يعتبر جبل عرفة أو "عرفات" من أشهر جبال العالم، لما له من قُدسية عند مليارات المسلمين حول بلدان العالم، ويقع الجبل شرقي مدينة مكة المُكرمة على الطريق بينها وبين الطائف وعلى بُعد 22 كم، ومع إقتراب شهر ذي الحجة من كل عام، تلتفت الأنظار إلى مكة المُكرمة وأخبار حُجاج بيت الله الحرام، وأخبار أداء المناسك، في شغف لقُرب اليوم الأخير وهو يوم عرفة، أخر أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، كما يسمونه عامة الناس "وقفة عرفات" يليه أولى أيام عيد الأضحى المُبارك.
جبل عرفات يُعد رُكن أساسي وفرض عين على الحاج وبدونه لا يصح الحج، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".
لماذا سُمي بهذا الاسم ؟
اختلفت الروايات حول تسمية هذا الجبل بهذا الاسم، فهناك من يرى أن سبب تسمية عرفة بهذا الاسم هو ما حصل من أحداث في ذلك المكان، ومن هذه الأحداث عندما هبط آدم وحواء من الجنة، حيث نزل كل منهما في منطقة معينة من الأرض، ثم شاءت قدرة الله بأن جمعهما في عرفة.
اجتمع كلاً من آدم وحواء وتعارفا بعد مرور ألف سنة على فراقهما، لهذا سُمى المكان بهذا الاسم، أما الرواية الأخرى تقول، أنه حين طاف جبريل بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.
وهناك آراء ترى أن الاسم مشتق من الاعتراف، وهو عكس الإنكار والجحود، ففي عرفات يقوم الحجاج بتلبية نداء الله، ويهللون، ويُكبّرون، وهم بذلك متضرعين لله، ومعترفين بخطاياهم، وذنوبهم، ومرددين: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا غفار".
فضل يوم عرفة
خصّ الله عز وجلّ هذا اليوم فجعله موعد للطاعات التي تزداد فيها الحسنات وتتضاعف، وتُمحى فيها السيئات، ومن فضل هذا اليوم كما جاء في كتابه العزيز
يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28.
يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة: 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.
كثرة العتق من النار في يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة).
يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
