداء أمهات العبادات ، كالصلاة ، والصدقة ، والصيام ، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها من الأيام.

اقرأ أيضاً: ذكر صغير السن لامع العينين.. التموين توضح كيفية اختيار خروف العيد

وقال الشيخ صابر زايدة، مدير إدارة بولاق الدكرور، إننا نعيش أيامًا مباركة تضاعف فيها الأعمال ، فمن أراد التجارة مع الله (عز وجل) فليكثر من عمل الخيرات في هذه الأيام التي قال عنها ربنا سبحانه : ” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ” ، والذكر يشمل جميع أنواع الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه رغبة في الثواب ، وطلبًا لرضا الله (تعالى) ، فالذكر حياة القلوب ويحقق طمأنينتها، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)، وكان سيدنا عمر (رضي الله عنه) يكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون ، ويكبّر أهل الأسواق حتى ترتجّ منى تكبيرًا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي مجلسه وممشاه ، وعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه): مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ (عز وجل) ، ومن ثم فيستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام إعلانًا بتعظيم الله تعالى.

وتابع الشيخ سيد أحمد بسيوني، إمام بالوزارة، أن العشر الأول من ذي الحجة تعد من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات ، فيستحب للمسلم أن يكثر من العمل الصالح ومن التكبير والتحميد والتهليل والذكر ، قال (صلى الله عليه وسلم) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ) ، كما يستحب للمسلم أن يصوم من أيام التسع من ذي الحجة قدر استطاعته ، فصومها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى ، وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج : فقد خص النبي (صلى الله عليه وسلم) صيامه من بين أيام العشر ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) ، ويوم عرفة يوم من أيام الله المشهودة التي يتجلى الله (عز وجل) فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ) ، وهو يومٌ أكمل الله فيه الدِّين ، وأتم فيه النِّعمة ، فعنْ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : أنَّ رجُلاً منَ اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرؤونها ، لو علينا – معشرَ اليهود – نزلَتْ ، لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا ، قال : أي آية ؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، قال عمر (رضي الله عنه) : (قد عَرَفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو قائم بِعَرَفة يوم الجمعة) .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً